الاسم "سيجارة"، الجنسية "متعددة الجنسيات"، الحالة العائلية "أرملة"، العنوان "أفواه بليون مدخن فى العالم و19.6% من المصريين"، الصفة "مدمرة".. هكذا يمكن التعبير عن ظاهرة التدخين التى تكتسب يوما بعد يوم مشجعين جدد.
وفى اليوم العالمى للإقلاع عن التدخين أعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن إجمالى عدد المدخنين فى مصر وصل إلى 19.6% من السكان تبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 41% والإناث أقل من 1%.
وذكر البيان الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن 22.5% من إجمالى المدخنين من الفئة العمرية "25- 44 سنة"، وأكثر من 60% من المدخنين أعمارهم تتراوح بين 15 – 24 يوميا، وبسبب هذه النتائج تكون هناك 53% من الأسر معرضة للتدخين السلبى بسبب وجود فرد أو أكثر ضمن أفراد الأسرة مدخن، و68% من الأفراد معرضين للتدخين السلبى فى أماكن عملهم.
ويحاول المهتمون بمكافحة التدخين أن يحتفلوا فى عام ما بالإقلاع عن التدخين وليس بزيادة نسب المدخنين كما يحدث الآن، حيث كشف الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن 33% من المدخنين الحاليين حاولوا الإقلاع عن التدخين، ولكن عادوا لها مرة أخرى للتدخين.
وتقول الدكتورة نسرين دبوس، رئيس مجلس إدارة جمعية "حياة بلا تدخين": "تقتل السجائر واحدا من بين كل 10 بالغين فى العالم حتى وصل عدد الوفيات من السجائر إلى 6 ملايين سنويا، وتعد السجائر من العوامل الرئيسية فى أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى المزمنة، ومنه يؤدى إلى الإصابة بمختلف أنواع السرطانات، ليس هذا فقط بل السجائر هى المسئولة عن ربع الوفيات الناتجة عن الأزمات القلبية، وعن حوالى ثلاثة أرباع حالات التهاب القصبات المزمنة فى العالم، وإذا نظرنا إلى أرقام الوفيات من التدخين لوجدناها أكبر من عدد الوفيات الناتجة عن أمراض مثل الإيدز والسل والملاريا".
وتابعت د. نسرين: "تستهدف السيجارة تدمير أعضاء الجسم، وبحلول عام 2030 من المتوقع أن تقتل السجائر 1 من كل 6 أشخاص فى العالم، وليس الوفاة فقط، ولكن تهدر السجائر الأموال حيث أعلنت الإحصاءات النهائية أن هناك ما يزيد من 10 ملايين سيجارة تباع فى الدقيقة الواحدة حول العالم".
وتضيف الدكتورة نسرين دبوس: "كل سيجارة يتم تدخينها تنقص من عمر الفرد 5 دقائق وفقا لمعدلات الدراسات التى تمت على المدخنين، حيث تحتوى السيجارة على أكثر من 4000 مركب كيميائى و400 مادة سامة".
من جانبها أعلنت الدكتورة فاطمة العوا - المستشار الإقليمى للتحرر من التبغ، التابعة لمنظمة الصحة العالمية - عن البروتوكول الجديد الذى لابد أن يطبقه كل العالم للحد من التدخين فى كل العالم.
وأضافت الدكتورة فاطمة: "يتضمن البروتوكول تغليف علب التبغ والسجائر بشكل بسيط يخفى الألوان الكثيرة التى تحتوى عليها علبة السجائر، بحيث تحتوى فقط على اسم المنتج واسم الشركة المنتجة، وهو ما طبقته أستراليا منذ عام 2012 واليوم تحتفل بالاستهلاك الأقل التى وصلت إليه، حيث أصبح الاستهلاك فى أستراليا اليوم 12% فقط.
وعن آخر الإحصاءات تقول الدكتورة فاطمة العوا: "20% من صغار السن مدخنون، وهناك مجموعة كبيرة من الفتيات مدخنات، ولكن عدم مصارحتهن بهذه العادة تجعلنا لا نستطيع رصد عددهن الكبير، ومن المتوقع أن تصل نسبة المدخنين فى مصر عام 2025 بين الرجال إلى 62%".
ويقول الدكتور وائل صفوت، رئيس اللجنة الدولية للجمعية الأمريكية لعلاج التدخين: "نحاول من خلال حملاتنا لمكافحة التدخين أن نقوم بعدة محاور، ومن أكثر المحاور التى تمثل تأثيرا قويا على المدخنين هى الصور التحذيرية الصادمة التى نضعها بمساحة واضحة على علبة السجائر، حيث إن هذه الصورة تثير الرعب فى قلوب المدخنين، ولأن الأطفال نقطة ضعف الكثير من الأهل استخدمنا بعض صور الأطفال بنتائج التدخين السلبى عليهم، حتى يفكر آباؤهم فى الإقلاع عن التدخين".
وتابع الدكتور صفوت: "لكن وفقا لدراسة جامعة جونز هوبكينز، فالرسائل الصادمة التى تواجه المدخن بالأخطار الصعبة التى تحدث له بسبب التدخين من أقوى الرسائل ثم يليها التجارب الإنسانية التى يحكى فيها فرد عن معاناته المرضية بسبب التدخين، لأن المشاعر ستتحرك تجاه هذه الرسائل، ويكون تأثيرها أقوى من الأغانى".