قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه ناقش مع الرئيس إيفاريست ندايشيمى رئيس جمهورية بوروندى، اليوم بقصر الاتحادية، سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين فى مجال الموارد المائية والرى وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة المستدامة من موارد نهر النيل، حيث أكدا رؤيتهما لجعل نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.
وأضاف الرئيس، أنهما استعرضا التطورات الخاصة بقضية سد النهضة كقضية وجودية تؤثر على حياة الملايين من المصريين، مضيفا: أكدت ضرورة السعى للتوصل فى أقرب وقت ممكن إلى اتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، بعيداً عن أى منهج أحادى يسعى إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب".
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره البورندى بقصر الاتحادية اليوم، الأربعاء.
وأشار الرئيس، إلى أنه أجرى مع الرئيس البوروندى مباحثات مكثفة، سادتها روح التفاهم والتنسيق حيال عدد كبير من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، "حيث توافقت إرادتنا السياسية نحو تدشين مرحلة جديدة من علاقة الشراكة التى تجمعنا والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وقد أكدتُ حرص مصر على تطوير وتعميق كافة أشكال التعاون القائمة بين البلدين والتى شهدت فى السنوات الأخيرة الكثير من التطورات الإيجابية، وذلك تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين".
وتابع الرئيس: "عكست مداولاتنا مدى التقارب فى وجهات النظر بين البلدين حيال مجمل القضايا، وهو أمر ليس بالجديد بين مصر وبوروندى، بل يعد سمة مميزة للعلاقات الوطيدة التى تجمع بلدينا".
وأضاف الرئيس السيسى، أن جهود تعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية بين البلدين حظيت باهتمام خاص فى مباحثاتهما اليوم، موكدًا استعداد مصر لتطوير هذا التعاون الذى يحقق أهداف التنمية فى البلدين، سواء على مستوى التبادل التجارى أو الاستثماري، والذى نأمل فى أن يشهد المزيد من النمو ليرتقى لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين.
وتابع الرئيس: "بحثنا كذلك سبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى النفاذ للسوق البوروندى، وهو ما يأتى فى إطار ثقتنا بما لدى الرئيس البوروندى من أجندة تنموية طموحة يسعى من خلالها لتعزيز الازدهار فى بلده الشقيقة".
ونوه الرئيس السيسى، إلى اتفاقهما على تكثيف التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبناء قدرات الكوادر الوطنية فى بوروندى، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى مختلف القطاعات.
وشدد الرئيس، لنظيره البوروندى على أن "مصر ستظل شريكاً رئيسياً لكم فى جهودكم من أجل تحقيق التقدم، وستقدم كل ما يمكنها من العون والمساندة لجمهورية بوروندى الشقيقة لإنجاز أهداف وخطط التنمية التى تعملون وحكومتكم من أجلها".
واختتم الرئيس كلمته بقوله: "أسعدنى لقاؤكم اليوم، وإننى أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، وأتمنى لبوروندى كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبى بكم والوفد المرافق لفخامتكم فى بلدكم الثانى مصر".
وكان الرئيس قد استهل كلمته بالإعراب عن سروره البالغ والترحيب بفخامة الرئيس ندايشيمى والوفد المرافق له فى بلده الثانى مصر، وذلك فى أول زيارة له إلى القاهرة، متمنياً له وللوفد المرافق إقامة طيبة ومثمرة.
وقال الرئيس السيسى: "أنتهز هذه المناسبة لأعرب عن تقديرنا البالغ للعلاقات التاريخية التى تجمع مصر مع جمهورية بوروندى الشقيقة، من خلال روابط أزلية وتاريخية مشتركة، تعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين".