نقلاً عن اليومى..
يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم الاثنين، المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات الإسكانى بحى المقطم، الذى سيتم نقل سُكان المناطق الخطرة بمناطق «الدويقة بحى منشأة ناصر، وعزبة خيرالله، وبطن البقرة بحيى مصر القديمة ودار السلام»، وذلك بعد أن تم نقل عدد كبير منهم من منازل إلى مدينة السادس من أكتوبر، حيث تسلمت الدُفعة الأولى من الأسر التى تقرر نقلها إلى الأسمرات عقود الوحدات الجديدة التى بلغ عددها 1200 أسرة.
وتُقام المرحلة الأولى من مشروع الأسمرات على مساحة 65 فدانا تضم حوالى 6258 وحدة سكنية بتكلفة حوالى 850 مليون جنيه، بتمويل من موازنة المحافظة وصندوق تطوير العشوائيات، بخلاف القيمة الفعلية لثمن الأرض المقامة عليها، فيما تُقام المرحلة الثانية من المشروع بتمويل من صندوق «تحيا مصر» على مساحة 61 فدانا ملكية مشتركة مع القوات المسلحة، بقيمة تعاقدية 700 مليون جنيه، وتضم حوالى 4722 وحدة سكنية، بخلاف إنشاءات المبانى الخدمية والمرافق.
كما تم البدء فى تنفيذ إنشاء المرحلة الثالثة والجديدة لامتداد مشروع الأسمرات «الأسمرات 3» بعد الموافقة على المخطط العام للموقع التى تقام على مساحة 62 فدانا، بإجمالى عدد وحدات 7440 وحدة «أرضى + 9 أدوار متكررة»، بتكلفة متوقعة 950 مليون جنيه قابلة للزيادة، إلى جانب مدرسة ثانوية للتعليم الصناعى، وعدد من الملاعب المفتوحة، والحدائق، وسوق تجارى، وساحات انتظار للسيارات.
ويضم المشروع بمراحله الثلاثة عددا من المبانى الخدمية المُلحقة والمكملة للمشروع، والمتمثلة فى مجمع المدارس لمراحل التعليم المختلفة، ودور حضانة، ومراكز طبية ووحدة صحية، ومركز رياضى وملاعب مكشوفة، ووحدات شرطة ومطافئ وإسعاف وبريد، بجانب إقامة أسواق حضارية ومخابز ومركز تدريب وصيانة، فضلاً عن إنشاء مسرح كبير بين مراحل المشروع الثلاثة.
تخصيص من 14 ملياراً إلى 16 مليار جنيه لبناء مشروعات سكنية لاحتواء سكان العشوائيات، وأكد اللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظة القاهرة، أن مشروع الأسمرات الإسكانى يُعد طفرة إسكانية أعدت لتليق بأبناء مصر لم يحدث مثلها فى تاريخ مصر، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بالقضاء على العشوائيات بمختلف محافظات مصر خلال العامين المقبلين، وهو ما تعمل كل أجهزة الدولة على تنفيذه فى الوقت الحالى، حيث تم تخصيص مبلغ وصل من 14 مليار إلى 16 مليار جنيه لبناء مشروعات سكنية لاحتواء سكان العشوائيات، وتطوير البعض الآخر من هذه المناطق، مشيرا إلى أن الدولة حريصة على الحفاظ على الجيل الصاعد من أبناء المناطق العشوائية بأحياء العاصمة، خاصة المناطق داهمة الخطورة بأحياء منشأة ناصر ومصر القديمة والسيدة زينب وغيرهم، وتوفير مناخ ملائم للحصول على فرصة فى العيش فى مستوى اجتماعى لائق كقرنائهم فى الأحياء الأخرى.
وأوضح القائم بأعمال محافظ القاهرة، أن المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات الإسكانى يضمان حوالى 11 ألف وحدة سكنية، سيسكنها سكان مناطق داهمة الخطورة بالدويقة وعزبة خيرالله وبطن البقر وغيرها، مشيراً إلى أن هناك ما يقرب من 740 أسرة من أهالى الدويقة تم نقلهم إلى مساكن السادس من أكتوبر بشكل مؤقت، وفور افتتاح مشروع الأسمرات بكل مراحله سيتم نقلهم مباشرة إلى وحداتهم السكنية داخل أحد المشروعات الثلاثة، مؤكدا أن ما حدث على مستوى المشروعات الإسكانية بمختلف أنواعه الاجتماعى والشباب والإخلاء الإدارى والخطورة الداهمة، هو أمر يستحق الفخر، بعد أن تم تطويره وتنفيذه فى وقت قياسى بأيدى المصريين، موضحاً أن الشعب المصرى هو من شارك فى كل «طوبة» تم وضعها لبناء الوحدات السكنية بذلك المشروع العملاق، وذلك بعد أن تبرعوا فى صندوق تحيا مصر من أجل بناء وطنهم.
وأشار تيمور، إلى أنه تم توفير جميع المبانى والمراكز الخدمية للسكان الجدد، حيث تم توفير 4 مدارس بمشروع الأسمرات 1، منها مدرستان تجريبيتان ومدرستان للتعليم الأساسى، كما أن مشروع الأسمرات 2 به 3 مدارس، فضلاً عن توفير مركز ثقافى وفنى ومكتبة عامة، وجار الآن إنشاء مسرح كبير، بالإضافة إلى إنشاء ملاعب للترفيه عن الشباب، وتمت مراعاة كبيرى السن والمعاقين فى اختيار السكن، وتم اختيار الأدوار الأرضية لهم حتى لا يُعانوا أثناء السكن.
بالنسبة إلى وضع عملية البيع والشراء والمهن التى يمتهنها عدد من سكان الدويقة الذين سيتم نقلهم إلى الأسمرات، أكد اللواء أحمد تيمور أن صندوق تحيا مصر سيتكفل بإقراض المرأة المُعيلة حتى تتمكن من العمل وإعالة أبنائها، كما تم إنشاء مراكز للصناعات الحرفية، حتى يتمكن أصحاب الحرف من العمل فى مجالاتهم بجوار أماكن سكنهم، كما تم إنشاء حوالى 388 محلا تجاريا، وتم الاتفاق مع ورش الإنتاج الحربى لدعم أصحاب الصناعات داخل الأسمرات.
مليار جنيه من صندوق تحيا مصر
وقالت عزة قورة مديرة الاتصالات بصندوق تحيا مصر: إن الصندوق دعم مشروع الأسمرات الإسكانى الجديد بحى المقطم على 3 مراحل، أولها مُجهز ليضم 6156 أسرة ومُقامة على مساحة 60 فدانا، وثانيها سيضم 4680 أسرة ومُقامة على مساحة 67 فدانا، أما ثالثها فستضم 4500 أسرة، وُمقامة على 80 فدانا، مؤكدة أنه تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، وتم البدء فى المرحلة الثالثة، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منها وتسليمها خلال شهر يوليو 2017.
وأضافت مديرة الاتصالات بصندوق تحيا مصر فى تصريحات خاصة لـ»انفراد»: أن مشروع الأسمرات مُقرر أن ينقل إليه 16 ألف أسرة من سكان المناطق العشوائية بالدويقة وعزبة خيرالله وغيرها، حيث تم تخصيص مليار جنيه لإتمام المشروع، مشيرة إلى أن المبلغ قد يكون قابلا للزيادة أثناء العمل فى المرحلة الثالثة، وأن صندوق تحيا مصر سيتكفل بإقراض المرأة المُعيلة حتى تتمكن من العمل وإعالة أبنائها، إلى جانب إنشاء مراكز للصناعات الحرفية، حتى تتمكن صاحبات الحرف من العمل فى مجالاتهم بجوار أماكن سكنهم.
وقال محمد نور رئيس حى منشأة ناصر، إنه تم إخلاء 6 أماكن تُمثل خطورة داهمة ونقل سكانها إلى مدينة السادس من أكتوبر، بعضها حصل على قيمة إيجارية وصلت إلى 300 جنيه لاستئجار وحدة سكنية لحين الانتهاء من مشروع الأسمرات الإسكانى الجديد بمنطقة المقطم، مشيراً إلى أن أهم المناطق التى تم إخلاؤها هى منطقة الشهبة وفرعون، ومنطقة تسرب المياه بمحمد محمود هاشم، ثم محجر فوزى عليوة، وشارع أحمد عبد الحافظ، ومناطق الضمرانى الخزان والزرايب، وشارع عبد الرحمن الفاو ومربع الزرائب.
لم يتم استخدام القوة مع أى من السكان
وأضاف رئيس حى منشأة ناصر فى تصريحات لـ«انفراد»، أنه على الرغم من صعوبة إقناع المواطنين بترك الأماكن التى عاشوا بها منذ عشرات السنين، إلا أن الأجهزة التنفيذية بالحى ومحافظة القاهرة لم تجد صعوبة إطلاقاً فى إخلاء هذه المناطق، ولم يتم استخدام القوى مع أى من السكان، وتم إرسال لجان بشكل شبه يومى إليهم شرحت لهم أن نقلهم سيكون مؤقتا لحين الانتهاء من بناء مشروع الأسمرات، إلى جانب أن أجهزة محافظة القاهرة والمسؤولين فيها، تواصلوا مع سكان وأهالى الدويقة الذين تم نقلهم إلى مدينة السادس من أكتوبر منذ اليوم الأول لانتقالهم هناك، وحتى اليوم الذى تم تحديد موعد نقلهم إلى الوحدات السكنية الجديدة بمشروع الأسمرات الإسكانى بحى المقطم.
شكراً يا ريس
وأشارت «نجلاء نصر محمد» باحثة بأحد الجمعيات الأهلية، وإحدى ساكنات حارة أبوعلى البنا المتفرعة من شارع الرزاز بمنطقة الدويقة بحى منشأة ناصر، إلى أنها أرملة مات زوجها منذ 6 سنوات، وتعول 7 أبناء 5 منهم داخل بالتعليم، وأن الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة وحى منشأة ناصر، أزالت منزلها ضمن الأماكن التى تم إزالتها بمنطقة الرزاز، ووعدها المهندس محمد نور رئيس الحى بتسليمها شقة بمدينة السادس من أكتوبر مؤقتاً، وتم منحها قيمة إيجارية قيمتها 300 جنيه لتأجير مكان آخر لحين افتتاح مشروع الأسمرات لتحصل على شقتها الجديدة، موضحة أنها رفضت الانتقال إلى أكتوبر، وفضّلت أن تحصل على القيمة الإيجارية، وأجرت شقة بمنشأة ناصر مقابل 500 جنيه.
ووجهت نجلاء رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقائلة: «شكر يا ريس على اهتمامه بالطبقات الفقيرة والمحتاجة اللى شبهنا، مكنتش أتوقع أن يتم الاستجابة، وأن أحصل على شقة فى مكان رائع زى الأسمرات، يجب على الجميع الالتفاف حول الرئيس ومساندته، لأنه وعد ولو يُخلف وعده معنا، تحيا مصر تحيا مصر».
تحيا مصر
«تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر» بهذه الكلمات بدأ محمد أحمد منصور، أحد الحاصلين على شقة بمشروع إسكان الأسمرات الجديد، حديثه مع «انفراد»، وذلك فور علمه بأنه سيحصل على شقته الجديدة بالمشروع الجديد بعد صبر عامين كاملين، بعد أن أزالت أجهزة محافظة القاهرة وحى منشأة ناصر منزله ضمن المنازل التى تم إزالتها بشارع على البنا المتفرع من شارع الرزاز بالدويقة، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع أن تفى أجهزة الدولة بوعودها وتمنحه الشقة التى انتظرها منذ سنوات، مشيرا إلى أن المسؤولين بالحى خيروه بأن يعيش بشقة بمدينة السادس من أكتوبر، أو أن يحصل على قيمة إيجارية قيمتها 300 جنيه ويستأجر مكانا مؤقتا لحين افتتاح مشروع الأسمرات، ولكنه رفض تماما أن يحصل على شقة مؤقتة بأكتوبر، خاصة أنه يعمل بائعا بأحد المحلات بمنطقة العتبة بحى الموسكى، ومن المستحيل أن يأتى يومياً كل هذه المسافة، مطالبا جميع المصريين أن يضعوا مصلحة وطنهم نصب أعينهم، وأن يلتفوا حول الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة أنه يعمل على زرع المعنى الحقيقى للعدالة الاجتماعية بين المصريين.
لم أحصل على شقة
وقال عم محمد عيسى، أحد سكان شارع أمير المؤمنين المتفرع من شارع ومنطقة الرزاز: إنه يبلغ من العمر 74 عاماً، ويعيش بهذا الشارع منذ ما يقرب من 20 عاماً، داخل «عشة» هو وأبناؤه الأربعة، حيث تزوج اثنان منهم، وتبقى لديه بنتان لم يتزوجا بعد، وأنه تم إخلاء أجزاء من المنطقة ونقل جزء من سكانها إلى مدينة السادس من أكتوبر، لحين الانتهاء من مشروع الأسمرات الإسكانى لنقلهم إليها، مشيراً إلى أنه حصل على وعد من المسؤولين بتوفير شقة مثله مثل من حصلوا على شقق بأكتوبر وبالأسمرات، وبعد أن جاءت لجنة وعاينت منزله المتواضع على أرض الواقع، ولم يحصل على شقة حتى الآن.
وأضاف عم «عيسى» فى تصريحات خاصة لـ«انفراد»، أنه يعيش فى وضع اقتصادى سيئ للغاية، حيث إنه اعتاد أن يجمع عُلب المياه الغازية المعدنية من الأحياء المحيطة بمنشأة ناصر من ناحية مدينة نصر، ويبيعها بالكيلو لأحد المتخصصين بسعر يصل إلى 6 جنيهات للكيلو، ولا يستطيع جمع أكثر من 3 كيلو فى اليوم، لا تكفى لسد جوعه وأسرته، مشيرة إلى أنه فى حاجة إلى الحصول على شقة تأويه هو وابنتيه بدلاً من الغرفة المكشوفة التى لا تستطيع أن تقيه حر الصيف وسقيع الشتاء، خاصة أنه حصل على وعود من الحى منذ 6 أعوام بأنه سيحصل على شقة بأحد المشروعات الجديدة، مناشدا اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال محافظ القاهرة والرئيس عبدالفتاح السيسى بإنقاذهم عما هم فيه من معيشة الضنكة.
قال محمود حنفى، 63 عاماً، أحد سكان حارة على البنا المتفرعة من شارع الرزاز بالدويقة بحى منشأة ناصر، الذى لم يُحالفه الحظ فى أن يقع عليه الاختيار للحصول على وحدة سكنية جديدة بمشروع الأسمرات الإسكانى: إن منزله تعرض للتصدع من جميع جوانبه منذ عام 2008، فتقدم للحى بطلب فحص لتحديد حالة المنزل، وأن الحى استجاب له بعد مرور 6 أعوام، وأرسل له لجنة لتفحص المنزل، أقرت فى عام 2012 أن الحالة الإنشائية للمنزل سيئة للغاية، وأصدروا له قرار هدم، وعلى الرغم من صدور القرار فإنهم أهملوه، وطلبوا منه أن يأتى إلى الحى ليتعاقد للحصول على شقة بمدينة بدر، وبعد إتمام التعاقد منذ عامين، لم يحصل على الشقة، وعندما ذهب للاستفسار بالحى، أخبروه بأن الشقة التى سيحصل عليها ستكون فى مدينة السادس من أكتوبر، مناشدا الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن ينظر نظرة شفقة إلى حالته، وحالة الآلاف من سكان منطقة الرزاز الذين يهاجمهم الموت كل يوم، سواء من العقارب والثعابين التى تَخرج عليهم من الأماكن الجبلية المحيطة بهم من كل اتجاه، وغيرها من الأخطار التى تهددهم.
وأبدى عم حمدى محمود، أحد سكان منطقة الرزاز بمنطقة الدويقة بمنشية ناصر، استياءه الشديد من نقله من الشارع الذى عاش فيه قرابة الـ 20 عاماً، إلى مشروع إسكان الأسمرات الجديد بحى المقطم، موضحاً أن عملية نقله ستأتى عليه بمصائب وخسائر لا يعلمها سوى الله، فهو يضع أمام منزله مجموعة من البضائع البسيطة المتمثلة فى بعض الحلوى ورقائق البطاطس، وبعض مستلزمات المطبخ البسيطة التى يعول من خلالها أبناءه الثلاثة، خاصة أنه ليس له أى مصادر رزق أخرى يمكنه إعالة أسرته عليها، مطالبا المسؤوولين أن يضعوا نصب أعينهم الأزمة التى سيتعرض لها عندنا ينتقل إلى المكان الجديد بإسكان الأسمرات، وأن يُراعوا عجزه وعدم قدرته على العمل، وأن يوفروا له مصدر رزق يشبه الذى يوجد أمام منزله منذ عشرات السنوات، مؤكداً أن المهندس محمد نور رئيس حى منشأة ناصر وعده بأن يكون له مصدر رزق يتناسب مع حالته الصحية.