أمهات خضن رحلة على مدار سنوات برفقة أبنائهم من ذوى الهمم، منذ اللحظة الأولى لحمل الأمهات للصغار قررن أن يبذلن كل ما فى استطاعتهن لإيصالهم إلى بر الأمان، ضربن أروع أمثال الحب والتضحية، بدأن من الصفر مع أطفالهن لم ييأسن ويستمعن لمن قال لهن أن أطفالهن لن يستطيعوا التحسن وإكمال الطريق، وقررن البحث عن أمل لمساعدة الأولاد بالتأقلم مع حالتهم والنجاح، بالرياضة تارة والموسيقى تارة أخرى، بخلاف المشوار الدراسى، لينجحن فى إلحاق الصغار بالمدارس، والمتابعة معهم بالمذاكرة ليلا ونهارا، حتى تخرجوا من جامعات بتميز وتفوق، وأصبحوا مصدر فخر واعتزاز لأسرهم وأمهاتهم.
والبداية التى جمعت الأمهات أبطال قصتنا اليوم انطلقت منذ 7 سنوات بفريق كورال مصر للقدرات الخاصة، مع المايسترو عادل مدبولى، مؤسس الفريق، لتلجأ إليه بطلة حكايتنا الأولى أمل رشاد والدة بلال أسامة، بحثا عن أمل وطوق نجاة لها ولنجلها لمساعدته بالموسيقى للاندماج وتطوير قدراته.
وقالت أمل فى حديثها لـ" انفراد": أبنى يعانى من عيوب خلقية، والحركة بعد وقت طويل من ولادته، وصعوبة فى الكلام، وعدم استجابة فى الدراسة، ولكن الموسيقى وصلته انه يحفظ الكلمات بالأغانى، والتخاطب بالموسيقى، وتحول أنه يقدر يتكلم ويغنى أفضل من الأول".
وتابعت:" أصعب حاجة صادفتنا كانت طريقة تعامل بعض الناس مع أسامة، كانوا بيخافوا منه، وبعض الأولاد بيرفضوا اللعب معاه والحديث برفقته، ولكن بعد تطوره وتقدمه أصبح الوضع أفضل كثيرا، وبقيت فخورة بأسامة أبنى وكفاحه برفقتى، بعد أن أصبح بطل رياضة وحصل على ميدالية فضة وأخرى ذهب، - وكانت سعادتى بالدنيا كلها-.
ومن جانبها قالت رباب فتحى والدة هايدى ياسر:" أن نجلتها كان لديها فرط فى الحركة وتأخر فى المشى والكلام، والتأخر الذهنى، اصريت تكمله الحياة برفقتها والدراسة وتغلبت على كل الكلام السلبى ممن حولى، وعاهد نفسى أننى لن أتركها، وهى ساعدتنى ووقفت بجوارى ودائما ما كانت تحضنى وتطمنى وتوعدنى بالتميز حتى حصولها على الليسانس، رغم أن جميع من حولى قالوا لى أنها لن تستطيع، وقدرنا بجلسات التخاطب والرياضة والموسيقى بالتطور".
أما عن الأم عزه مصطفى والدة جودى خالد فقالت أن الموسيقى بالنسبة لأبنتها هى -شباك على الحياة- لتؤكد فى حديثها لـ"انفراد":" جودى عندها 12 سنه، بدأت برفقتها المشوار منذ عمر العامين، وبدأت متابعة التخاطب وتنمية مهارات، وحاولنا التقدم والتحسن رغم مرورنا بكثير من المواقف الصعبة، ولكن بفضل استجابتها قدرت تتطلع من الأوائل، وتحب الموسيقى وطوال الوقت بغنى، وبتحب أغانى شيرين وأم كلثوم".
وتابعت:" أنا مبسوطة وفخورة ببنتى، لأنى قدرت أوصل لمرحلة أنها تقدر تعتمد على نفسها، وكل ما بتقدم بحس أنى انا بتقدم، لما بتنجح أنا اللى بنجح".
والأم هدى أحمد والدة محمد مصطفى حكاية أخرى وبطلة من نوع خاص، اكتشفت أن نجلها لديه حالة تسمي- داون ستروم- ولديه ثقب فى البطلة، ليجرى 15 عملية، وعند أجرائها العملية الأخيرة الدكتور حدثها بأن نجلها لن يسمع طوال عمره، ولكنها أصرت بأن تجرى له العملية ومضت على تعهد بذلك وهى مستعينة بالله وتطلب منه إنقاذ نجلها فى دعاء لا ينقطع، ليخرج نجلها بعد أيام من المستشفى بعد أن استعاد سمعه.
وأكدت هدى:" أن نجلها فى البداية كان لديه تأخر ذهنى وتأخر فى الكلام، وتعديل السلوك كان بالموسيقى، ليتحول إلى بطل جمهورية و10 ميداليات فى ممارسة الرياضة، وأصبح مثله مثل أى ولد قادر على فعل أى شيء بإصراره وإصرارى برفقته لتكمله المشوار".
الأم البطلة نحمده فتحى والدة صفاء محمد تجاوزت صدمة البداية وعاشت برفقة نجلتها على أمل التقدم لتتحول نجلتها بالموسيقى من أبنه لا تعى ما حولها، إلى شابة متميزة تحب الغناء وتتفاعل وتختلط بمن حولها، لتصرح قائلة:" بالقوة والإرادة لنجلتى حتى تتحدى الجميع، ومساعدة المايسترو عادل مدبولى منذ 7 سنوات بفريق كورال مصر للقدرات الخاصة، أصبحت صفاء محبه ومقبله على الحياة، تعشق الغناء وأغانى أم كلثوم ووردة وفايزة أحمد، وتتطور كل يوم وعلمت نفسها بنفسها من خلال الأغانى، رغم أن لديها تأخر ذهني".