الذكرى 44 لرحيل العندليب الأسمر من مسقط رأسه.. أهالى قرية الحلوات يحكون قصصا للمرة الأولى: كان طفلا شقيا .. أقام حفلا غنائيا لجمع تبرعات إنشاء جامعة الزقازيق وخصص رواتب شهرية للفقراء

"لو حكينا يا حليم .. نبتدى منين الحكاية".. من قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، كانت بداية حكاية العندليب الأسمر الفنان الراحل "عبد الحليم حافظ"، الذى تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الــ 44 على رحيله فى 30 مارس عام 1977. " انفراد"، زار قرية الحلوات، والتقى عددا من الأهالى الذين عاصروا فترة العندليب، وقصوا العديد من المواقف الإنسانية له مع أهالى القرية. "كان ريفى زينا كده وشفته على الطبيعة لما نزل القرية فى المناسبات العامة" قالها "محمد سعيد"، موظف بالتربية والتعليم من أبناء القرية، أثناء تواجده لرعاية أرضه الزراعية بجوار الترعة التى كان يسبح فيها العندليب فى طفولته، قائلا، " كان فى بدايته ريفى زى أبناء القرية، وعندما سافر مصر وأصبح مطربا معروفا فى الوطن العربى لم يتغير على أهالى بلدته وكان مساهما فى كافة أعمال الخير بالقرية، ولا يترك مناسبة إلا ويرسل المال مع أقاربه" . "أول من أدخل لنا الإنارة وربنا كان يرزقه من أجل الفقراء بالقرية".. هكذا قال محمد عبد الفتاح إبراهيم" 90 عاما، أكبر مسن بقرية العندليب، مؤكدا أن العندليب يكبره بستة أشهر فقط، وكان يلهو معه فى طفولته، وكان طفلا شقيا يترك الصغار ويلهو فى المصارف والترع، وفى صباه تولى تربيته خاله الحاج "متولى عماشة" حتى أصبح فنانا مشهورا وربنا كان يرزقه من أجل الفقراء الذين كان لهم نصيب من أمواله، فهو أول من أدخل الإنارة بالقرية فترة رئيس الوزراء على صبرى، وكان دائما فى الخيرات واسع الرزق، فى المناسبات الدينية كان يرسل لنجل خالته الحاج "شكرى" الأموال لكى يوزعها على الفقراء ويشترى العجول ليذبحها فى عيد الأضحى ومولد النبى. وأضاف: فضلا عن دوره فى إنشاء جامعة الزقازيق وأقام حفل غنائى كبير حضره العديد من الفنانين لجمع تبرعات لوضع حجر أساس جامعة الزقازيق، وبنائه مسجد الفتح بمدينة الزقازيق، وتجديد مسجد المشايخ بالقرية، مضيفا أنه ورث العمل الخيرى من والده، الذى عمل مؤذن مسجد المشايخ بالقرية، ويقوم بتنظيفه ويملأ الخزانات بالمياه، وكان رجل طيب" . وقال" أحمد كامل أحمد نوارة" 60 عاما من أبناء القرية، أحد جيران العندليب، إن والده أشترى منزل أسرة العندليب، الذى ولد فيه قبل رحيل أشقائه إلى القاهرة، وكان يخصص رواتب شهرية للفقراء بالقرية، وساهم فى إنشاء الوحدة الصحية بالقرية، وكان إجتماعى وبسيط، ويوم العيد كان يرسل الأضحية وتوزيعها على أهالى القرية، مؤكدا أنه تبرع للقرية ببناء مسجد ووحدة صحية، واشترى ماكينة توليد كهرباء للقرية، لتصبح أول قرية بالمحافظة يتم إدخال فيها الكهرباء. وأضاف كامل، أنه كان يأتى إلى القرية وقت زيارتها، ويجلس معهم، ويتناقش معهم فى أمورهم الشخصية، مؤكدا أن شقيقته كانت تحى ذكراه فى القرية حتى وفاتها، وكان يتم إقامة حفل كبير فى مركز شباب القرية ويحضره عدد من الفنانين، وبعد وفاتها توقفت الإحتفالات، ونتمنى من وزارة الثقافة إعادتها مرة ثانية لكى يعى الجيل الجديد من القرية التاريخ الحافل للعندليب الأسمر. أضاف السيد على محمد 27 سنة فلاح، أنه سمع من أسرته أن العندليب كان طيبا، ولم يبخل على البسطاء بالقرية، وكان يخصص لهم رواتب شهرية، وشقيقته الكبرى الحاجة "عالية" كانت تشرف على إقامة حفل سنوى بالقرية فى ذكرى وفاة العندليب، وبعد وفاتها توقف الحفل السنوى الذى كان ينتظره أهالى القرية مثل ليالى العيد والذى كان متنفس للجميع، وكان له فيلا بالقرية يمر بسيارته من أمام حقلنا للذهاب إليها، وتم بيعها بــ 45 ألف جنيه فترة حياة الحاجة عالية شقيقته. فيما سرد عبد العزيز الغمري، وشهرته "عبده الغمري" 88 عاما، موقفا من المواقف الإنسانية للعندليب، وهو شاهد عليه، قائلا، كان كله خير لأهله وأهل قريته، ففى ليلة من الليالى عقب صلاة العشاء فى إحدى السنوات، كانت القرية لم تدخلها الإنارة بعد، وبعد خروجه من المسجد فوجئ بشخص يرتدى ملابس أفرنجية، يطالبه بالذهاب معه إلى عدد من منازل الفقراء بالقرية، وكان ذلك قبل وقفة عيد الأضحى بيوم، ولم يعرف أنه "عبد الحليم حافظ" كان يسمعه فى الإذاعة فقط، ورافقه فى زيارة لكل منازل الفقراء، وكان يعطى لهم ما يستطيع، حيث زار 45 منزلا وقدم لهم الهدايا والدعم ليلة العيد. وأضاف الغمرى، أن العندليب الأسمر عزمه على مشروب القهوة فى منزل خاله، وعرف أنه "عبد الحليم" وقدم عيديات لأطفاله بمبلغ 20 جنيها وده كان مبلغ كبير فى ذلك الوقت، وأنه أخذه ونزل فى اليوم التالى وذهب مباشرة إلى السوق واشترى "عجل" بالمبلغ، ثم شاهد العندليب مرة ثانية أثناء حضوره لشراء ماكينة إنارة على نفقته الشخصية لأهالى قريته. فيما قال رأفت الشوادفى، رئيس الوحدة المحلية بقرية الحلوات، إن تعداد سكان القرية يقدر بـ 30 ألف نسمة ويتبعها 16 تابع، وأن النشاط الأساسى بالقرية هو الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعى، موضحا أنه فور الإنتهاء من توصيل الغاز، سوف يتم إعادة ترميم وتجميل النصب التذكارى للعندليب بمدخل القرية. وتمر اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 44 على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذى رحل عن عالمنا فى 30 مارس 1977، عن عمر ناهز 48 عاماً، ولد عبد الحليم حافظ فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية فى 21 يونيو 1929، وكان الابن الأصغر بين أربعة أخوة هم إسماعيل، ومحمد، وعلية، وقد توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عامه الأول توفى والده ليعيش يتيم الوالدين، وعاش فى بيت خاله الحاج متولى عماشة وكان دائم اللعب مع أولاد عمه فى ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا، الذى عانى منه كثيرا، وعاش فترة من حياته فى ملجأ أيتام الزقازيق، وساهم فى بناء جامعة الزقازيق ومسجد الفتح بمنطقة المبرة الذى يعرفه الأهالى باسم مسجد "عبد الحليم حافظ". العندليب تألق كثيرا فى عالم السينما والغناء وقدم للسينما 16 فيلما مع أجمل بطلات السينما المصرية، وقدم 250 أغنية، ومن أبرز أعماله التى ظلت بصمة ورمز مصري: "أغنية الوداع"، "أيام وليالي"، "أيامنا الحلوة"، "ليالى الحب"، "لحن الوفاء"، "دليلة"، "موعد غرام"، "بنات اليوم"، "الوسادة الخالية"، "فتى أحلامي"، "شارع الحب"، "حكاية حب"، البنات والصيف"، "يوم من عمري"، "الخطايا"، "أدهم الشرقاوي"، "معبودة الجماهير"، "أبى فوق الشجرة"، "أرجوك لا تفهمنى بسرعة"، "إحنا الشعب"، "الله يا بلدنا"، "الوطن الأكبر"، "حكاية شعب"، "الجزائر"، "صورة"، "عدى النهار"، "أحلف بسماها"، "البندقية اتكلمت"، "عاش اللى قال"، "النجمة مالت على قمر"، "قارئة الفنجان"، "أهواك"، "على قد الشوق"، "النجمة مالت على قمر"، "أنا من تراب"، "ورق الشجر"، "بين صحبة الورد"، "خلينى كلمة".
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;