تعددت المشاهد التى ظهر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى، على مدار عامين من حكمه، لينتصر للمرأة ومكانتها، وتأكيده الدائم على عظمة المرأة ودورها فى المجتمع، فلم تخلو واقعة اعتداء أو إساءة لسيدة مصرية خلال العامين الماضيين، إلا وحرص الرئيس السيسى، على تقديم الاعتذار لسيدات مصر تقديرًا وإجلالًا لمكانتهن، محاولًا بشتى الطرق التخفيف عن ضحايا تلك الوقائع وتعويضهن بالتشديد على المسئولين بضرورة محاسبة كل من أخطأ وتجاوز فى حقهن وفقًا للقانون، كما أن كلماته بالتقدير والإشادة لم تقتصر على أوقات المحنة والأحداث التى تحمل إساءة للمرأة فقط، بل كانت تلك الكلمات ملازمة لجميع خطاباته منذ أن كان وزيرًا للدفاع، وعقب ثورة 30 يونيو، حيث ثمن دور المرأة فى العديد من خطاباته فى ثورتى 25 يناير، و30 يونيو.
السيسى لسيدة التحرش بالتحرير: "حقك علينا كلنا وأنا تحت أمرك".. ويقدم لها بوكيه ورد
ويرصد "انفراد"، المشاهد التى اعتذر فيها الرئيس السيسى، أو تقدم بكلمات الإرضاء لسيدات مصر عما بدر من إساءة تجاه أحداهن، ففى يوم 11 يونيو 2014، زار "السيسى"، السيدة التى تحرش بها مجموعة من الشباب بميدان التحرير، أثناء مشاركتها فى الاحتفالات الشعبية لتنصيبه رئيسًا للجمهورية، عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية أمام منافسه حمدين صباحى.
وقدم الرئيس السيسى، للسيدة خلال زيارته لها بالمستشفى، "بوكيه ورد"، وقال لها: "ازى حضرتك، معلش حقك علينا، حقك علينا كلنا، حمد الله على السلامة، وأنا تحت أمرك، ولن أخاطب وزير الداخلية أو وزير العدل، بل سأخاطب كل جندى فى مصر، شرطة مدنية أو جيش فى كل منطقة وأقول لكل ضابط صغير لا يمكن أن يحدث هذا في مصر أو يستمر".
وأضاف السيسى: "أتحدث إلى كل مصر، وأقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع وهذا لا يجوز، حتى لو كان حالة واحدة، وأقول للإعلام هناك مسئولية علينا وعلى الجميع، الإعلام والشرطة والقضاء ولكل رجل عنده نخوة وشهامة أقول له عيب عليك أن تترك هذه الحالة تحدث أو تتكرر مرة أخرى"، ثم توجه للضحية قائلًا: "أنا أعتذر لك وكدولة لن نسمح بذلك مرة أخرى، وستكون لنا إجراءات فى منتهى الحسم، وجئت إلى هنا لأقول لك ولكل سيدة مصرية "أنا آسف"، أعتذر لكن كلكن سامحننى، وإن شاء الله ستكونين فى أتم صحة وعافية".
السيسى يعتذر لأمير قطر عن إساءة الإعلام لوالدته: "أرفض الإساءة لأى سيدة فى العالم"
وفى أواخر شهر سبتمبر 2014، أعتذر الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثانى، عن أى إساءات صدرت ضد والدته الشيخة موزة بنت ناصر، فى الإعلام المصرى، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كشف الرئيس السيسى عن اعتذاره فى أحد الحوارات الصحفية قائلًا: "لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأى شكل من الأشكال، ولذلك قلت لأمير قطر من فضلك بلغ والدتك عنى الاعتذار، لأننى لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أى سيدة من أى مكان فى العالم".
السيسى معزيًا أسرة شيماء الصباغ: "دى بنتى ووجهت وزير الداخلية بمعاقبة المخطأ"
ولم تنتهى مواقف الرئيس السيسى، الداعمة لمكانة المرأة عن هذا الحد، ففى يوم 1 فبراير 2015، طالب اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية آنذاك، بإظهار الحقيقة فى مقتل شيماء الصباغ، القيادية بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، التى قتلت أثناء فض الشرطة مسيرة كانت تشارك فيها بمنطقة وسط البلد.
وقال السيسى حينها، موجها حديثه إلى وزير الداخلية: "أشهد الناس عليك بإظهار الحقيقة فى مقتل الشهيدة شيماء الصباغ"، كما قدم تعازيه لأسرة الشهيدة قائلًا: "كل أبناء وبنات مصر أولادى وبناتى، وهذه ابنتى، ولا يمكن لأحد أن يشكك فى ذلك، وأنا كلمت وزير الداخلية من كام يوم وتحدثت معه فى واقعة استشهادها، شيماء ابنتى، وخالص التعازى لها ولأسرتها، ولكل من يتألم لها من المصريين".
وكانت تلك الكلمات خلال لقائه مع رجال الجيش والشرطة فى مسرح الجلاء، التى استكملها: "أى خطأ فرد لا يمكن أن تتحاسب عليه مؤسسة كاملة، وهو ما نحتاجه فى دولة المؤسسات، ونحن نحتاج إلى دولة القانون والمؤسسات يتم فيها محاسبة أى مخطئ وذلك لن يهدم المؤسسة، ونحن نقوم بذلك من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة، فأحيانا تكون مصداقية المؤسسة على المحك، وليس عيبا أن نعترف بأى خطأ مهما كان حجمه".
السيسى يستجيب لاستغاثة "سيدة البرلمان" لعلاج ابنها
وفى مشهد أخر، يوم 13 فبراير 2016، تواجدت سيدة أمام مقر مجلس النواب بشارع القصر العينى، فى انتظار خروج موكب الرئيس عبد الفتاح السيسى، عقب إلقاء كلمته فى البرلمان، وفور انطلاق الموكب، صرخت السيدة مستنجدة بالرئيس، طالبة مساعدته فى معالجة ابنها، وقالت السيدة التى تدعى كريمة محمد البرديسى، فى تصريحاتها لـ"انفراد" –حينها- "ابنى بيموت.. عنده ورم سرطانى فى المخ وأخدت موافقة من مجلس الوزراء على علاجه فى الخارج.. وصرف مبلغ 12 ألف دولار من الدولة لسفرة أمريكا لتلقى العلاج.. ولكن فى أمريكا رفضوا عشان العملية تكلفتها 285 ألف دولار، وبطالب الرئيس السيسى، بالتدخل لإنقاذ ابنى".
ولم تمر ساعات طويلة، حتى جاءت استجابة الرئيس السيسى، سريعة لاستغاثة الأم المصرية التى استنجدت به، حيث اتصلت بها رئاسة للجمهورية، وحددت لها لقاء لمقابلتها وبحث مشاكل ابنها المريض، الذى بدأ فى تلقى العلاج بالفعل بمتابعة مؤسسة الرئاسة.
السيسى لـ"سيدة المنيا": "متاخديش على خاطرك مننا ولن يفرق أحد بين المصريين"
واليوم، يهل علينا الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى موقف مشابه إن لم يكن فى تفاصيل الحادث، ولكن يأتى التشابه فى موقفه الثابت فى الانتصار للمرأة المصرية، حيث استغل الرئيس كلمته اليوم الاثنين، الموافق 30 مايو 2016، خلال افتتاحه المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات، للتعليق على قضية الإساءة للسيدة المصرية بمحافظة المنيا، قائلًا: "لم أقل سيدة كذا مصرية، لأننا كلنا واحد ولنا حقوق وواجبات متساوية كل سيدات مصر لهم منا كل التقدير والاحترام والمحبة".
وأضاف السيسى: "لما قلت عظيمات مصر كنت أعنى الكلمة، ولا يليق أن يتكرر اللى حصل ده مرة أخرى، أى حد هيغلط أيا من كان هيتحاسب، أرجو من السيدة المصرية ألا تأخذ على خاطرها مما حدث، ولازم تكونوا متأكدين إننا نكن كل الاحترام للمصيرين، ولا أقبل أن يتكشف سترنا لأى سبب وبأى شكل من الأشكال، ولا أحد يفرق بين المصريين وبعضهم".