<< استرداد طابا أكد لإسرائيل قدرة مصر على حماية أراضيها وعدم قبولها لأى مساس من بقعة منها
<< الحرب العسكرية فى أكتوبر 1973 مهدت لمعركة سياسية تخللها مفاوضات بين مصر وإسرائيل
يمر خلال أيام الذكرى الـ33 لذكرى تحرير طابا، هذا اليوم الذى يحرص فيه المصريون على الاحتفال به، فهو اليوم الذى انسحب فيه آخر جندى إسرائيلى من آخر نقاط سيناء، بعد الانتصار الكبير فى حرب 6 أكتوبر عام 1973 بجانب الانتصار الدبلوماسى فى معركة التحكيم الدولى عام 1988.
فى هذا السياق أكد الدكتور مفيد شهاب، عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن ذكرى تحرير طابا هو يوم عظيم فى تاريخ مصر الحديثة، حيث تأتى ذكرى تحرير طابا وجلاء وانسحاب آخر جندى إسرائيلى من اخر بقعة من الأراضى المصرية فى يوم 19 مارس سنة 1989، بعد صدور حكم هيئة التحكيم الدولية لصالح مصر مؤكدا أن طابا أرض مصرية فى 29 سبتمبر عام 1988 وهو الأمر الذى تم تنفيذه بعد عدة شهور من المفاوضات حول إجراءات الانسحاب وقيمة التعويض عن المنشآت الإسرائيلية دامت 6 شهور.
وأوضح عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى، أن ذكرى تحرير طابا غالية على كل مصرى وعربى لأنها جاءت تتويجا حاسما لنصر أكتوبر العظيم الذى أكد تصميم الشعب المصرى على تطهير وتحرير كافة أراضيه وإزالة أى اثار لعدوان يونيو 1967، لافتا إلى أن هذا النصر العسكرى الذى أكد لإسرائيل قدرة مصر على حماية أراضيها وعدم قبولها لأى مساس من بقعة منها والذى كان إعلان لقدرات وقوة القوات المسلحة المصرية وشجاعة الجندى المصرى فى دفاعه عن أرضه.
وتابع مفيد شهاب: هذه الحرب العسكرية فى أكتوبر 1973 مهدت لمعركة سياسية تخللها مفاوضات بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية وانتهت عام 1979 بالتزام إسرائيل بالانسحاب من كل الأراضى التى احتلتها عام 67 والذى تحقق على 3 مراحل انتهت فى 25 ابريل عام 1982 برفع العلم المصرى على العريش إذانا بالتحرير إلا أن مماطلة إسرائيل للانسحاب من بعض المواقع والزعم بأنها أراضى إسرائيلية اجل الانسحاب من هذه المواقع لحين الدخول لمفاوضات ثنائية انتهت باللجوء للتحكيم الدولى.
وقال عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى: كانت هيئة التحكيم الدولية التى نظرت فى تحديد المواقع الصحيحة لـ 14 علامة حدود بين مصر وإسرائيل وهم 9 فى الشمال كان الخلاف حولها بسيط جدا و4 فى الوسط وبالتحديد رأس النقب وهى منطقة استراتيجية مهمة جدا وبها مطار عسكرى ومساحتها 5 كيلو متر مربع، حيث اختلفت مصر وإسرائيل حول العلامة الحدودية، بجانب علامة الجنوب وهى أخر حدود فى الجنوب وبالتحديد علامة طابا حيث اختلف الطرفان حول الموقع الحقيقى والذى بتحديده الدقيق يتحدد لمن السيادة على طابا.
وتابع عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى: منطقة طابا مهمة استراتيجيا وعسكريا رغم أنها تبلغ مساحتها 1 وخمس كيلو متر، ثم جاء حكم هيئة التحكيم الدولى حاسما وقاطعا يؤكد بالأغلبية 4 ضد 1 (القضية الإسرائيلية) أن المواقع التى ذكرتها مصر للعلامات الخمسة 4 فى الوسط و1 فى الجنوب هى الصحيحة وبالتالى عودة رأس النقب لمصر وسيادة طابا لمصر.
وأشار عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى إلى أن هذه المعركة وهذا الانتصار الذى جاء تتويجا للانتصار العسكرى وتنفيذا وتطبيقا لما قررته اتفاقية السلام من أسلوب حل لنزاع الذى قد ينشأ خلال تطبيق الاتفاقية والحنكة والبراعة فى إدارة هذه الأزمة بالطريق القانونى والقضائى جاءت لتؤكد قدرة العقول المصرية المدنية والعسكرية المتخصصة تاريخيا وجغرافيا وقانونيا على تفصيل حقوق مصر وسيادتها وحسن عرض حججها ومستنداتها الامر الذى أدى إلى الاقتناع التام لهيئة التحكيم بأحقية مصر لهذه المناطق الغالية من أراضيها.
وقال الدكتور مفيد شهاب: إذا كان 6 أكتوبر يوما تاريخيا فى عصرنا الحديث فكذلك 29 سبتمبر عام 1988 وهو يوم صدور الحكم و19 مارس 1989 يوم تنفيذ الحكم والانسحاب من طابا يومان تاريخيان يعتز بهما كل مصرى وعربى ومحب للسلام والعدل ورافض للظلم والعدوان.
وأضاف عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى: أهنئ شعب مصر والأمة العربية بذكرى هذا اليوم الخالد وأعبر عن سعادتى والشرف الذى نلته لأكون أحد أعضاء الكتيبة التى أدارت معركة استرداد طابا ودافعت عنها أمام هيئة التحكيم الدولية وشرف الدفاع عن تراب مصر، وهذا الشرف الذى نالته وبصورة اقوى كل الجنود والضباط الذين خاضوا معركة أكتوبر وفى مقدمهم الشهداء العظان، فتحية لكل من ساهموا فى تحقيق انتصار اكتوبر تخطيطا وتنفذا وكل م شاركوا فى المعركة السياسية وادارتها حتى تم التوقيع على اتفاقية السلام وكل من كان لهم الشرف فى إسهام اللجنة القومية لطابا وهيئة الدفاع عنها تحية للقوات المسلحة وشهدائنا الأبرار وتحية لذكرى الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى خاض حرب أكتوبر وحرب السلام ومعركة السلام.
وقال الدكتور مفيد شهاب: إذا كان من حقنا نتغنى بانتصاراتنا ونحتفل بها ونوثقها ونحكى لذكرياتها مثلما تفعل كل شعوب العالم فمن المهم أن نعى الدروس المستفادة من هذه الانتصارات كما يجب أيضا أن نأخذ الدروس المستفادة فى حالات الإخفاق أو الهزيمة، متابعا: كان من أهم عوامل انتصارات فى طابا هو أنه ما ضاع حق ورائه مطالب وهناك ضرورة أن يكون لصاحب الحق القوة بصورها المختلفة التى تمكنه من الدفاع على هذا لحق وتعطيه القدرة على أنه صاحب حق أمام الأخرين وقد كان مصدر قوتنا نحن الفريق طابا هو استنادنا دائما لما حققناه من نصر عسكرى فى أكتوبر والدرس الثانى أيضا المستفاد هو أنه فى الأزمات القومية وحتى العادية لابد من اتباع الأسلوب العلمى فى حلها الذى يعتمد على الخبراء والمتخصصين كله فى مجاله ولا يقوم على الشطارة أو الفهلوة.
وتابع عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى: ومن هنا الجهد الأكبر فى الحصول على المستندات التاريخية والحجج والأسانيد القانونية التى تم تقديمها فى وضوح وبقوة لهيئة التحكيم الدولية وكذلك من المهم أن يعى المن يتصدى للتفاوض أن يعى ويتفهم تفكير الطرف الأخر الذى يتفاوض معه والحد الأقصى الذى يتفاوض معه وأن يكون واعيا لألاعيبه والتحايلات التى يقوم بها فى طمس الحقائق والقدرة على الدفاع عن الحق فى مذكرات مكتوب ومرافعات شفوية تعد فى هدوء وفى موضوعية دون أن تعتمد على الأساليب الإنشائية أو البلاغية وإنما على الحقائق الموضوعية وحدها شريطة أن يتم هذا كله من خلال حس وطنى عالى لمن يتصدى لمهمة الدفاع عن تراب الوطن.