صوبات الخير المجانية مصدر رزق لمتضررى كورونا بالوادى الجديد.. قصة 16 صوبة مصنوعة من جذوع النخيل المتهالكة لإنتاج الخضروات بقرية المعصرة فى الداخلة.. بدأت بفكرة طرحها المحافظ وأنجزها شباب القرية.. فيدي

لم يستسلم شباب قرية المعصرة بمحافظة الوادى الجديد، لموجات كورونا التى ضربت العالم وأغلقت الأنشطة التجارية والخدمية وقرروا تنفيذ رؤية طرحها المحافظ اللواء محمد الزملوط، فى إحدى زياراته التفقدية للقرية، وهى تنفيذ مشروع إنتاجى لصالح الشباب على أن يكون مشروعا منتجا ويحقق دخلا متزايدا لصالح المتضررين من تبعات جائحة كورونا. فور طرح الفكرة من المحافظ، قرر عدد من الشباب والمتطوعين فى العمل المجتمعى أن يستفيدوا من نشاط جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية وأن يقدموا دراسة وافية لمشروع الصوب الزراعية المصنوعة من مخلفات النخيل على أن يستفيد منها عدد من المتضررين من جائحة كورونا ممن فقدوا عوائلهم أو الشباب المتعطل عن العمل وهو ما رحب به المحافظ ووجه بتنفيذ التجربة وتسهيل الإجراءات، حيث قامت الجمعية باختيار موقع قريب من القرية وبدأوا فى تنفيذ أعمال الاستصلاح والتجهيز وتمهيد الأرض وجلب جذوع النخيل المتهالك وتأسيس الموقع تحت إشراف هندسى وزراعى. وبدأت فرق العمل بالجمعية فى تنفيذ مواقع الصوب الزراعية فى فترة زمنية قياسية لم تتجاوز 3 أشهر على الرغم من ظروف كورونا المؤثرة ولكن مع تنفيذ الإجراءات الاحترازية جرى إنجاز الفكرة الغير تقليدية للإنتاج الزراعى والذى تم تنفيذها بواسطة جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية التابعة لمركز الداخلة لصالح الأسر المتضررة من جائحة كورونا بتوجيهات من المحافظ، وتضمن تنفيذ 16 صوبة زراعية من مخلفات النخيل. كانت الرؤية فور مقترح المحافظ لها قد تبلورت فى ذهن المحرك الرئيسى للمشروع، وهو رئيس مجلس إدارة الجمعية بالمعصرة، والذى قام بترجمتها على الورق بنظام دراسة جدوى مستفيضة قام فيها بحساب أنشطة المشروع ونسبة نجاحه والفرص التى سيتم توفيرها للشباب والمراحل التى يستغرقها التنفيذ الكامل، والتى بدأت بمرحلة الصوب الزراعية وتحققت بنجاح فى وقت قصير للغاية وتبعها الإعداد لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع وهى تنفيذ مشروعات الاستزراع السمكى ومشاتل النخيل وغيرها من المشروعات التى من المقرر تنفيذها ضمن المبادرة الخيرية لأهالى القرية ومتضررى كورونا. وقال أيمن حنفى، رئيس مجلس إدارة الجمعية، فى تصريح خاص لـ" انفراد"، أن المشروع جرى تنفيذ المرحلة الأولى منه خلال 3 شهور تحت إشراف مهندسين مختصين بهدف توفير مصدر دخل ثابت للمتضررين من جائحة كورونا ممن فقدوا عائلهم أو تضررت أعمالهم بسبب الفيروس وجرى تسليم الصوب الزراعية للشباب المستحقين طبقا للشروط المعلنة ليكون المشروع بالمجان للمنتفعين دون أن يتحملوا أية نفقات مطلقا باستثناء ثمن الشتلات والمتابعة والمجهود الشخصى لكل منتفع من الصوب. وأضاف حنفى، أنه بتوفيق الله ثم المحافظ، الذى له الفضل الأول فى أن يرى المشروع النور كمبادرة إنسانية تحقق دخلا للمنتفعين والذين لم يتكلفوا أيه نفقات حتى استلام الصوب وبدأوا فى الزراعة المنتظمة لإنتاج أصناف متنوعة من الخضروات بعد أن تم الانتهاء من أعمال تجهيز الأرض والصوب المصنوعة من مخلفات النخيل باشتراطات بيئية بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل من مخلفات النخيل وترشيد النفقات. وأكد حنفى، أن المشروع يعتمد على العمل الخيرى والتطوعى فى المقام الأول كأحد الأنشطة الأساسية التى تعتمد عليها الجمعية والتى تخدم أهالى القرية وتم التنسيق مع الجهات المختصة لتسهيل أعمال تسويق المنتجات الزراعية من الخضروات التى تشهد إقبالا من السوق المحلى، مشيرا إلى أن المحافظ وافق للجمعية على حفر بئر سطحى بهدف التوسع فى المشروع وتوفير مصدر لمياه الرى بديلا عن استئجار ساعات رى من إحدى العيون المجاورة.