بعد ترويج شائعة وفاته مرات عديدة، قطعت روح الدكتور كمال الجنزورى، رئيس وزراء مصر الأسبق، الشك باليقين، وفاضت صباح اليوم، الأربعاء 31 مارس 2021 إلى جوار ربها، بعد صراع طويل مع المرض.
ولد الدكتور كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق، في قرية جروان بمركز الباجور بمحافظة المنوفية في 12 يناير 1933، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشجن الأمريكية؛ وشغل العديد من المناصب بالدولة المصرية، حيث سبق أن شغل منصب محافظ الوادي الجديد ثم محافظ بني سويف، وأسند له إدارة معهد التخطيط القومي ثم أصبح وزيراً للتخطيط، ثم نائبًا لرئيس الوزراء.
وتولي الدكتور الجنزوري، رئاسة الوزراء لأول مرة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال الفترة من 4 يناير 1996 إلى 5 اكتوبر 1999.
وعقب أحداث ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، كلفه المجلس العسكري بتشكيل الحكومة حيث أدى اليمين الدستورية في ديسمبر 2011 واستمر فيها حتى يونيو 2012.
ومنذ أن سيطرت جماعة الإخوان الإرهابية علي مجلس الشعب، بدأت التخطيط لإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى، عن طريق سحب الثقة منها عبر مجلس الشعب، الذى يمثل حزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة، أغلبيته البرلمانية، حيث كان الدكتور الجنزوري يعمل لصالح الوطن في ظروف بالغة التعقيد، في حين كانت تبحث الجماعة عن مصالح التنظيم فقط؛ حتي أن الجماعة هددت بالنزول إلى الشارع في مظاهرات كبيرة للمطالبة برحيل حكومة كمال الجنزوري.
وفي 25 يونيو 2012 عقدت حكومة الدكتور كمال الجنزورى بكامل هيئتها، اجتماعاًَ عاجلاً بمقر الحكومة المؤقت بمدينة نصر، بناءً على دعوة الدكتور الجنزورى، بعد إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية وفوز مرشح الإخوان محمد مرسى بمنصب الرئيس، حيث تقدمت باستقالتها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتولت تسيير الأعمال حتى تسليم السلطة في 30 يونيو من نفس العام.
أُطلق علي الجنزوري لقب "وزير الفقراء"، وأيضًا "الوزير المعارض"، حيث كان يختص برعاية محدودي الدخل، ويعتمد سياسات لصالح الفئات الأولي بالرعاية، وهو صاحب فكرة الخطة العشرينية التي بدأت في 1983 وانتهت عام 2003.
كما يحسب للدكتور الجنزوري، خلال رئاسته للوزراء في حقبته الأولي، بلورة أفكار ومشروعات ضخمة ساهمت في تسريع عجلة الإنتاج والزراعة والأمن الغذائي، بعيدًا عن منطقة وادي النيل المزدحمة، مثل مشروع توشكى، وشرق العوينات، إضافة إلي توصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس.
وكان الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق وجه رسالة إلى مصدرى شائعات وفاته خلال السنوات الماضية، حيث تجاوز عدد الشائعات 6 مرات، قائلًا لـ"انفراد": "عيب ما يصحش كده، كل واحد ليه أقارب ومحبين بيخافوا عليه، تخيلوا مدى تأثير تلك الشائعات عليهم، هذا ليس فيه سبقا إعلاميًا ولا مهنية، وليس فيه شيئًا من الأخلاق أبدًا، بل يجب أن نعلم أنه ضررًا على حياة أسر بأكملها، أناشدكم الدقة والتحلى بالأخلاق".
من جانبه، نعي الرئيس عبد الفتاح السيسى، الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق.
وكتب الرئيس السيسى، عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي:"فقدت مصر اليوم رجل دولة من طراز فريد، هو الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق.
وأضاف الرئيس :"كان الراحل بارًا بمصر، وفيًا لترابها وأهلها، وصاحب يدٍ بيضاء في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية، وكانت له مكانته العلمية، ورؤيته الحكيمة، وقدراته القيادية المتميزة والناجحة، فضلًا عن أخلاقه الرفيعة العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مراحل مصيرية وحاسمة من تاريخ هذا الوطن".
واختتم الرئيس نعيه للجنزوري، بخالص الدعاء بأن يرحم الله الفقيد الغالي، كما توجه بخالص عزائه لأسرته وأهله، داعيًا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.