انطلاق مؤتمر حوار الأديان والثقافات فى القاهرة.. وزير الأوقاف: الدول المحترمة لا تعتدى على جيرانها.. المفتى: جائحة كورونا أثبتت الحاجة الماسة للتعاون.. وزير أوقاف السودان: علينا إنشاء حائط صد لمواجهة

انطلق اليوم السبت، المؤتمر الدولى الحادى والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف تحت عنوان "حوار الأديان والثقافات"، بمشاركة أكثر من 35 دولة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويناقش أكثر من (30) بحثًا، ويهدف إلى ترسيخ لغة الحوار بين الثقافات والأديان، ويستمر لمدة يومين. وفى الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن كثيرا من القراءات القديمة للنصوص قامت على مراعاة فقه الفرد وفقا لظروف عصورهم، ولكننا وفق ظروف عصرنا الذى يقوم على إعلاء الدولة، أصبحنا فى حاجة ملحة لإعادة قراءة النصوص وفقا لفقه الدولة. وأضاف وزير الأوقاف، أنه كما أن الإنسان الكريم لا يتعدى على جاره ولا يسمح بالاعتداء عليه فالدول المحترمة هي التى لا تعتدى على جارها ولا تسمح باستغلال حدودها فى الاعتداء على الدول المجاورة، ففى مفاهيم الاستئذان معظم من كتبوا عن آداب الاستئذان، نؤكد أن حرمة الدول لا تقل شأنا عن حرمة البيوت، فكما لا يجوز دخول أي منزل دول إذن كذلك الدول، وعندما تحدث الناس عن عهد الأمان تحدثوا عنها بصورة فردية فتأشيرة الدخول للدولة أمان عليك أن تحترم القوانين فى الدولة التى تدخلها، لافتا إلى أن الدول الصادقة هى التى تفى بعهودها ومواثيقها لا التى تراوغ. وتابع: "أن أخطر ما يعوق الحوار أمران، هما: الأدلجة والنفعية ؛ فأما الأدلجة فإن العالم أو الكاتب أو المحاور المؤدلج تحمله عصبيته العمياء للجماعة التي ينتمي إليها إما على عدم رؤية الحق، وإما على التعامي عنه، إذ يمكن لأحدهم أن يحاورك أو يجادلك أو يقبل نقاشك في مفهوم آية من كتاب الله (عز وجل) أو حديث صحيح من سنة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ولا يقبل منك أن تحاوره أو تناقشه أو تراجعه في كلام مرشده المقدس لديه، وأما النفعيون والمتاجرون بالأديان والقيم والمبادئ فلا يدافعون أبدًا عن الحق، ولا ينتظر منهم ذلك، إنما يدافعون عن مصالحهم ومنافعهم فحسب ولا شيء آخر". وفى كلمته قال الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى، إن السلام والسلم والأمان لا يأتون إلا في دول بها موائد للحوار، مشددا على أهمية المؤتمر الدولى الحادى والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية بعنوان "حوار الأديان والثقافات". وأكد مفرح، أن الإسلام مبدأه السلام والتعايش، وهي رسالة عالمية للعالم كله، والحوار هو مبدأ خلقي قبل أن يكون إنسانيا أو دينيا، فالله حاور الشيطان وتحدث مع آدم عليه السلام، مشيرا إلى أن التنوع دلالة على قدرة المولى عز وجل، الذي جاء بمثال عظيم وهو التنوع في ألسنة ولغات الدول، لافتا إلى أن التحدي يكمن في القدرة على إدارة التنوع. وأكد مفرح ضرورة السعى للقضاء ووجود حائط صد لمواجهة خطاب الكراهية والتعصب والتشدد، والذي يتصدى لذلك هم الدعاة والوعاظ والعلماء من الشباب، قائلا: "دعوة الإسلام حينما يتصدى لها الشباب ستنتصر، مشددًا على ضرورة الاهتمام بقضية المرأة، لأنها أكثر من تتواجد في المنزل مع أبنائها، فهي حائط الصد الأول في تعزيز السلام". فيما قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إنه كما أريد للأمم والشعوب أيضا من بعض مفكري الغرب أن تحيا في أوهام الصراع والنزاع وصدام الحضارات، لذلك فإنني أرى أن طرح هذا الموضوع الدقيق في هذا التوقيت الحرج وفي تلك الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم الآن أمر في غاية الأهمية، فقد عانى العالم وعانت الشعوب كثيرا بسبب النزاعات والحروب السياسية ، كما أثبتت لنا أزمة انتشار وباء كورونا كم نحن بحاجة ماسة إلى التعاون من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش والتعاون والحب والسلام التي هي من أهم سبل البر والتقوى التي دعانا الله تعالى إليها في كتابه الكريم بقوله (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ...وما أعظم وما أرقى وما أجمل هذا الخطاب القرآني الخالد الذي يدعو البشرية كلها إلى الترابط والتعاون والتعايش والحوار". وتابع مفتى الجمهورية:"رأينا في واقعنا المعاصر كيف استطاعت دول العالم عن طريق التعاون والتبادل المعرفي والعلمي أن تقلل بشكل كبير من الآثار الناجمة عن اجتياح فيروس كورونا، وهذه النتيجة التي عادت بالنفع والخير على البشرية كلها هي نتيجة حتمية بإذن الله تعالى لكل جهد مبذول في سبيل التعاون ونشر البر والخير، ولا يكون ذلك إلا بالحوار بين أبناء الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، وقد كان لنا في دار الإفتاء المصرية وفي الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم اهتمام كبير بهذا الملف". واختتم مفتى الجمهورية:"إن هذه القضية الهامة الذي اجتمعنا من أجل بحثها ودراستها والتأصيل لها ألا وهي الحوار بين الأديان والثقافات، أمر في غاية الأهمية فالعالم الآن في أمس الحاجة إلى نشر ثقافة الحوار والتعايش، ونبذ كل ما يدعو إلى الصدام أو العنف، من أجل دفع حركة البشرية إلى طريق الخير والحق، ومن أجل دعم كل الجهود الرامية إلى نشر ثقافة السلام والمحبة بين كافة شعوب العالم، فالله تعالى يوفقنا إلى تحقيق هذه الغاية السامية التي اجتمعنا لأجلها". وفى كلمته قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر الشريف يرفض نظرية صراع الحضارات، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، ويتصدى لاستغلال الدين كأداة لإشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد، ولذا فإن الأزهر يتعاون مع كافة المؤسسات لتبادل الرؤى والأفكار، ويتبنى حوار حقيقى يحترم الرموز والمقدسات، موجها عدة رسائل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلا:" جئت هذا المؤتمر أحمل رسائل طيبة من إمامنا الأولى أن وحى السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة فى الدنيا والآخرة، ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير ويحفظ دمه وماله وعرضه، فإذا سمعتم أو قرأتم أن دينا ما سمح بإراقة الدماء واغتيال الحقوق فاعلموا أن هذا تدليس فى تصوير حقيقة الدين". وتابع الضوينى:" الرسالة الثانية أن الإسلام ليس دينا منفصلا عن رسالات السماء السابقة عليه بل إن الدين الإلهى دين واحد هو الإسلام والدعوة إلى الله إنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ الذى لا يجرح الآخر ولا يسيء إليه أو إلى عقيدتِه، والإسلام بريء من كل دعوة إلى عقيدة بقوة السلاح أو الإكراه أو استغلال الناس فقرا ومرضا. الرسالة الثالثة هى أن فلسفة القرآن الكريم أن لا مكان فيه لعلاقات الصراع وقتال المسالمين، ويكفى أن كلمة السلام بمشتقاتها وردت فى القرآن الكريم 140 مرة، وكلمة الحرب وردت بمشتقاتها 6 مرات فقط، الرسالة الرابعة، أن الحوار بين بنى الإنسان ضرورة يقتضيها التنوع والاختلاف فى الألسنة والألوان ولكن فى الحوار بين بنى الإنسان، والرسالة الخامسة، أن أوطاننا أمانة فى أعناقنا يجبُ أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا مِن قوة وأدوات وفكر. فيما أكد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، أن تعزيز لغة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة ليست مسئولية المؤسسات الدينية فحسب، ولكنها مسئولية تشاركية تحتاج إلى تكامل جهود جميع المؤسسات التعليمية والتربوية الإعلامية والتشريعية، مشددا على أن البرلمان العربي يولي أهمية كبيرة لتعزيز الحوار البرلماني في كافة المجالات وعلى كافة المستويات، ويعتبره المدخل الصحيح لتعزيز التواصل فيما بين الشعوب وبعضها البعض. وأضاف العسومى، أن الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، أصبح محل اهتمام حقيقي لدى قادة الدول العربية، مشيداً بالمبادرات التي ترعاها قيادات جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، كنماذج عربية مضيئة في هذا المجال. وأكد رئيس البرلمان العربي، أن ثقافة الحوار وقيم التسامح لا تعني بأي حال من الأحوال تقبل الإساء إلى الأديان ورموزها المقدسة تحت دعاوي حرية الرأي والتعبير، مشيراً إلى وثيقة الإخوة الإنسانية الموقعة بين فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، كنموذج يُحتذى به في هذا الشأن. وفى كلمته قال الشيخ نور الحق قادرى وزير الشئون الدينية والوئام بين الأديان فى باكستان، إن ما نحتاج إليه لحل مشاكلنا والتعايش السلمى فى مجتمعاتنا هو الحوار، والذى يمكن لنا به أن نصحح الكثير من المفاهيم، وفى عصرنا الجديد يلزم لكل علمائنا هذا الحوار، فنحن جميعا نعيش فى مجتمع واحد إنسانى. وتابع قادرى: "الأمر الواضح أن مقابلة العنف لا يحدث منه إلا العنف ومقابلة الكراهية بالكراهية لا يتبعها إلا كراهية، والأديان لا تحتاج إلى الحوار بل معتنقي الأديان يحتاجون للحوار وجميع الأديان جاءت لخدمة الإنسان وكل دين يدعو لصناعة الحياة لا يدعو لصناعة الموت". وأضاف الشيخ نور الحق قادرى وزير الشئون الدينية والوئام بين الأديان فى باكستان:" نحتاج أن تكون لكل الدول المسلمة خطة واحدة تواجه صناعة الموت الذى تنتهجه الجماعات المتطرفة". فيما قال الدكتور محمد مطر الكعبى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بالإمارات، إنه ليس هناك أى حضارة في التاريخ قامت على الصراع العرقي أو الديني، ما يؤكد أنه لا استمرار إلا لحضارة قائمة على التنوع الإسلامي، مشيرا إلى أن الإنسانية تواجه الخروج على المبادئ الدينية عبر تفسيرات دينية خاطئة، ما يؤدي إلى العنف. وأشاد الكعبي، بالمؤتمر قائلاً: "إنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العالم نلتقي على أرض العروبة والحوارات لنؤكد على المشترك الإنسانى"، مشيراً إلى أن اتباع الديانات السماوية إذا تشبعت بالقيم الإيمانية سيؤدي ذلك إلى سلام وازدهار. فيما أكد الدكتور محمد أحمد الخلايلة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن، أن إرداة الله اختلاف الناس فيما بينهم واختار الإنسان أن يكون خليفته والله سبحانه وتعالى لم يجعل الناس أمة واحدة وجعل الناس شعوبا مختلفة، مشيرا إلى أن الاختلاف ظاهرة صحية فهو يطرح أمام المنصف والعاقل مجموعة من الآراء فهو ظاهرة صحية ولذلك هناك ثروة فقيه تركها لنا العلماء في التراث. وأضاف الخلايلة: " النبي حاور في سيرته العطرة الكثير من الكافرين والمخالفين له، وكان الحوار بين الصحابة والعلماء وكان يطغى على الحوار أدب، فنحن بحاجة إلي الحوار في الداخل الاسلامي ومع الآخر في الخارج وعلمائنا قديما اختلفوا مع بعضهم البعض لكن ضربوا أروع الأمثلة فى الحوار واحترام الآخر"، مؤكدا أن الحوار غاب بسبب تيارات فكرية إرهابية، فأصبح يتشكل لدى البعض قناعة على إجبار الآخر على الاقتناع بما يعتتقه ويقتنع به. وأكد وزير الأوقاف الأردنى، أن مهمة العلماء والدعاة أن يسلكوا مناهج الحوار الصحيح، لافتا إلى أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا كثيرا إلا أننا لم نر في اختلافاتهم إلا المودة وعلينا الحوار البناء في بيتنا الإسلامى". واختتم الدكتور محمد أحمد الخلايلة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن: "الحاجة اليوم لحوارنا مع غير المسلمين، أشد من قبل فالعالم أصبح قرية صغيرة فى ظل التقدم التكنولوجى ووسائل التواصل الاجتماعى، فقديما إذا وقع الطاعون فى دولة لا يخرج منها ولكن الآن وعلى سبيل المثال حينما ظهر فيروس كورونا فى الصين وانتشر فى العالم كله، ما يستدعى ضرورة إرساء وتفعيل العمل الجماعى الإنسانى، فالعمل الإنسانى اليوم يجب أن يكون عملا للإنسانية جمعاء والإسلام أمرنا أن ننفتح على الآخر".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;