لماذا لا يستقيل أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام؟ سؤال تطرحه الأوساط الصحفية والإعلامية والثقافية والنخبوية والشعبية، ولا مجيب.. ولا نعرف على وجه الدقة سببا لتمسك "هيكل" بالمنصب، وتجاهله لرفض من يعبر عنهم أو بالتعامل معهم إن أردنا الدقة، وهم الصحفيون والإعلاميون بشكل عام، إضافة إلى العديد من المخالفات التى رصدها الاستجواب المقدم فى مجلس النوب، ومنها اتهام "هيكل" بالتقصير والفشل فى أداء مهام منصبه المكلف بها، واستمرار ارتكابه مخالفات مالية وإدارية بالشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي بالمخالفة للدستور والقانون.
وجاء فى الاستجواب الذى يعد من أهم الأدوات الرقابية فى مجلس النواب، ومع ذلك تجاهله أسامة هيكل، ربما لعدم وجود إجابات شافية حول ما قدمه النائب نادر مصطفى الذى أعلن أنه "تقدم باستجواب ضد وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل بعد رد غريب من الوزير باعتذاره للمرة الثانية عن الحضور للجنة؛ موضحا أن الوزير أساء التقدير ولم يكن سياسيا محنكا برفض المثول لاستدعاء البرلمان للمرة الثانية، ويتحجج بارتباط يمنعه عن عدم الحضور لمجلس النواب وهو أمر غير لائق، لافتاً إلى أن النواب أصابتهم حالة من الذهول بعد اعتذار وزير الدولة للإعلام عن الحضور، مشيرا إلى أنها مراوغة سياسية وأنه لا يعلم لماذا يهرب الوزير".
لا نعرف تحديدا ما المنطق في أن يتمسك مسئول بمنصب رغم رفض من عُين من أجلهم، ثم ماذا يضيف له المنصب، ألا يعتبر أنه تكليف وليس تشريفا!!، فالتكليف مسئولية، هل وصل أسامة هيكل لدرجة من التضحية تدفعه لتحمل مسئولية ملف جميع المنتمين له أو أغلبهم لا يرغبون في استمراره؟
أسئلة محيرة فعلا، مازلنا نبحث عن إجاباتها، وإجاباتها لدى الزميل أسامة هيكل لكنه لا يجيب.
أنا هنا سأخطب الوزير مباشرة بتساؤلات أيضا منها مثلا: ألم يلفت نظرك التفاف الكتيبة الإعلامية حول الزميل كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام في الوقت الذى يتجاهلونك تماما؟ ألم يلفت نظرك كم الهجوم الذى تواجهه من زملاءك في المهنة وابتعادهم عنك؟ هل تنتظر قرار بالإقالة قبل أن تتخذ قرار الرحيل بنفسك؟ أنا شخصيا لا يرضينىإقالتك وأنت صحفى كبير وزميل تصلح لأن تشارك في توعية الرأي العام من خلال مقالاتك وكتاباتك، وتصلح أن ترأس تحرير صحيفة كبرت او صغرت وأنت في البداية والنهاية صحفى بارع فعد إلى صفوفنا مرحبا بك نشاركك في توعية وتنوير الشعب ويتعلم منك صغار الصحفيين، وساعتها ستجد دورا مناسبا لك بعيدا عن المناصب الرسمية.
على أي حال، أود التأكيد على أن مطالبتى باستقالة أسامة هيكل، بعيدة كل البعد عن تقديري له كزميل، لكن المصلحة العليا لمصر وإعلام مصر الذى يحارب أهل الشر وإعلامه أيضا، تقتضى أن نؤكد أن "هيكل" فشل فى قيادة دفة التوعية والتنوير للمشروعات القومية، ومواجهة الإعلام المتربص بالدولة المصرية، غير أن الإعلام نفسه بعيدا عن وزير الدولة للإعلام نجح فى فضح مخططات إعلام الشر، بل وانبرى فى تعريف المصريين بما يتحقق من إنجازات من أجل بناء دولة حديثة قوية.
وقد تتساءل معالى الوزير: لماذا يرفضنى الصحفيون تحديدا؟ وأجيبك إن كنت لا تعرف على النحو التالى:
1- أنت دخلت في عداء مع الجماعة الصحفية والإعلامية بشكل كامل، فعاديت الصحفيين والإعلاميين، عندما ارتميت قاصدا أو دون قصد في معسكر إعلام الشر القابع في عواصم أوروبية وعربية، لم تحالفهم صراحة لكنك ساعدتهم في تشويه إعلامنا، عندما زعمت بأن لا تأثير لقنواتنا وصحفنا ومواقعنا، فتلقف الأشرار تصريحاتك غير المسئولة وغير الصادقة بالمناسبة، واستندوا إليها في تشويه إعلامنا ولما لا وأنت الوزير، أي خبرة مهنية أو سياسية استندت إليها وأنت تدلى بتصريح كهذا، أتحارب في خندقنا أم تساعد الأعداء، لا نغرف في الحقيقة كيف أدليت بهذه التصريحات الغريبة وماذا استهدفت، وأى كان مبررك فأنت مدان، فإن كنت تعلم خطورة ما قلت فتلك مصيبة، وإن كنت تجهل فالمصيبة أعظم، ولن نقبل تبريراتك لأنك مسئول، يعى ما يقول، ويفترض عليه اختيار ما ينطق به.
2- أنت تسببت في ضرر معنوى للدولة، بتشويه إعلامها، الأمر الذى استند له خفافيش الظلام عند مخاطبتهم المؤسسات الدولية المعنية بالإعلام أو منظمات حقوق الإنسان المشبوهة وهو عكس ما تدعيه من أن مهمتك تتثمل في إدارة سمعة الدولة، هل قصدت إدارة هذه السمعة نحو التشويه والعار، أنت أسأت يا معالى الوزير لسمعة الدولة.
3- أنت لم تقدم إنتاجا يذكر في الملف الذى تدير، قل لى يا معالى الوزير بالله عليك: ما هي الأطروحات والأفكار التي قدمتها لتطوير ملف الإعلام، نحن نفتقدك يا رجل طوال الوقت، حتى اعتقدنا بأن منصبك للتشريف وليس لإنجاز مهام على غرار كل أعضاء الحكومة اللذين يقدمون نجاحات مبهرة في ملفاتهم.
4- مكرم محمد أحمد، أستاذنا جميعا، ولن ننسى أنك تعاليت عليه، ما كان يحق أن تتعامل بهذه الطريقة مع قيمة وقامة، يجمع الصحفيون بمختلف توجهاتهم على أنه علامة فارقة في العقود الأخيرة، والحقيقة دعنى أهمس لك أن سوء معاملتك له وخلافك مع رجل بهذا الحجم على مكتب أوجعنا جميعا وقتها وما زال، ولن ننسى لك أو لأى صحفى أو حتى مسئول تجاوزه في حق قاماتنا الإعلامية، تماما كما لا نقبل عليك مزيد من الرفض ولن ترضينا إقالتك من قبل رئيس الحكومة، ونناشدك بتقديم استقالتك من المسئولية الرسمية والعودة إلينا مرحبا بك.