حالة من الطوارئ تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع ملف المهاجرين والذي تفاقم بحسب وسائل إعلام أمريكية بعد سياسة الانفتاح التي اتبعها الرئيس جو بايدن مع المهاجرين في الأيام الأولي من إدارته.
وبحسب تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تلقت طلبًا من وزارة الصحة والخدمات لإيواء الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم مؤقتًا في قاعدة سان أنطونيو المشتركة وفورت بليس في ولاية تكساس.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الأدميرال جون كيربي في إفادة نشرتها الشبكة في تقريرها الأربعاء: "سنقوم بتحليل هذه الطلبات وتقييمها، تمامًا مثلما نفعل مع أي طلب آخر للمساعدة".
وفي إشارة إلى أن الإدارة "تلقت للتو هذا الطلب"، أضاف كيربى أنه لا يعرف عدد الأطفال المطلوب إيوائهم وأن "هناك زيارة ميدانية لسان أنطونيو ".
وتأتي هذه الأخبار مع استمرار تدفق الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، حيث يشترط القانون الفيدرالي تسليم الأطفال الذين يتم القبض عليهم على الحدود إلى الوكالة المعنية برعايتهم في وزارة الصحة والسكان خلال 72 ساعة.
ويتسابق مسؤولو الإدارة لإيجاد مكان إيواء مناسب للقصر غير المصحوبين بذويهم ، ويلجأون إلى مراكز المؤتمرات ومواقع استقبال الطوارئ لنقلهم خارج مرافق حرس الحدود ، ويوجد حوالي 11300 طفل في عهدة وزارة الصحة والسكان.
أفادت تقارير أن دورية حرس الحدود الأمريكية احتجزت أكثر من 11 ألف طفل مهاجر غير في الفترة من 28 فبراير إلى 20 مارس، حتى يوم الأحد، وكان هناك 822 طفلاً محتجزين في مرافق حرس الحدود، لأكثر من 10 أيام.
وصل متوسط الوقت في الحجز للأطفال غير المصحوبين بذويهم لا يزال يحوم حول 130 ساعة، متجاوزًا الحد القانوني البالغ 72 ساعة، على الرغم من أن عدد الأطفال في حجز الجمارك وحماية الحدود انخفض قليلاً إلى أقل بقليل من 4900.
من جانبه أكد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أن سياسات الهجرة لإدارة بايدن قد ساهمت في موجة المهاجرين التي اغرقت المرافق على الحدود الجنوبية في الأسابيع الأخيرة خلال مؤتمر صحفي امس الثلاثاء، وفقا لصحيفة نيوزويك.
وقال لوبيز أوبرادور في مؤتمر صحفي "ظهرت توقعات بأنه مع حكومة الرئيس بايدن ستكون هناك معاملة أفضل للمهاجرين وقد تسبب هذا في رغبة المهاجرين من أمريكا الوسطى، وكذلك من بلدنا، في عبور الحدود معتقدين أنه من الأسهل القيام بذلك".
وألغى الرئيس بايدن العديد من إجراءات الهجرة في عهد ترامب، وخفف القيود المفروضة على طالبي اللجوء وإنهاء السياسة التي تتطلب من المهاجرين البقاء في المكسيك أثناء عرض قضيتهم لدخول الولايات المتحدة. قال لوبيز أوبرادور إن التغييرات دفعت المهاجرين الفارين من الظروف القاسية في أمريكا الوسطى إلى المخاطرة بالرحلة إلى الحدود.
وكرر وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس هذا الأسبوع أن الحدود الجنوبية مغلقة. وقال إن إدارة بايدن ليس لديها خطط لطرد القصر غير المصحوبين بذويهم الذين يعبرون الحدود على الرغم من القدرات المتوترة في المرافق الحدودية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، قال بايدن إنه يخطط لزيارة الحدود "في مرحلة ما".
ومن المقرر أن يلتقي المسئولون الأمريكيون بنظرائهم في المكسيك وجواتيمالا لإجراء مناقشات حول أفضل السبل لمعالجة أزمة الحدود، وجادل لوبيز أوبرادور يوم الثلاثاء بأن دعم الولايات المتحدة للتنمية الاقتصادية في دول أمريكا الوسطى من شأنه أن يساعد في السبب الجذري لزيادة المهاجرين.
ونقلت رويترز عن لوبيز أوبرادور قوله: "الناس لا يذهبون إلى الولايات المتحدة من أجل المتعة ، بل بدافع الضرورة.. يجب أن يكون هناك دعم لتنمية أمريكا الوسطى وجنوب المكسيك. ولا سيما أمريكا الوسطى."
من جانبه، هاجم الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب خلفه جو بايدن بسبب الأزمة المتعلقة بزيادة عدد المهاجرين على الحدود، واتهم ترامب بايدن بالتسبب فى الموت وأزمة إنسانية بسياسته المثيرة للجدل الخاصة بالهجرة، حيث أصدر بيانا وألقى باللوم عليه فى تحويل انتصار وطنى إلى كارثة بتعامله مع الأزمة.
وجاء فى البيان: " سلمنا إدارة بايدن بفخر الحدود الأكثر أمنا فى التاريخ، وكل ما كان عليهم فعله هو الحفاظ على هذا النظام الذى يعمل يعمل بسلاسة على الطيار الآلى. لكن بدلا من ذلك، وفى غضون أسابيع قليلة، حولت إدارة بايدن الانتصار الوطنى على كارثة وطنية".
وهاجم ترامب ما وصفه بالأداء الجاهل والمثير للشفقة لوزير الأمن الداخلى اليخاندرو مايوركاس، وقال إنه حتى شخص بقدرات مايوركاس المحدودة ينبغي أن يفهم أنه لو قدم نظام "الإمساك والإطلاق" للأجانب غير الشرعيين فى العام، فإن العالم بأسره سيأتى.
وتابع البيان قائلا إنه من الواضح أنهم متورطون فى تستر هائل لإخفاء مدى سوء الأمور حقا، والطريق الوحيد لإنهاء أزمة بايدن الحدودية هو أن يعترفوا بفشلهم الكامل وتبنى سياسات ترامب المؤثرة والفعالة والمثبتة.
وحث ترامب بايدن على إكمال بناء الجدار الحدودى على الفور، والذى يمكن إنجازه فى غصون أسابيع، وقال إنهم لم يكن ينبغي وقفه على الإطلاق، وإنهم يسببون الموت ومأساة إنسانية.