ضربت أزمة نقص "الغاز" محافظة شمال سيناء، وتسببت فى ارتفاع سعر أنبوبة الغاز لـ50 جنيها، وسط مطالب الأهالى للمسئولين بسرعة التدخل وضخ كميات إضافية من الغاز لمحطة العريش لتعويض النقص الحاد الذى تعانيه المحافظة، وأجمع الأهالى أن أزمة نقص الغاز، على أبواب رمضان مشكلة تستدعى تدخل كل الجهات ذات المسئولية لحلها تيسيرا على الأهالى وتخفيفا لمعاناتهم.
قال "محمد سالم" من أهالى مدينة العريش إن الأزمة متواصلة للأسبوع الثالث على التوالى، لافتا إلى أنهم كانوا يحضرون لمحطة الغاز الكائنة فى منطقة المساعيد لملء أنابيبهم بالسعر الرسمى المتعارف عليه، لكنهم منذ بداية الأزمة وهم فى حالة صراع فالوصول للمحطة شبة مستحيل بسبب الطوابير من الأهالى ممن ينتظرون الدور، وأنهم يعانون من البلطجة وسوء التنظيم على المحطة.
وأضاف "أسامة البلك" أحد الأهالى أن الأزمة تعكس إهمال المسئولين ومعاناة أهالى شمال سيناء اليومية فى حياتهم التى فاقت حد الوصف مع اقتراب الشهر الكريم، مشيرا إلى أن مشهد تجمع الآلاف من الأهالى ومئات السيارات أمام محطة الغاز من كل حدب وصوب من رفح شرقا إلى حدود مركز العريش غربا، لم يعير اهتمام المسئولين وهل تعلم الحكومة بأزمتنا لتحلها؟
وبدوره أبدى "ياسر عبد العظيم" من أهالى العريش غضبه الشديد من تفاقم أزمة نقص الغاز، وقال "أين المسئولين من حل الأزمة وهل يعقل أن نعيش عذابا لساعات طويلة للوصول لملء أنبوبة بوتاجاز أو نستأجر بلطجية ليتمكنوا من تعبئتها لنا بمبالغ خيالية تصل لـ50 جنيها، أو نشتريها من السوق السوداء بهذا المبلغ وأكثر".
وأضافت "يسرا خليل" ربة منزل، أن الأهالى فى العريش الذين لا تصل لمنازلهم شبكات الغاز يعيشون أزمة استفحلت فى الأسابيع الأخيرة، وأصبحت الأنبوبة عندما تفرغ تخلف فراغا فى المنزل، وعند طلب الحصول عليها من الباعة الذين يملئونها بأسعار ما بين 15 إلى 25 جنيها فى الأيام العادية يطالبوننا بمبالغ فوق الـ50 جنيها، ولا نجدهم وعند الذهاب للمحطة يقولون إن كمية الغاز محدودة ويتزاحم عليها الآلاف.
وأكد عدد من أصحاب الأفران الخاصة والمطاعم أن عملهم تراجع بسبب تعثرهم فى الحصول على الغاز، وأصبحوا يعملون فى نطاق ضيق وهو ما ألحق خسائر بهم.
وقال "محمود عيد" سائق سيارة لحمل الأنابيب بالشيخ زويد إنهم يحضرون من الشيخ زويد للعريش نظرا لتوقف عمل المحطة هناك، وأن الأنبوبة تصل للأهالى هناك فى الأيام العادية بمبلغ 25 جنيها، ومع تراجع وصول كميات الغاز للعريش أصبحت الأسعار تتضاعف، لأن السيارات الناقلة تحضر من الشيخ زويد وتنتظر أحيانا لأيام لحين الوصول لدورها فى التعبئة وسط زحام شديد ومعاناة.
مصدر بمحطة الغاز أكد أن الزحام أمام المحطة لا دخل للإدارة به، وتكمن المشكلة أن كميات الغاز التى تصل لمحطة العريش تراجعت نظرا لتعطل مرور شاحنات الغاز على الطريق واحتجازها لعدة أيام على كمين الميدان غرب العريش.
وأشار المصدر إلى أن الحل هو بفتح الكمين أمام مرور شاحنات الغاز المخصصة لمحطة العريش التى تغذى أيضا مركزى الشيخ زويد ورفح وبذلك تنتهى الأزمة، وقال على كل الجهات التنفيذية فى المحافظة ووزارة التموين والجهات الأمنية ذات المسئولية فى هذا الجانب التنسيق فيما بينها لتيسير وصول الشاحنات التى يتم احتجازها لأيام على الأكمنة، وعند وصولها لمدينة العريش يتم إيقافها.
من جانبه قال فتحى أبو حمدة مدير تموين شمال سيناء، إن شمال سيناء تعيش بالفعل أزمة فى الحصول الغاز وهى الشغل الشاغل للأهالى والمسئولين، مشيرا إلى أن محاولات التغلب على الأزمة بالعمل على دخول شاحنات غاز من كمين الميدان كان آخرها خلال الساعات الماضية 100 طن لمدينة العريش، وتخصيص 35 طنا لمركزى الشيخ زويد ورفح لنقلها فى أنابيب من محطة العريش وتوزيعها على الأهالى هناك.
وأعرب أبو حمدة عن أمله أن تنتهى الأزمة قريبا مؤكدا أن التموين جهة تنفيذية تحاول التيسير بدخول الشاحنات، وليست طرفا فى هذه الأزمة، وشدد على أنه بالفعل ليس كل المخصص لمحافظة شمال سيناء من الغاز يصل.