في ركن صغير بجانب المنزل وعلي مدار سنوات بدأ عاطف محمد فى تعلم صناعة الفوانيس ومجسمات الجوامع من بقايا الزجاج للاستفادة منها بدلًا من إلقائها، ليتقن تلك الصنعة عن طريق الممارسة والمحاولة ليصبح من أمهر العاملين في ذلك المجال.
بدقة ومهارة يبدأ عاطف صناعة المجسم بعد الانتهاء من تصور مرسوم علي الورق، وترص يداه الزجاج بعناية علي الجزء الخشبي الذي أعده مسبقًا لتشكيل المجسم.
يمكث عاطف محمد بالساعات داخل الغرفة الصغيرة ليمارس هوايته المفضلة بعد الانتهاء من عمله كصنايعي كهرباء لتساعده تلك المهارة علي الكسب للإنفاق علي أسرته، بالإضافة إلي استكمال العمل في هوايته المفضلة التي أحبها منذ 20 عاما، فيطلب المقربين منه أن يصنع فانوسًا أو مسجدًا لوضعه كنوع من الزينة في المنازل أو الشقق السكنية، ويطلب منه صنع الفوانيس مع اقتراب شهر رمضان.
لا يمتلك عاطف محمد محل لترويج أعماله فيكتفي بالإعلان علي صفحات فيس بوك وعرض الأشكال التي ينتهي منها، ويأمل أن يزيد الطلب علي ما يقدمه من أعمال يدوية تجمل قيمة الصنع اليدوي وتستغرق أيام لصناعتها، بالإضافة إلي مكانًا يعرض فيه ما يقوم بإنجازه.
وقال عاطف محمد، من أهالي نقادة جنوب محافظة قنا، إنه بدأ عمل المجسمات الخاصة بالمساجد والفوانيس منذ أكثر من 20 عاما، حيث تعلم الصنعة من تلقاء نفسه عن طريق الممارسة والنظر إلي الرسومات والأشكال المقاربة من أعماله، كما أن صناعة المجسمات من الزجاج هي هوايته المفضلة منذ سنوات، حيث يستخدم فيها الأخشاب والمسامير والغراء والزجاج القديم ليصنع منها الأشكال.
وأوضح عاطف محمد، أنه يحصل علي الزجاج من جار له يعمل في بيع الزجاج بسعر رخيص وبدون نقود في بعض الأحيان، لافتًا إلى أنه يبدأ في صناعة الخشب في البداية ثم تصميم الزجاج ولصقه بالغراء وتحديد الألوان، وتقطيع الزجاج تعلمه من تلقاء نفسه، حيث تحتاج الصنعة للصبر ويستغرق الفانوس 3 أيام للانتهاء منه.
وأشار عاطف محمد، إلي أن المواد التي يستخدمها في لصق الفوانيس والزجاج بسيطة ومتوفرة وتظل لفترات طويلة فهناك فوانيس موجودة منذ عام 2013 وما زالت محتفظة بقوامها، مضيفة أنه يقوم برسم المجسم في البداية علي ورق ثم يصمم الأخشاب التي ترص عليها الزجاج ويبدأ في العمل بدقة ومهارة وعناية، ويحتاج تقطيع الزجاج إلي شخص متمكن من ذلك لصعوبة تقطيعه إلي أجزاء صغيرة لكتابة الكلمات ورسم الأشكال علي الفوانيس والجوامع.
ولفت صانع الفوانيس، أن الإقبال علي شراء الفوانيس وطلب صناعته يكن قبيل شهر رمضان وذلك عن طريق التواصل بالتليفون أو صفحة الفيس بوك، حيث لا يمتلك الصانع محلًا لعرض منتجاته اليدوية التي تستغرق وقتا طويلًا لإنجاز قطعة واحدة، علي عكس الفوانيس التي تورد من مصانع.
" بتعلمني الصبر" هكذا تابع عاطف محمد حديثه عن صناعة الفوانيس والوقت الذي يستغرقه في الصناعة، مؤكدًا أنها تعلمه الصبر كما تزيد من خبراته في عمل أشكال متطورة يضيف لها أنواع جديدة من الزجاج لتحسين المنظر الجمالي لها.