على الرغم من احتواء تنظيم داعش بشكل كبير فى الشرق الأوسط فى السنوات الأخيرة بعد حملة عسكرية قوية قادتها الولايات المتحدة وحلفائها لاجتثاثه من الأراضى التى كان يسيطر عليها فى سوريا والعراق، إلا أن الجماعة الإرهابية لا زالت تشكل كابوسا يؤرق واشنطن من الداخل، وهو ما تبين فى رصد السلطات الأمريكية مؤخرا أشخاصا متعاونون وداعمون للتنظيم داخل الولايات المتحدة.
وقالت مجلة نيوزويك إن الأمريكى بنجامين كاربنتر، البالغ من العمر 31 عاما، والمقيم فى مقاطعة كونكسفيل بولاية تينيسى، يواجه اتهامات بترجمة دعاية تنظيم داعش الإرهابى إلى الإنجليزية.
ووجهت قاضية فيدرالية الاتهامات إلى كاربنتر، الملقب بأبو حمزة، بحيازة منشورات أهل التوحيد، وهى منظمة دولية تترجم وتنشر المواد الخاصة بداعش أو المؤيدة له، وزعم الاتهام أيضا أن كاربنتر شارك بعض المواد المترجمة مع عميل متخفى للإف بى أى ، الذى كان كاربنتر يعتقد أنه على صلة بداعش.
وكانت السلطات اعتقلت كاربنتر فى 24 مارس الماضى، ومن المقرر أن تبدأ محاكمته فى الأول من يونيو المقبل، وفقا لوزارة العدل الأمريكية، وحال إدانته يمكن أن يواجه السجن فترة تصل إلى 20 عاما.
ويقول موقع كونكس نيوز المحلى فى تينيسى إن كاربنتر كان على قائمة مراقبة الإف بى أى منذ عام 2015 على الأقل، وعلى قائمة حظر الطيران للإرهابيين، ووجهت إليه الاتهامات بعدما قالت السلطات الفيدرالية إنه قدم ترجمة باللغة الإنجليزية لمقطع فيديو لداعش إلى عميل الإف بى أى الذى تظاهر أنه إرهابيا.
وخلال جلسة أمس الاثنين، لبحث إبقائه خلف القضبان حتى موعد محاكمته والتى لم يتم البت فيها بعد، تبين أن أبو حمزة لم يسافر خارج الولايات المتحدة لمقابلة أعضاء داعش، وأنه قام بأغلب عمله من غرفة نومه بمنزل والدته فى مقاطعة كونكس.
ووصف مساعد المدعى العام الأمريكى كاربنتر بأنه تحمس لداعش وأصبح متطرفا، وحظى بشعبية بين زعماء الإرهاب الذى يأملون تجنيد الأمريكيين المسلمين.
ووفقا لنائب المدعى، فإن كاربنتر تواصل بانتظام مع قادة داعش وأتباعه باستخدام أحد التطبيقات المشفرة لتجنب رصده، وأشار إلى أنه أعرب مؤخرا عن اهتمامه بالسفر إلى الخارج للقائهم.
وكان كاربنتر يقضى معظم أيامه على جهاز الكمبيوتر الخاصة به فى غرفته بمنزل والدته حيث عاش لأكثر من عامين بعد انفصاله عن صديقته، وكان الإف بى أى يجرى تحقيقات حول شركته منشورات أهل التوحيد منذ عام 2015 على الأقل، وقامت بمداهمة منزل فى ولاية فرجيينا كان كاربنتر يعيش فيه مع صديقته قبل انفصالهما.
وتقول نيوزويك إن دعاية داعش الإلكترونية ساعدت التنظيم فى شرح عقيدته وإستراتيجيته والتأثير على آخرين للانضمام إليه، كما أن رسالتها الإلكترونية صورتها كدولة فاضلة للخلافة الإسلامية، إلا أن الهجمات المتواصلة على التنظيم من قبل القوات الأمريكية وحلفائها قد قلصت من دعايته.
وخلال أوج داعش فى أغسطس 2015، أصدر مسئول الدعاية بالتنظيم الإرهابى نحو 700 دعاية فى شهر واحد. وبحلول أغسطس 2016، تراجع الرقم لأقل من 200 فى شهر واحد. ورغم ذلك، ظلت الجماعة تجذب أتباع أمريكيين.
ففى الأسبوع الماضى، اعتقل الإف بى أى جيمس برادلى لمزاعم دعمه لداعش بنية الانضمام إليه. وزعم أن برادلى وزوجته أروى مثنى أرادا تنفيذ هجوم إرهابى على طلاب عسكريين على الأراضى الأمريكية ما لم يستطيعا الانضمام للتنظيم فى الشرق الأوسط.
وكانت دراسة أجريت عام 2015 على 59 من أنصار داعش، قد وجدت أن المؤيد الامريكى للتنظيم يكون فى المتوسط ذكر عمره 26 عاما يناقش داعش على السوشيال ميديا ومتنوع عرقيا أو إثنيا.
ووجدت الدراسة التى أجراها مركز الأمن الوطنى فى كلية قانون فوردهام أن ثلث أنصار داعش قد اعتنقوا الإسلام، وأن 81% منهم أعرب عن تأييده للتنظيم على السوشيال ميديا. لكن عدد قليل منهم كان من أصل عربى أو شرق أوسطى.