التحقيقات تثبت تعدى أفراد شرطة على مسن حتى الموت.. محامى الضحية: رجال مباحث "الوايلى" عطلوا التحريات قبل وفاة المجنى عليه بأيام لإثبات حيازته للمحل الذى طرد منه.. وتواطأوا مع مدعى حيازته للأرض

كشف تفريغ نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول، كاميرات المراقبة الخاصة بقسم شرطة الوايلى، عن تعدى عدد من أفراد الشرطة على مسن بالشوم والأيدى حتى الموت، ووجهت لهم النيابة تهمة ضرب أفضى إلى الموت واستعمال القسوة، وتبين من مناظرة النيابة للمجنى عليه إصابات بالرأس وسجحات بالظهر.

وكشفت تحقيقات النيابة، طبقا لرواية الشرطة، عن تلقى قسم شرطة الوايلى بلاغا من شقيق المحتجز ومعه شاهد، وعلى الفور انتقلت قوة من القسم، برئاسة الملازم أول نادر نبيل وفردين من الشرطة، وتبين أن المتهمين الثلاثة وهم، المجنى عليه، وزوجته، ونجله، يحتجزون شخصا، وأنه يستغيث من داخل الشقة، وعقب محاولتهم الدخول لتحريره، قاموا بالتعدى على قوة الشرطة بالسب بألفاظ نابية. وتابعت التحقيقات بأن ضابط المباحث عاد إلى القسم، واصطحب قوة أكبر، واستطاع الدخول إلى مكان المحتجز وتحريره، واصطحاب الجميع إلى قسم الشرطة، ومن جانب آخر، جاءت رواية أهل المجنى عليه لتؤكد أن معاون المباحث وأفراد القوة المصاحبة له هم من تعدوا على المجنى عليه بالشوم وبالأيدى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

ومن جانبه، قال إيهاب محمد محامى «حسين فرغلى»، قتيل قسم الوايلى: إنه تقدم بشكوى رسمية جديدة ضد رجال مباحث قسم شرطة الوايلى، وذلك بعد أن عطلوا إجراء عمل التحريات الخاصة بالمحضر رقم 1725 لسنة 2016 الذى تم تحريره فى 18 مايو من الشهر الجارى، قبل وفاة المجنى عليه ببضعة أيام، لإثبات حيازته للمحل والورشة، التى تم طرده منها لصالح شخص يدعى أنه المالك الجديد للأرض.

وأضاف دفاع المجنى عليه، فى تصريحات خاصة لـ«انفراد»، أنه تقدم بشكوى رسمية لرئيس نيابة غرب القاهرة، اتهم فيها رجال مباحث القسم المتورطين فى قتل المجنى عليه، بعد أن تعدوا عليه بالضرب المبرح أمام الأهالى، بأنهم بيتوا النية لطرد القتيل من مسكنه، حيث عطلوا عمل التحريات فى المحضر لإثبات حيازته للورشة والمحل محل الواقعة، موضحا أنه ذكر فى شكواه أن المباحث تواطأت مع الشخص الذى ادعى ملكيته للأرض بتعطيل التحريات، حتى تفوت على المجنى عليه فرصة إثبات الحيازة، ما يضمن له حقه القانونى فى الأرض.

وفى مشهد إنسانى مؤلم، جلست والدة الضحية البالغة من العمر 100 عام تهمهم بكلمات: «يا حبيبى يا ابنى، حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم من اللى عمل فيك كده، موتوا نور عينى اللى بشوف بيها، هو اللى كان بيراعينى وبيخلى باله منى، هو اللى كان شايلنى فى كبرى مكنش ليه غير ربنا وهو، ربنا يحرق قبلهم زى ما حرقوا قلبى على ضنايا، دول ناس مش بيخافوا ربنا، عايزين الناس إزاى تقف مع الشرطة وتساعدها وهما اللى بيموتوا فى الناس عمال على بطال».

وأوضحت السيدة المسنة أن ابنها لقى مصرعه بعدما تعدت عليه قوة أمنية من قسم الوايلى، حاولت طرده من منزله وورشته بالقوة الجبرية، لصالح شخص اشترى قطعة الأرض، وذلك بعدما استأجرهما من المالك الأصلى للأرض قبل ما يزيد عن 50 عاما، وحتى لقى مصرعه أثناء طرده من أرضه قبل إخطاره رسميا بأن ورثة الأرض باعوها.

وأضافت «سومية»، شقيقة المجنى عليه، أنها وباقى أفراد أسرتها فوجئوا باقتحام شخص غريب منزلهم، بعد أن قفز من فوق السور، فاعتقدوا أنه لص يحاول سرقة المنزل، وحاولوا الإمساك به واستدعاء الأهالى لمساعدتهم فى تسليمه للشرطة، وفى غضون ذلك فوجئوا بقوة مكبرة، على رأسها معاون قسم شرطة الويلى، المعاون «ن.ن.ب»، تقتحم المنزل مدعية أن شخصا محتجزا بالداخل.

وأضاف سومية لـ«انفراد»: إن القوة استطاعت أن تقتحم المنزل بعنف، واعتدوا على شقيقها وزوجته وأبنائه، كما اعتدى أفراد من القوة بينهم شخصان اسمهما «رأفت» و«محمود»، على والدتها دون مراعاة لكبر سنها الذى بلغ 100 عام، حيث دفعوها على الأرض، ما تسبب فى إصابتها بإصابات بالغة.

وأوضحت شقيقة المجنى عليه أنهم اكتشفوا أن الشخص الذى تهجم عليهم فى منزلهم، قبل وصول القوة، هو المالك الجديد للأرض، مضيفة أنه اتفق مع معاون القسم، الذى ترأس القوة الأمنية، وتهجم عليهم فى منزلهم، واعتدى على شقيقها بالضرب المبرح، الذى أسفر عن وفاته متأثرا بجراحه، إثر التعذيب الذى تعرض له، على حد قولها، موضحة أنهم اكتشفوا أيضا أن الضابط المتهم، هو ابن نائب برلمانى عن دائرة باب الشعرية، الذى تربطه علاقة صداقة بينه ومالك الأرض الجديد، حيث اتفقا وخططا لطرد شقيقها من مسكنه بمساعدة ابن صديقه الضابط فى القسم التابعة له قطعة الأرض.

وقالت سومية: إن ضابط الشرطة «ن.ن.ب» الذى ظهرت صورته فى أحد مقاطع الفيديو، خلال اقتحامه مسكن شقيقها بالقوة، حرك القوة الأمنية دون إذن من قيادات القسم، وتوجه لمحل الواقعة لتمكين صديق والده من الأرض مستغلا سلطته.