على الرغم من أن اسم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ارتبط خلال وجوده فى البيت الأبيض باسم "دايت كوك" وهو مشروبه المفضل من المياه الغازية، إلا أن هذا لم يمنعه من مهاجمة الشركة المصنعة له "كوكاكولا"، وعدد من الشركات الأخرى التى عارضت قانون للانتخابات تم تمريره مؤخرا فى ولاية جورجيا، أيده ترامب حيث يفرض قيودا على التصويت الغيابى الذى حمله الرئيس السابق مرارا مسئولية "التلاعب بالأصوات" وعدم فوزه بولاية ثانية.
القصة بدأت بعدما أقرت ولاية جورجيا الأمريكية الأسبوع الماضى تشريعا لمحارية التلاعب والتزوير فى الانتخابات، وذلك بفرض رقابة مشددة على هوية الناخبين الذين يصوتون غيابيا عبر البريد، وتقليل عدد صناديق الاقتراع المثبتة بالشوارع للإدلاء بالأصوات الغيابية، إلى جانب حظر توزيع الماء والطعام فى طوابير الناخبين المنتظرين للإدلاء بأصواتهم.
وعلى خلفية هذا القانون، واجهت كبرى الشركات الأمريكية التى تتخذ من ولاية جورجيا مقرا لها ضغوطا للتعبير عن رفضهم له، ومن هذه الشركات كوكاكولا وشركة الطيران الأمريكية دلتا ودورى البيسبول، والتى اصدرت بيانات بالفعل تعبر عن رفضها للقانون.
ودعا ترامب أمس، السبت، إلى مقاطعة الشركات التى عرضت قوانين التصويت الجديدة فى ولاية جوريا، ومن بينها شركة كوكاكولا ودلتا للطيران وغيرها من الشركات الكبرى.
وقال ترامب إن الديمقراطيين اليساريين الراديكاليين قد هددوا بمقاطعة المنتجات لسنوات عديدة، والآن فإن اليسار يقضى وقت طويلا مع ثقافة "إلغاء اليقظة". وتابع الرئيس السابق قائلا: حان الوقت لكى يبادلهم الجمهوريين الشعور.
وقال ترامب هذا عبر بيان من مستشارته القانونية جينا إليز. وجاء فى البيان: " إن الوقت قد حان أخيرا لكى يرد الجمهوريون والمحافظون، فلدينا ناس أكثر مما لديهم، قاطعوا رابطة بيسبول المحترفين، وكوكاكولا ودلتا للخطوط الجوية وجي بيه مورجان وفياكوم سى بى إس وكيسكو ويو بى إي وميرك.. لا تعودوا إلى منتجاتهم حتى يتراجعوا. يمكنهم خوض اللعبة أفضل منه".
وتابع ترامب قائلا إن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 تم التلاعب بها.. وقال: لقد تلاعبوا وسرقوا بالانتخابات التي فزنا فيها بفارق كبير.
وكانت ولاية جورجيا قد مررت الأسبوع الماضى قوانين جديدة للتصويت فى الانتخابات تفرض إجراءات أكثر صرامة على هوية الناخب فى أوراق الاقتراع الغيابية، وعدد أقل من الصناديق الخاصة باستقبال الأصوات الغيابية، وتجريم جلب الطعام والماء للناخبين الذين ينتظروا فى طوابير للإدلاء بأصواتهم.
وكان رئيس شركة كوكا كولا جيمس كوينسى قد قال فى الأول من إبريل إن شركته تعارض قوانين التصويت فى جورجيا. وقال إنهم يريدون أن يكونوا واضحين ويؤكدوا بشكل لا لبس فيه أنهم يشعرون بخيبة أمل إزاء نتيجة تشريع التصويت فى جورجيا.
وكان الديمقراطيون قد انتقدوا التشريع الذى أقرته جورجيا بشدة، ووصفه الرئيس جو بايدن بأنه هجوم مباشر على الدستور.
وجاء إقرار مشروع القانون بعدما تمكن الديمقراطيون من الفوز بمقعدى مجلس الشيوخ الحاسمين فى جورجيا فى انتخايات جولة الإعادة، وهو ما رجح كفتهم فى المجلس. إلا أن الجمهوريين الذين دعموا القانون يقولون إنه يجعل الانتخابات أكثر عدالة ويمكن أن يساعد فى منع تزوير الانتخابات.
وتقول نيوزويك إن تدخل شركة كوكاكولا أثار رد فعل هائل من أنصار ترامب الذين أعلنوا على السوشيال ميديا أنهم سيلبون دعوته ويقاطعون الشركة.
وكتب أحد أنصار ترامب، ولديه 13.700 متابع على تويترن يقول: حان الوقت لكى تقف أمة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" مع الرئيس ترامب وتقاطع تماما كوكاكولا ورابطة البيسبول.. إننا بحاجة لإرسال رسالة لهذه للشركات برفضهم تدخلهم فى الشأن السياسى.
