أزمة ممتدة تشهدها العلاقات البريطانية الإيرانية، بسبب ملف المحتجزين من يحملون الجنسية البريطانية داخل إيران، ومن بينهم نازانين زغاري راتكليف، التي أنهت قبل أيام عقوبة مدتها 5 سنوات، لتفاجئ بلائحة اتهام جديدة حالت دون عودتها إلى لندن.
وفى اتصال هاتفي مساء الأربعاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، شدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون علي ضرورة عودة عاملة الإغاثة التي تحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية، زغاري راتكليف، إلى البلاد لتكون داخل منزلها ومع أسرتها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "تليجراف"، شدد جونسون علي أن راتكليف وغيرها من البريطانيين المحتجزين داخل إيران يجب الإفراج عنهم بشكل فوري.
ووفقا للبيان، قال جونسون لروحاني إنه رغم إزالة جهاز مراقبة الكاحل الخاص بنازنين زاغاري راتكليف أمر مرحب به إلا أن استمرار حبسها لا يزال غير مقبول تمامًا، ويجب السماح لها بالعودة إلى عائلتها في المملكة المتحدة.
وبحسب الصحيفة، اشتكي روحاني في المقابل من عدم إحراز أي تقدم عملي في حل مطلب إيران للمملكة المتحدة بإعادة ديون بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني تعود إلى عهد شاه إيران، مضيفًا: "مما لا شك فيه أن التعجيل بسداد مطالبات إيران سيكون فعالًا في حل مشاكل أخرى في العلاقة الثنائية بين المملكة المتحدة وإيران ".
ووفقا للتقرير، فان تصريحات روحاني في المكالمة الهاتفية مع جونسون لا تشير بوضوح إلى الربط بين عدم سداد المملكة المتحدة للديون واستمرار احتجاز زاغاري راتكليف، لكنها تركت هذا الاستنتاج.
وقال روحاني لجونسون: "إذا كنا نبحث عن الدبلوماسية، فالطريقة الواضحة هي رفع العقوبات والوفاء بالتزامات الولايات المتحدة"، موجها انتقادات إلى الولايات المتحدة لعدم اتخاذها أي خطوات عملية لرفع العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرا إلى أن إيران مازالت ملتزمة بالرد عن الخطوات الامريكية بإجراءات خاصة بها.
وأكملت زغاري راتكليف عقوبتها البالغة خمس سنوات والتي بدأت في 2016 يوم الأحد الماضي، ونتيجة لذلك، أزالت إيران سوار الكاحل التي كانت تحتفظ بها تحت شكل من الإقامة الجبرية في منزل والديها منذ مارس ولكن بسبب التهم الجديدة المعلقة رفضت منحها جواز سفر يسمح لها بالعودة إلى لندن.
وقال داونينج ستريت إن جونسون أخبر الرئيس الإيراني أن إزالة سوار الكاحل أمر مرحب به، لكن استمرار حبسها لا يزال غير مقبول تمامًا ويجب السماح لها بالعودة إلى عائلتها في المملكة المتحدة.
ووفقا لتقرير الصحيفة، لم يكن جونسون على اتصال مباشر مع روحاني بشأن قضية زغاري راتكليف منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء على الرغم من أنه التقى بزوجها ريتشارد راتكليف وابنتها في داونينج ستريت قبل عيد الميلاد، ومن الواضح أن المكالمة عبارة عن طلقة تحذير لإيران من أن المملكة المتحدة ستتخذ شكلاً من أشكال الإجراءات إذا واجهت مزيدًا من التهم.
وأضاف أنه يجب إطلاق سراح جميع مزدوجي الجنسية البريطانيين- الإيرانيين المحتجزين، مشيرا إلى أن هناك ما يصل إلى 3 حالات مشابهة.
وتشمل التهم الجديدة، التي هددها الإيرانيون بها منذ فترة طويلة، التورط في نشاط دعائي ضد الحكومة الإيرانية، بما فى ذلك حضور مظاهرة خارج السفارة الإيرانية فى لندن فى عام 2009 والتحدث إلى بي بي سي باللغة الفارسية.
وبحسب الصحيفة، تسبب دين مستحق على بريطانيا يقدر بـ400 مليون إسترلينى لصالح إيران، فى الإبقاء على نازنين زاغري داخل سجون طهران رغم انتهاء فترة عقوبتها، حيث قضت المرأة ذات الـ40 عاما الموظفة لدى مؤسسة "طومسون رويترز" الداعمة للصحفيين أكثر من 4 سنوات داخل السجن، وسط مخاوف زوجها راتكليف من أن تواجه محاكمة جديدة بعد انتهاء فترة سجنها البالغة 5 سنوات فى 2021.
ويعود هذا الدين إلى عقد بيع دبابات تم إبرامه فى عهد شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى، حصلت لندن على دفعة مسبقة منه، وتراجعت عنه بعد ثورة عام 1979، ومنذ ذلك الحين جُمّدت الأموال فى حساب بالمملكة المتحدة، وتطالب إيران بالمبلغ نظير صفقة سلاح، وهو ما يلقى بالغموض على مصير زاغري.