تحتل المرأة مكانة بارزة ضمن أولويات واهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهي الأم والزوجة والأخت لتشكل عماد المجتمع، ومن هنا انطلقت المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية في إطار رفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ووسائل الوقاية من هذا المرض، ومعالجته بالمجان.
مبادرة الرئيس السيسي لدعم صحة المرأة استهدفت ضمنها الكشف المبكر عن أورام الثدي لنحو 28 مليون سيدة بجميع محافظات الجمهورية مجانا، بالإضافة إلى التوعية الكاملة بمسببات المرض وآليات الفحص الذاتي للمنتفعات من عمر 18 عاما.
الدولة وضعت كافة إمكاناتها لنجاح المبادرة التي استهدفت القضاء على مرض سرطان الثدي الذي كان يشكل أحد أهم الأمراض التي تصيب السيدات حيث يصيب واحدة من بين 8 سيدات حتى أصبح خطرا كبيرا على أمن وسلامة المجتمع ففقدنا فيه آلاف من الأمهات الذين رحلوا عن دنيانا مخلفين وراءهم أطفال في مراحل عمرية مختلفة.
المبادرة الرئاسية نجحت في الوصول بنسب الشفاء لمريضات سرطان الثدي إلى نسب عالية، حيث أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يعتبر من أهم الخطوات لتمام الشفاء منه، وهو ما حدث من خلال تنفيذ المبادرة، فتم تقديم الخدمة من خلال 3593 وحدة أولية و4098 فرقة طبية بالوحدات و112 مستشفى للفحص المتقدم على مستوى محافظات الجمهورية.
الحملة نفذت من خلال خطوات ومراحل محددة حيث تم عمل مسح مبدئي ثم كشف تأكيدي وفحوصات معملية، فكانت البداية بالسونار ثم إجراء الماموجرام، بالإضافة إلى عمل قائمة بالسيدات المستهدفات بالحي والمحافظة واتباع نظام الكشف الدوري الممنهج حسب تاريخ المرض في الأسرة والأعمار والعوامل الوراثية، ووضع الخطة اللازمة لتطبيق الحملة.
المبادرة الرئاسية شملت أيضاً التوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والحياة الصحية والكشف عن الأمراض غير السارية مثل السكري، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن بالإضافة إلى عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، والتوعية بطريقة الفحص الذاتى للثدى.
9.3 مليون سيدة تم فحصهن خلال المبادرة على مستوى كافة محافظات الجمهورية، فتم عمل الأشعات اللازمة وسحب عينات وعمل تحليل باثولوجي لهن.
نتائج مبهرة حققتها المبادرة حيث تم اكتشاف إصابة 1973 سيدة بسرطان سرطان الثدي في مراحله الأولى وبالتالي زيادة نسبة الشفاء إلى نحو 90٪ ، ولم يكن هذا فحسب بل تم البدء في علاجهن مباشرة وتوزيعهن على مراكز علاج الأورام القريبة منهن ومتابعة حالاتهن أولا بأول.
وعن المبادرة الرئاسية في الكشف المبكر عن سرطان الثدى قال الدكتور عصام الشيخ عضو مجلس إدارة جمعية جراحين الأورام المصرية ومدير معهد أورام طنطا سابقاً: إن الدولة بذلت جهداً كبيراً وكانت المبادرة محل اهتمام العالم أجمع وهذا يعكس اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمرأة المصرية لأنها عماد المجتمع التي تربى وتنشئ شبابا قادرين على بناء المجتمع وحضارته.
وقال الشيخ في تصريحات لـ"ليوم السابع": إن سرطان الثدي كان أحد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى السيدات فصنعت الدولة إعجاز في توفير كافة متطلبات الفحص حتى نجحت المراحل الأولى منها والتي كانت تستهدف السيدات بدءا من سن الثلاثين عاماً لتقوم الدولة بعد ذلك بخفض السن بدءاً من الثامنة عشر من العمر.
وأشار عضو مجلس إدارة جمعية جراحين الأورام المصرية ومدير معهد أورام طنطا سابقاً إلى أن الدولة قامت بتوفير كوادر مدربة من أطباء متخصصين وتمريض متدرب لنشر ثقافة اكتشاف الأورام المبكر حتى توفر على السيدات تحمل مشقة ومضاعفات العلاج بالإضافة إلى الالتزام بعلاج من تثبت إصابتها من السيدات في أماكن متخصصة وهى مراكز الأورام المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان والتي تقوم على توفير كل سبل التشخيص والعلاج والمتابعة لكل المرضى بالمجان وهى المراكز التي أنشأتها الدولة في كل محافظات مصر لخدمة مرضى الأورام مع تحمل الدولة كافة التكلفة والتي تصل لآلاف الجنيهات للمريض الواحد.
ولفت الدكتور عصام الشيخ إلى أن الحرفية في تنظيم المبادرة كانت ضمن أسباب النجاح فتم تقسيم الجمهورية إلى ثلاث مراحل لتسهيل الفحص لكل السيدات في ربوع مصر وتسخير كل الإمكانيات المتاحة في كل مراكز الأورام المنتشرة في مصر ومستشفيات وزارة الصحة بالإضافة إلى المستشفيات الجامعية بل إن جهود الدولة امتدت إلى الاتفاق مع المراكز الخاصة لعمل الأشعات اللازمة للمرضى وتقوم الدولة بدفع التكلفة لهذه المراكز تسهيلا على المرضى وعدم تحمل مشقة الانتقال.
وتابع قائلا: كل الفحوصات التي تمت كانت على أعلى مستوى وفي منتهى الدقة حيث تم فحص السيدات المستهدفات بالمبادرة "إكلينيكا" ثم تحويل الحالات الإيجابية إلى مراكز الأورام المتخصصة لعمل الفحص المتقدم بواسطة أشعة السونار والماموجرام والفحص النسيجى وعمل الجراحة اللازمة والعلاج ما بعد الجراحة للحالات التي تحتاج لذلك.
وعن أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي قال "الشيخ" إن المبادرة وفرت كل السبل الكفيلة بالتشخيص والعلاج مما يوفر على السيدات العبء النفسى والصدمة النفسية الناتجة عن اكتشاف أورام الثدى في مراحلها المتأخرة مما يتسبب في تدمير عائلات كاملة ونهايتها جراء المرض ويتضح هنا فلسفة الكشف المبكر لتجنيب السيدات اكتشاف الإصابة المتأخرة لتحسين حالتهم النفسية وزيادة معدلات الشفاء مع زيادة ثقافة التوعية الصحية عن طريق تسخير كل إمكانيات الدولة للحفاظ على صحة أفراده ويعود ذلك بالطبع على استقرار الأسرة المصرية واهتمامها بتربية نشئ نافع للدولة وأيضا توفير المجهود التقنى والفنى والمادى لعلاج الأورام اذا تم تشخيصها في مراحل متأخرة وبالطبع رعاية سيدات المجتمع والحفاظ على صحتهم وأسرهم.
كما لفت استشارى جراحات أورام الثدى إلى أن مبادرات الرئيس السيسي الصحية أبرزت دور وفلسفة القيادة الساسية التي تهتم بأبناء الشعب على كافة المستويات وتراهن على الاستثمار في صحتهم للحفاظ على عقليتهم وسلامة أجسادهم للمساعدة في بناء مجتمع سليم صحيا وعقليا مما يجنب الوقوع في براثن الإرهاب والمأجورين الذين يستغلون ظروف الفقر وتدهور الصحة للدخول لهؤلاء المرضى.