"يا مربى فى غير ولدك يابانى فى غير ملكك".. هذا المثل الشعبى ينطبق على "أسماء م م " 36 سنة ربة منزل ومقيمة بقرية شوبك بسطة بمركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية، وها هى اليوم تدفع ثمن الذنب الذى ارتكبته، منذ 13 سنة، بخطفها طفل رضيع من أمه بحى النهضة بكفر صقر، لكى تربيه وحرمته أسرته منه، ومرت 13 سنة دون أن يكتشف أمرها، إلى أن قاد الحظ شقيقة الطفل المختطف أن تنشر له صورة على "فيس بوك"، لتكشف تلك الصورة،جريمة خطف عمرها 13 سنة، لم تمح من قلب الأم الحقيقة للطفل ـ الأمل فى عودته إليه مرة ثانية.
تتخلص تلك الواقعة فى 10 مشاهد
المشهد الأول
لعب "فيس بوك "فيه البطل الأول فى عودة كشف جريمة عمرها 13 سنة، عندما قامت "فاطمة" شقيقة الطفل"محمد" المخطوف منذ 13 سنة، وكان عمره 8 أشهر، فى نشر صورة له على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وروت واقعة الخطف، فتم تدوال البوست،إلى أن شاءت الأقدار، أن لفت انتباه فتاة من إحدى أقارب زوج المتهمة التى خطفت الطفل، وربطت أحداث الواقعة مع الظروف التى مرت بها المتهمة "أسماء" وخاصة أن محل إقامتها بكفر صقر، وأن زوجها لم ينجب، وأن الطفل عمره 13 سنة نفس عمر الطفل الذى تدعى "أسماء" أنه ابنها، وقامت قريبة زوج المتهمة، بالتواصل مع "فاطمة" على فيس بوك وحضرت أم الطفلة الحقيقية ترتدى النقاب وتعرفت على المتهمة التى خطفت ابنها منها منذ 13 سنة
المشهد الثانى
فؤجئ النقيب إسلام الدالى، معاون مباحث مركز شرطة الزقازيق، بدخول شخص وزوجته مكتبه، لتحرير محضر يتهمان فيه المدعوة "أسماء م م" 36 سنة ومقيمة قرية شوبك بسطة مركز الزقازيق، بخطف طفلهما "محمد" منذ كان عمره 8 أشهر، أثناء قيامها بمخادعة أم الطفل، بأن تحمله لها حتى تنتهى من شراء بعض الأشياء وذلك، بعد قيام أم الطفل بالذهاب به إلى المركز الطبى، لإعطائه جرعة تطعيم، وقامت المتهمة "أسماء" بأخذ الطفل ولاذت به بالفرار، وقامت أم الطفل بتحرير محضر بمركز شرطة كفر صقر عام 2003.
المشهد الثالث
توصلت تحريات النقيب إسلام الدالى معاون مباحث مركز الزقازيق، وبرفقته النقيب شريف مخلوف، برئاسة اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائى، أن المتهمة "أسماء" محل إقامتها بكفر صقر، ولكنها متزوجة وتقيم مع زوجها بقرية شوبك بسطة مركز الزقازيق، وكان عمرها وقت واقعة الخطف، 23 سنة وكانت متزوجة من سائق عمره 55 سنة، وتزوج قبلها ولم ينجب، وأنها ذهبت إلى ملجأ الأيتام بكفر صقر،لكى تحصل على طفل وتتبناه، لكن مشرفة الدار لو تواقف لأن راتب زوجها كان بسيط ولم يكف لمتطلبات الحياة، وأن الطفل لم يلق رعاية كافية، إلى أن ظلت "أسماء" تخطط مع نفسها حتى تمكنت من خداع والدة الطفل الحقيقة وقامت بخطفه منها، وادعت أنها حامل ومكثت فترة الحمل بمنزل أسرتها بكفر صقر، وظلت تربى الطفل،إلى أن توفى زوجها منذ سنتين، وسجل لها منزل مكون من طابقين ملك لها وللطفل الذى سمته " محمد أحمد" وعمره الآن 13 سنة .
المشهد الرابع
توجهت قوة من مركز شرطة الزقازيق، بالتنسيق مع الأمن العام برئاسة العقيد ماجد الأشقر وكيل المصلحة، بإشراف العميد بهجت أمير، من التوجه إلى منزل المتهمة "أسماء " وتم ضبطها والتوجه بهما إلى مركز الشرطة ومواجهة "أسماء" بالمحضر الذى يتهمها بخطف الطفل، فانهارت واعترفت بأنها عثرت عليه فى الشارع ولم تخطفه.
المشهد الخامس
مشهد درامى حزين شهدت عليه جدران نيابة مركز الزقازيق، تعجز أى كلمات عن وصفه، حيث كان الطفل يبكى ويعانق أمه التى ربته "أسماء" ويرفض أن يذهب مع أسرته، لشدة تعلقه بها، وعلى بعد أمتار من تواجد الطفل، أمام مكتب وكيل النيابة العامة بمركز الزقازيق، تقف أسرته الحقيقة أمه وأبوه وشقيقتاه، يبكون وينتظرون قرار النيابة العامة بتسليمهم الطفل.
المشهدالسادس
تقابل "انفراد " مع أسرة الطفل أثناء انتظارها للتحقيق معهم، بالنيابة العامة، وقالت الأم الحقيقة للطفل، إنها لم تفقد الأمل لحطة فى عودة طفلها، وأن قلبها ينبض من الفرحة لعودة، وأنها تتمنى أن تنتهتى الإجراءت بسرعة لتتسلم الطفل، وأضافت أنها طول الفترة الماضية لم تكن تحضن نجلتيها، لكى لا تشعر بالذنب والتقصير فى حق نجلها المخطوف،حيث إن الله رزقها بنتين وطفل وحيد .
المشهد السابع
التقى "انفراد "مع الطفل "محمد" والذى سوفه يواجه معاناة فى حياته، وخاصة أن له شهادتى ميلاد الأولى بتاريخ 17 -9 لسنة 2002 والثانية التى قامت المتهمة بتدوينها له بتاريخ 17- 9 لسنة 2003، وقال الطفل إنه لن يستطيع أن يفارق حضن أمه التى ربته، ولكنه لن يقصر فى حقه أمه الحقيقة وأسرته وسوف يقوم بزيارتهم أسبوعيا، لكن لن يترك حضن أمه الحقيقة .
وأضاف محمد لـ"ليوم السابع" أن والدته التى يقيم معها لم تبخل عليه بشىء وتحضر له الملابس التى يطلبها منها، وعندما طلب منها شراء جهاز كمبيوتر أحضرته له فى ساعات، وإذ تعرضت الأم للحبس سيطلب أن يحبس معها وأنه لم تجف دموعه من لحظة عمله بالحقيقة.
المشهد الثامن
حالة من الحزن الشديد تسيطر على المتهمة "أسماء" التى ظلت تبكى بكاء هستيريا أثناء تواجدها فى مركز الشرطة وفى النيابة العامة، لخوفها من العقاب الذى ينتظرها، وحرمانها من الطفل الذى ربته، وحقه فى ميراث أبيه الذى توفى منذ سنتين وترك له منزلا مكونا من طابقين، سوف تحرم من المنزل، بعد تسليم الطفل لأسرته، كما أنها سوف تواجه عقوبة الخطف .
وقالت أسماء لـ"انفراد " إنها لم تخطف الطفل، ولكنها عثرت عليه بشارع المستشفى بكفر صقر، منذ 13 سنة، ثم اتصلت بزوجها وأخبرته، فقال لها هذا الطفل فرحة من الله وهنربيه، ولم تنكر أنها حاولت الذهاب لدار أيتام كفر صقر، منذ 13 سنة لتسأل عن كيفية الحصول على طفل لتربيته، ولكن الدار لم توافق لضعف راتب زوجها الشهرى.
المشهد التاسع
أكدت التحريات السرية لضباط مباحث مركز الزقازيق، بإشراف المقدم أحمد رأفت مفتش المباحث، من صحة الواقعة وأن المتهمة خطفت الطفل، وادعت أنها حامل وقضت فترة الحمل بمنزل أسرتها بمدينة كفر صقر، وأنها حاولت من قبل تبنى طفل من دار الأيتام بكفر صقر.
المشهد العاشر
تجمع أقارب وأسرة الطفل الحقيقة،أمام غرفة التحقيق بنيابة مركز الزقازيق، انتظارا لإصدار قرار من النيابة العامة بالمركز، برئاسة أحمد يسن وبإشراف المستشار أحمد الفقى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، بتسليمهم الطفل لكى يذهب ليقيم معم بمنزلهم بحى النهضة بمركز كفر صقر .