واجه رئيس محكمة أمن الدولة العليا الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، سيد قطب باعترافات قيادات تنظيمه الإرهابى، فى جلسات المحكمة التى بدأت يوم 9 إبريل 1966، وكان «قطب» أول الذين استمعت إليهم المحكمة ثم نائبه يوسف هواش الذى استمرت المحكمة فى سماع أقواله حتى يوم 14 إبريل، مثل هذا اليوم 1966.. راجع، ذات يوم، 9 و10 و12 و13 إبريل 2021».
أثار رئيس المحكمة مع «قطب» العديد من القضايا فى جلسة يوم 12 إبريل 1966، ونشرتها الأهرام فى اليوم التالى، وفى مسألة عدد التنظيم، قال قطب إن قياداته أبلغوه بأن الصف الأول 70، واستنتج أن الباقى بين 200 إلى 300.. سأله رئيس المحكمة: «الـ70 اتفقتم على إيه بالنسبة لهم؟.. رد: «تدريب على السلاح».. استوقفه رئيس المحكمة متسائلا: يعنى فيه تدريب على السلاح؟.. رد: «الأول رياضة ثم السلاح، لأنه أى إنسان عاوز يتدرب على السلاح لازم يتدرب على الرياضة.. سأله: «والهدف؟».. أجاب: تخريج أكبر عدد ممكن من الشباب المكلف، غير أن النشاط ممنوع قانونا.. ولذك يجب أن يبقى سرا.. حتى نحس بالخطر من كشفه، واكتشافه معناه أنه يحدث معه كما حدث سنة 1954.
سأله رئيس المحكمة: التدريب والسلاح كان ليه؟.. أجاب: إذا ما هوجم التنظيم.. سأله: هل كان يوسف هواش يعلم بأمر التنظيم وبمركزك فيه واتصالاتك؟.. رد: أيوه ورشحته ليخلفنى.. سأله: وإذا اعتقلت مين أداة العدة بينك وبينهم؟.. أجاب: رفعت بكر.. سأله: متى أخذت عدة القيادة فى التنظيم؟.. أجاب: «لا أستطيع تحديد التاريخ بالضبط».. سأله: انت قلت فى أوائل 1965.. أجاب: حصل.. سأله: المرشد الهضيبى أخذتم رأيه.. أجاب: لا.. سأله: ذكرت فى التحقيق أنك قلت لهم إن المرشد وافق وهم قاموا يحسوا بعباءتى من أول لقائهم بى.. رد قطب: «أنا أخشى أن تكون هذه أقوال حد تانى.. رد رئيس المحكمة: لا.. المحامى بتاعك موجود ويأخذ الصفحة.. وإذا قلت مش أقوالى ألغيها.
سأله رئيس المحكمة: انت قلت إيه عن المجتمع الحاضر.. اوعى تقول لنا «معالم فى الطريق».. انت لك أقوال عن نظام الحكم القائم.. قلت إنه نظام جاهلى.. رد قطب: معنى جاهلى.. رد رئيس المحكمة: معلهش أنا هقولك: «قرر أعضاء التنظيم أنك أفهمتهم أنهم هم الأمة المؤمنة وسط مجتمع جاهلى.. ولا تربطهم بالدولة ولا بالمجتمع ولا بنظام الحكم القائم أى رباط.. وأنهم فى حالة حرب مع الدولة..وعمليات القتل والتخريب لا ضير منها ولا عقاب عليها، بل بالعكس فيها مثوبة.. وأضاف رئيس المحكمة: احنا هنا نقف عند عبارة أنهم فى حالة حرب مع الدولة، يعنى مفهوم هذا أنك وضعت بذلك عنصر المبادأة.. الأمر بيدك تحدد زمانه ومكانه وخطته.. متى يعنى؟ إذا وقع علينا اعتداء، نكون فى حالة حرب وفيها مثوبة.. دى الحقنة المثيرة، الحقنة المهيجة التى تثير الجراثيم المترنحة وتخليها تجرى وتتحرك..وتبان فى التحقيق.. هذا الكلام حصل؟.
رد قطب: «هذا القول لم أقله».. رد رئيس المحكمة: هذا القول قرره أعضاء مجلس قيادة التنظيم.. ده مجلس القيادة المسؤول عن التنظيم..انت بتربى الناس دول.. إزاى ما يفهموش كلامك.. قرر على عشماوى فى أقواله بعد أن استعرضنا موضوع الاغتيالات بالأسماء، إن سيد قطب قال لنا ينبغى أن تكون خطتنا هجومية ولا نلجأ للدفاع، لأننا لو لجأنا للدفاع لفشلنا، فأنت تفرق بين الهجوم والدفاع، وعزز هذا قول على عشماوى برضه: «سيد قطب بيقول إنه وضع خطة فى عمومياتها تقول إنه يجب أن نرتب 3 موجات، إذا فشلت الأولى تليها الثانية، ثم تليها الثالثة، والموجات لا تكون إلا فى حالات الهجوم..حصل واللا محصلش يا سيد قطب.
رد قطب: هذا الكلام لم يحصل بهذا الشكل.. رد رئيس المحكمة: «على عشماوى بيقول: فى مايو 1965 سيد قطب قال إننا يجب أن ننشط لتنفيذ أهدافنا بالقوة، ونصطدم مع الحكومة فى أى وقت، وترتيب موجات التنفيذ بالقوة، وبعدين حانشوف وقت التنفيذ.. سأل قطب: فيه 4 غير على عشماوى.. رد رئيس المحكمة: انت بتقول لنا إنه لو فيه حد تانى غير على عشماوى قال الكلام ده يبقى صحيح.. طيب عد على صوابعك.. قررعلى عشماوى أن هدف التنظيم قلب نظام الحكم والاستيلاء على مقاليد الأمور بالقوة.. والثانى عبدالفتاح إسماعيل قرر أن الهدف أننا نقلب نظام الحكم بالقوة، والثالث صبرى عرفة قرر أن الهدف من التنظيم هو قلب نظام الحكم، ويوسف هواش النائب والخليفة بتاعك فى أقواله صفحة 181 بيقول أعضاء التنظيم بيسألونى عن حميدة قطب، وهل سألتك عن موعد الضربة الحاسمة، وحددت 4 لاغتيالهم، رئيس الجمهورية وزكريا محيى الدين، والمشير عبدالحكيم عامر، وعلى صبرى، لأن التخلص من الأربعة يكفى لتغيير الوضع فى البلد، وقرر «مجدى» الغرض من التنظيم كان التجاوب مع أى انقلاب يحدث فى البلد، ثم تطور الهدف بعد مقابلتنا مع سيد قطب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو أن نقوم بضربة مركزة لضرب نظام الحكم القائم.