محادثات دامت أكثر من 12 ساعة، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، فى قمة كادت أن تفشل بسبب عدم اتفاق جميع الأطراف، ناقشت ألمانيا الوضع الحالى لوباء كورونا، وحظر تجول جزئى وقضاء الإجازة وعطلة عيد الفصح وعمل المدارس.
وبحث المشاركون فى المشاورات كيفية المضى قدماً فى مواجهة جائحة كورونا، خصوصاً فى موضوعات مثل قضايا فرض حظر تجول جزئى وكذلك السفر وعمل المدارس.
وتهدف تلك التدابير الجديدة، التى تثير خيبة فى نفوس المواطنين الألمان المنهكين من القيود بعد عام من بدء تفشى الوباء، إلى احتواء الإصابات التى ازدادت بنسبة 14% مقارنة بالأسبوع الماضى، فى انتظار أن تؤدى حملات التطعيم إلى تكوين مناعة جماعية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن ألمانيا ستمدد إجراءات العزل العام إلى 18 أبريل، ودعت المواطنين إلى البقاء فى المنازل لمدة خمسة أيام خلال عطلة عيد القيامة، فى محاولة للسيطرة على موجة ثالثة من جائحة كوفيد - 19.
وفى محادثات دارت حتى ساعات متأخرة من الليل، دفعت ميركل زعماء الولايات الألمانية الستة عشر إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة لمكافحة الوباء، فعدلت عن خطط متفق عليها هذا الشهر لإعادة فتح الاقتصاد تدريجيا، وذلك بعد ارتفاع حاد فى معدل الإصابة.
وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفى: نحن ببساطة نواجه الآن جائحة جديدة، والسلالة البريطانية المتحورة أصبحت سائدة، وبشكل أساسى، نواجه فيروسا جديدا من نفس النوع لكن له خصائص مختلفة للغاية، فهو أشد فتكًا، أكثر عدوى، ومعدٍ لفترة أطول.
وبدأت ألمانيا تخفيف القيود بحذر فى وقت سابق من الشهر الجارى، لكن انتشار سلالات متحورة أخرى أكثر عدوى تسبب فى ارتفاع الإصابات، مما أثار مخاوف من استنزاف طاقة المستشفيات قريبا ما لم يتم فرض المزيد من القيود.
وبلغ عدد الإصابات من بين كل 100 ألف شخص على مدى أسبوع 107 حالات، أمس الاثنين، وهو أعلى من المستوى الذى يثقل كاهل وحدات العناية المركزة، ويتلقى أكثر من 3000 مصاب بكوفيد - 19 العلاج فى وحدات العناية المركزة.
لكن الاتفاق الذى جرى التوصل إليه الليلة الماضية لم يشمل إغلاق كل المتاجر بما فى ذلك متاجر السلع الضرورية، وهو أمر كانت ميركل تدعو إليه.
وفرضت ألمانيا حظرا على التجمعات العائلية الكبيرة خلال فترة عطلة عيد القيامة حيث لا يُسمح إلا لأسرتين بالتجمع أي ما يصل إلى خمسة أشخاص،وستطلب الحكومة من الكنائس إقامة قداس عيد القيامة عبر الإنترنت لتفادي التجمعات.
وذكرت ميركل أن ألمانيا فى سباق مع الوقت لتطعيم سكانها قبل هيمنة السلالات الجديدة من فيروس كورونا، وتلقى نحو 9 % من الألمان جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، لكن وتيرة التطعيمات من المتوقع أن تزيد الشهر المقبل.
وقالت ميركل: الأوضاع الصعبة استمرت لفترة أطول مما كنا نتوقع لكن من الواضح تماما أن هناك ثمة ضوء فى نهاية النفق.
وفى محادثات شبهها رئيس ولاية بافاريا ماركوس زودر بـ"الولادة العسيرة"، كانت ميركل تدفع نحو اتخاذ موقف أكثر صرامة لمكافحة الوباء فعدلت عن خطط متفق عليها هذا الشهر لإعادة فتح الاقتصاد تدريجياً، وذلك بعد ارتفاع حاد فى معدل الإصابات بفيروس كورونا.
وفى هذا السياق أظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الثلاثاء أنه تم إعطاء 10.9 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فى ألمانيا حتى الآن، وبحسب البيانات المعلنة اليوم، يُقدر متوسط معدل التطعيم فى ألمانيا بـ 216 ألفاً و165 جرعة فى اليوم الواحد.
وبهذا المعدل، يتوقع أن يستغرق الأمر عاماً وأربعة أشهر لتطعيم 75 % من سكان البلاد بلقاح من جرعتين.
من جانب آخر، أعلن معهد "روبرت كوخ" الألمانى لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم الثلاثاء أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد التى تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ 7 آلاف و485 إصابة، استناداً إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
ومن أهم ما تمّ الاتفاق عليه، تغيير التشريع المتعلق بقانون الوباء حتى يتم فرض إجراء اختبار على جميع القادمين عبر الجو من أماكن العطل فى الخارج، وقد حثّ المسؤولون وبإلحاح الناس بعدم الذهاب إلى العطل والمكوث فى منازلهم، و تشديد الإجراءات فى المناطق التى بلغ فيها معدل الاستنساخ أكثر من 100، بما فى ذلك فرض حظر التجوال.
وتكثيف توزيع الاختبارات السريعة فى المدارس وروضات الأطفال، حتى يتمكن التلاميذ والأطر التعليمية من فحص أنفسهم مرتين فى الأسبوع، بينما تُرك قرار إقفال أو فتح المدارس إلى المسؤولين المحليين للنظر فى الأمر.
فيما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معارضتها لفرض "حظر تام" على تصدير لقاحات كورونا إلى خارج الاتحاد الأوروبى، فيما كشفت بيانات أنه تم إعطاء 10.9 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس فى ألمانيا حتى الآن.
وقالت إن هناك العديد من التبعيات الدولية فى إنتاج اللقاحات، مشيرة إلى ضرورة وضع سلاسل التوريد فى الاعتبار، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى هو المنطقة التى تنطلق منها معظم الصادرات فى الوقت الحالى.
وأكدت المستشارة تأييدها لرئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين، التى أظهرت بوضوح تام، أن العقود قد لا يتم الوفاء بها.
وكانت بريطانيا قد أعربت عن ثقتها فى قدرتها على تجنب حظر الصادرات من الاتحاد الأوروبى، وفى هذا السياق قال جونسون لوكالة "بلومبرج" للأنباء أمس الاثنين: بعد محادثات مع شركاء الاتحاد الأوروبى فى الأشهر الأخيرة، أنا متأكد من أنهم لا يريدون أى عراقيل، أعتقد أن هذا مهم للغاية.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أنها فى الواقع لا تريد أى حظر تصدير أيضاً، مؤكدة فى المقابل ضرورة أن يحصل الاتحاد على اللقاحات المطلوبة من الشركات المصنعة بشكل سريع وموثوق.