علق سياسيون وكتاب على الاحتفالات الحالية بالذكرى الـ 32 لتحرير طابا، مؤكدين أن استرداد طابا سيمفونية وطنية لا يمكن أن ينساها التاريخ وكذلك الشعب المصرى، موضحين أن ذكرى تحرير طابا غالية على كل مصرى وعربى، لأنها جاءت تتويجا حاسما لنصر أكتوبر العظيم، الذى أكد تصميم الشعب المصرى على تطهير وتحرير كافة أراضيه وإزالة أى اثار لعدوان يونيو 1967.
فى هذا السياق، قال أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذى لـ"انفراد"، إن المفاوض المصرى بذل جهودا كبيرة فى قضية استرداد طابا، التى شهدت استخداما للتوثيق العلمي بشكل جيد، مشيرا إلى أن التفاوض جزء من الحرب يحتاج إلى كثير من الصبر والأدلة والأوراق.
وأضاف "القصاص" فى اتصال هاتفى لقناة "إكسترا نيوز"، أن استرداد طابا كان بمثابة معركة مهمة انتصرت فيها مصر ووظفت خلالها كافة السبل، وشكلت سيمفونية رائعة ضمت شخصيات من تيارات سياسية مختلفة ساروا فى اتجاه واحد، وحققوا نتيجة جيدة.
وشدد "رئيس التحرير التنفيذى لـ"انفراد"، على أهمية الدور الذى تقوم به الدولة فى تعمير سيناء، من خلال إنفاق أموال ضخمة على التنمية هناك ونقل مياه النيل للزراعة، وإعادة تنظيم الزراعة ومحطات إعادة تدوير الصرف، جنبا إلى جنب مع التنمية السياحية، منوها بأهمية خلق مجتمعات عمرانية كاملة، ونقل عدد من المجتمعات القادرة على البقاء والاستمرار، الأمر الذى من شأنه أن يضيف لجغرافية مصر، فضلا العائد الاقتصادي والاجتماعي والأمني أيضًا.
بدوره، أكد الدكتور مفيد شهاب، عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن ذكرى تحرير طابا هو يوم عظيم فى تاريخ مصر الحديثة، حيث تأتى ذكرى تحرير طابا وجلاء وانسحاب آخر جندى إسرائيلى من آخر بقعة من الأراضى المصرية فى يوم 19 مارس سنة 1989، بعد صدور حكم هيئة التحكيم الدولية لصالح مصر مؤكدا أن طابا أرض مصرية فى 29 سبتمبر عام 1988، وهو الأمر الذى تم تنفيذه بعد عدة شهور من المفاوضات حول إجراءات الانسحاب وقيمة التعويض عن المنشآت الإسرائيلية دامت 6 شهور.
وأوضح عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى، أن ذكرى تحرير طابا غالية على كل مصرى وعربى لأنها جاءت تتويجا حاسما لنصر أكتوبر العظيم، الذى أكد تصميم الشعب المصرى على تطهير وتحرير كافة أراضيه، وإزالة أى آثار لعدوان يونيو 1967، لافتًا إلى أن هذا النصر العسكرى الذى أكد لإسرائيل قدرة مصر على حماية أراضيها وعدم قبولها لأى مساس من بقعة منها، والذى كان إعلان لقدرات وقوة القوات المسلحة المصرية وشجاعة الجندى المصرى فى دفاعه عن أرضه.
وقال عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى: "هيئة التحكيم الدولية نظرت فى تحديد المواقع الصحيحة لـ 14 علامة حدود بين مصر وإسرائيل، وهم 9 فى الشمال وكان الخلاف حولها بسيط جدا، و4 فى الوسط وبالتحديد رأس النقب، وهى منطقة استراتيجية مهمة جدا وبها مطار عسكرى ومساحتها 5 كيلو متر مربع، حيث اختلفت مصر وإسرائيل حول العلامة الحدودية، بجانب علامة الجنوب وهى آخر حدود فى الجنوب وبالتحديد علامة طابا، حيث اختلف الطرفان حول الموقع الحقيقى والذى بتحديده الدقيق يتحدد لمن السيادة على طابا".
وتابع عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى: "منطقة طابا مهمة استراتيجيا وعسكريا، رغم أن مساحتها 1 وخمس كيلو متر، ثم جاء حكم هيئة التحكيم الدولى حاسما وقاطعا يؤكد بالأغلبية 4 ضد 1 (القاضية الإسرائيلية) أن المواقع التى ذكرتها مصر للعلامات الخمسة 4 فى الوسط و1 فى الجنوب هى الصحيحة وبالتالى عودة رأس النقب لمصر وسيادة طابا لمصر".
فيما أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد، أن 19 مارس يوم لن ينساه التاريخ والمصريين، حيث برهن الشعب المصرى أنه لا يفرط فى شبر من أرضه مهما طال الزمن ومهما كانت الظروف.
وأضاف رئيس حزب الوفد فى تصريحات له، أنه فى مثل هذا اليوم قبل 31 عاما استردت مصر مدينة طابا بالتحكيم الدولى، وتم رفع العلم المصرى على آخر نقطة حدودية لمصر على أرض سيناء بفضل انتصار الدبلوماسية".
ولفت المستشار بهاء أبو شقة إلى أن طابا شكلت نقطة خلاف بين مصر وإسرائيل، وحصلت مصر عليها بعد نزاع استمر عشر سنوات، حيث ادعى الإسرائيليون وجوب بقاء طابا داخل الحدود الإسرائيلية، واعتمدوا فى ادعائهم على الاتفاق الأول الذى أُقر فى عام 1906، وهو اتفاق بشأن الحدود الإدارية بين كل من مصر وفلسطين، وفى 5 يونيو عام 1967، احتلت إسرائيل سيناء كلها بما فيها طابا، وفى عام 1982، عززت إسرائيل موقفها ببناء فندقين داخل أراضى طابا، موضحًا أن مصر سعت لتحرير أرضها المحتلة منذ عام 1967، مستخدمة فى ذلك كافة الوسائل المتاحة، عبر العمل العسكرى فى أكتوبر عام 1973، وعبر العمل السياسى والدبلوماسى فى أعوام 1974، و1975، و1978، و1979، لافتًا إلى أنه عقب حرب 6 أكتوبر عام 1973، وانتصار مصر فيها، بدأت مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، ووقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة كامب ديفيد فى عام 1979 التى تطالب إسرائيل بالخروج من كل سيناء، وفى 25 أبريل عام 1982، خرجت إسرائيل من كل سيناء ما عدا طابا، وبدأت المماطلة فى الخروج منها.