تمثال جميل يشبه صاحبته، ويتشابه فى جمال صنعته وتفاصيله معها، وحاز من الشهرة التى حازتها صاحبته الفنانة الكبيرة مديحة يسرى التى تم اختيارها كإحدى أجمل نساء العالم.
وسحر جمال سمراء النيل مديحة يسرى الملايين، وقيل عنها المرأة المرغوبة من ربع رجال الكرة الأرضية، وكتبت عن جمالها العديد من المجلات العالمية، ومنها التايم الأمريكية وعدد من الصحف الفرنسية التى اخترتها ضمن أجمل نساء الكون.
ومن شدة جمال مديحة يسرى صنع لها أحد فنانى النحت من تلامذة الفنان محمود مختار، تمثالًا شهيرًا كانت تعتز به، وكثيرًا ما ظهرت إلى جواره فى العديد من الحوارات الصحفية والصور، وكتبت عنه فى بعض المقالات التى نشرتها مجلة الكواكب فى أعدادها القديمة والنادرة.
ومن ضمن هذه المقالات ما كتبته سمراء النيل لمجلة الكواكب فى عدد نادر، تحت عنوان «تمثالى طلسم»، ونشرت المجلة مع المقال صورة للفنانة إلى جوار تمثالها الجميل ذى اللون الأبيض.
وحكت مديحة يسرى عن حلم قامت بعده مفزوعة من نومها قبل الفجر، حيث رأت أن الروح دبت فى التمثال الذى وضعته فى الصالون، وتحرك من مكانه وظل يتجول بالشقة، وذهب إلى الفريجيدير، وأخرج منه مربى وفاكهة وزبدة وضعها على المائدة وظل يأكل.
وأشارت سمراء النيل إلى أنها تحدثت مع التمثال فى الحلم، وسألته: من الذى نقلك من مكانك وأمرك أن تأكل هذا الطعام؟
فأجابها التمثال بعدم اهتمام قائلًا: ومن تكونين حتى تكلمينى بهذه اللهجة؟ إننى أنا الحاكم بأمرى فى هذا البيت وأفعل ما أريد.
فأصيبت الفنانة الكبيرة بذعر كبير، لازمها بعد أن استيقظت من نومها، وسألت مفسرى الأحلام، فقال لها بعضهم إنها أضغاث أحلام، بينما قال لها آخرون، إن الأرواح تتقمص التماثيل على حسب معتقدات الفراعنة، وأن نحت التماثيل للأشخاص أمر مكروه وحرام.
وأكدت الفنانة الكبيرة، أن نظرتها للتمثال تغيرت بعد هذا الحلم ولم تعد تراه مجرد قطعة حجر صنعتها يد فنان ماهر، بل رأت فيه شيئًا غامضًا، أشبه باللغز أو الطلسم، وأصبحت تحبه كأنه قطعة منها.
وبعد مرور أكثر من 70 عامًا على صناعة هذا التمثال، وفى زيارة لـ«انفراد» لمكتب الفنانة الراحلة مديحة يسرى، كشف ابن شقيقها ووريثها خليل حبيب ،عن مقتنيات نادرة لعمته الفنانة الراحلة ومن بينها هذا التمثال النادر، والذى تغير لونه إلى اللون الأسود البرونزى، وتحدث حبيب عن قصة هذا التمثال.
وقال ابن شقيق سمراء النيل: التمثال ده عمره أكثر من 70 سنة، عملوا فنان اسمه كامل جاويش، وكان من تلامذة محمود مختار، وكانت عمتى تعتز به بشدة، وظهرت إلى جواره فى العديد من الصور والمجلات.
وتابع: وجدت صورة للمثال كامل جاويش، وهو يصنع التمثال لعمتى، وكتب على ظهر الصورة إهداء باسمه، بتاريخ 13 سبتمبر 1951.
وظهر فى الصورة النحات وهو منهمك فى صناعة التمثال، بينما تجلس أمامه الفنانة الكبيرة مديحة يسرى، وكتب فى الإهداء على ظهر الصورة: «إن فنانًا تجلسين إليه ولا يخرج تحفة.. أحرى به أن يترك الفن وشأنه.. كل عام وأنت دائمًا فى القمة.. قمة المجد والفتنة.. المثال كامل جاويش 13 - 9 - 1951».
وعن تغير لون التمثال من الأبيض إلى الأسود، قال خليل حبيب: كان لون التمثال أبيض كما ظهر فى العديد من الصور، ولكن كان أصدقاء عمتى ومعجبوها بيتصوروا معاه كتير فكان لونه يتغير، ولذلك غيرت عمتى لونه إلى هذا اللون اللون البرونزى.