أكد وفد الدبلوماسية الشعبية الذى زار، مؤخرا، إيطاليا والفاتيكان أن الزيارات كانت وطنية وحققت نتائج إيجابية ساعدت إلى حد كبير فى تهيئة المناخ لتطوير العلاقات وإزالة الغيوم التى سيطرت على العلاقات بين القاهرة وروما.
وقال أحمد الفضالى، رئيس الوفد، إن الأزمة الأخيرة والتى نجم عنها استدعاء السفير الإيطالى بالقاهرة حتمت على الدبلوماسية الشعبية أن تتحرك لتطوير العلاقات وبذل الجهود الممكنة لاستعادتها لمستواها التاريخى.
وأكد أن الزيارة لم تكن عابرة أو بروتوكولية بل كانت ذات محطات فى غاية الأهمية بدأت بروما، حيث التقى الوفد المكون من دبلوماسيين وسياسيين وبرلمانيين عددا من المسئولين لاستعادة المناخ الأخوى فى العلاقات الأزلية.
وأشار إلى أن التحرك لم يكن نابعا من توجيه حكومى وإنما كان نابعا من رغبة الوفد فى دعم علاقات مصر بأهم شريك أوروبى، وكان بمثابة مصارحة وتقارب من أجل علاقات أكثر قوة، مشددا على أن الوفد استشعر أن العلاقات تجاوزت أزمة مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، لافتا إلى أنه كان هناك توافق بين الجانبين على منح المسلك القانونى والقضائى والأمنى فرصته لحل القضية الجنائية.
وأكد أهمية توصل الوفد بالشراكة مع أكبر معهد دراسات إيطالى متخصص فى الشرق الأوسط لإنشاء مجلس خاص للعلاقات المصرية الإيطالية يمثل المجتمع الإيطالى والمصرى، والذى سيمثله من الجانب الإيطالى وزير الشئون البرلمانية السابق وعضوية عدد من رموز السياسية والمجتمع المدنى وممثل لشركة إينى.
وقدم الفضالى الشكر لوزير الخارجية سامح شكرى، الذى وافق على سفر الوفد وقدم له الدعم اللوجيستى والمعنوى على الرغم من التقارير التى تم رفعها له برفض سفر الوفد الشعبى، ولم يستجب لضغوط حاولت عرقلة السفر.
وأشار إلى أن الحكومة الإيطالية وافقت على مقترح الوفد بإنشاء جامعة إيطالية فى مصر، وبعد غد سيقوم حفيد مؤسس المستشفى الإيطالى ايجينيو بندتى بزيارة للقاهرة سيعقد مؤتمرا يعلن فيه عن خطوات جديدة لدعم العلاقات المصرية الإيطالية، وأعلن الفضالى أن وفد الدبلوماسية الشعبية سيقوم بزيارة إلى المنيا وقرية الكرم، وسينظم حفل إفطار فى المنيا للأقباط والمسلمين.
وأشار الفضالى إلى أن بابا الفاتيكان أكد على صلواته للرئيس عبد الفتاح السيسى ومصر فى حربهم ضد الإرهاب.
ومن جانبه قال السفير أحمد خطاب، عضو الوفد، إن المحطة الأكثر أهمية كانت اللقاء الذى تم وزارة الخارجية الإيطالية وهو الأول من نوعه منذ أزمة ريجينى، وانعكس على الأزمة القائمة، والاجتماع استمر لما يقرب من ساعتين ونصف الساعة، على عكس ما كان محددا له 45 دقيقة فقط، وحاول بعض المغرضين خارج مصر استغلالها الأزمة، مقدما الشكر للخارجية الإيطالية التى رفضت المزايدة على علاقات مصر وإيطاليا، وقال المسئول عن ملف مصر والشرق الأوسط بالخارجية: "نحن لا نتهم مصر بقتل ريجينى" وهو يمثل احتواء للأزمة.
وأكد أن هناك دولا سعت لمحاصرة مصر، وحاول الوفد توضيح هذه الصورة ونجح الوفد لتوصيل رسالته لايطاليا، وأكد أن الزيارة كان لها أثر فعال لإعادة ضبط العلاقات بين مصر وإيطاليا، فالوفد كان يعبر عن نبض الشعب المصرى ولم نكن مدافعين عن الحكومة أو رأيها وكنا متوازنيين، وهذا أعطى مصداقيه لما قدمناه.
وقال: "كنا مدركين أهمية العلاقات فروما الشريك التجارى الأول وأكدوا على عدم إمكانية اختزال العلاقات فى أزمة ريجينى فالعلاقات عميقة ومتشعبه، وخرجنا من اللقاءات محققين نقلة نوعية فى العلاقات.
وأشاد أعضاء الوفد بلقاء بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، فالزيارة خرجت عن إطار البروتوكولات والتقط البابا صورا مع أعضاء الوفد، وطالبنا البابا بدعم مصر فى مواجهة الإرهاب، ووعد بالصلاه من أجلها، لافتا إلى أن لقاء البابا أعطى رسالة للعالم بأن مصر تحارب الإرهاب ولابد من دعم مصر عالميا لأنها تتصدى نيابه عن أوروبا لهذا السرطان.
وقال السفير أحمد خطاب، مساعد وزير الخارجية الأسبق: اتفقنا على تشكيل مجلس مصرى إيطالى يعمل على بحث الأزمات ويشمل شخصيات سياسية واجتماعية وشكل الجانب الإيطالى رئيس المعهد الإيطالى وعضوية رموز المجتمع المدنى الإيطالى وعضو من شركة إينى للبترول ومن الجانب المصرية أحمد الفضالى وعدد من السفراء السابقين، موضحا أنهم التقوا عددا من الشخصيات العاملة فى السياحة وشمل اللقاء الحث على عودة السياحة الإيطالية لمصر.
من جانبه قال السفير محمد العشماوى، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الوفد الشعبى التقى أيضا الجالية المصرية فى الخارج واستمع إلى مشاكلهم وخططهم لدعم مصر، مؤكدا أن الوفد يقوم حاليا بدراسة مقترحات وشكاوى المصريين فى الخارج من أجل العمل على حلها.
وأضاف العشماوى أن الوفد نجح فى الحصول من السلطات الأمنية الإيطالية على إنشاء أول جامعة إيطالية فى مصر تضم مختلف التخصصات العلمية والأدبية والفنية على أن يتم تشكيل أعضاء هيئة التدريس بها من الجانبين، وسيتم البدء فى تنفيذ هذا المشروع العملاق خلال الأيام المقبلة.