«من أولها كده وقبل ما تقرا المقال ده انسى إنك تنتمى لأى اتجاه سياسى وافتكر إنك مصرى فقط قرر يتجول فى التاريخ الحديث لبلده، بتجرد وبموضوعية، وبشكل يخليه يفهم ليه سنة 2016 بلده بتشوف خطوات ما شافتهاش بنفس المستوى والسرعة من قبل؟ وعشان كمان نعرف إيه الخطأ اللى وقعنا فيه عشان لا نكرره مرة أخرى».
ومن أولها برضه ده مش تطبيل لأن أنا وأنت عارفين إنه لسه فى مشاكل كتير، وإن حتى الخطوات الحالية فيها أخطاء إحنا مش راضيين عنها، لكن بهدوء اقرا الكلام اللى جاى.
هبدأ من السبعينات، أنا وكثير من أبناء جيلى لم نعايش الرئيس السادات كرئيس للدولة، وقد استشهد ونحن فى بداية عمرنا، لكن السادات كان الرجل الذى طلب منه أن يعيد أرضا ضاعت لسبب أو لآخر، وهذا الأمر كان بالنسبة للمصريين عار لابد من التخلص منه، وبالفعل استطاع الجيش المصرى بقيادة الرئيس السادات إعادة الأرض المصرية، ومن ثم لم يكن لدى الرجل رفاهية كى يحارب ويقوم بتنمية شاملة، فلذلك لم تكن مصر وقت الحرب أو بعدها على درجة كبيرة من التنمية، واتفق أن السادات ترك مصر وبها الكثير من المشاكل، ثم أتى مبارك كى يواجه هذه المشاكل، من غياب تام للبنية التحتية، وتدهور فى مناحٍ كثيرة، وأيضا موضوع طابا، فاستطاع أن يعيد آخر شبر من الأراضى المصرية المحتلة، وبدأ فى تطوير مشروعات البنية التحتية، لكن بشكل احتاج لسنوات طويلة ولم تظهر مدة حكم مبارك الطويلة «30 سنة» إنجازات فارقة فى التنمية أو شىء غير طبيعى أو استثنائى، لكن كان هناك تنمية تسير بمعدلات تقليدية، ولا يمكن أن تحسب بعد مبارك أنه كان فى مصر رئيس فعلى منتخب إلا الرئيس السيسى.
وهنا نعقد المقارنة بكل تجرد سياسى، كل منهما كانت لديه القوات المسلحة المصرية بكل إمكاناتها، كل منهما من أبنائها، ويعرفون ما تحتاجه من تسليح وعتاد، لماذا شهدت القوات المسلحة فى السنوات القليلة الأخيرة سرعة وإنجازا فى التسليح، سأقول مختلفة عن سنوات كثيرة مضت؟ نعم كان هناك تطوير مستمر للجيش المصرى، لكن اسأل نفسك بجد هل معدل التطوير فى الكام سنة اللى فاتت هاتقدر تساويه بعشرين سنة فاتت؟ طبعا لا.
طيب موضوع العشوائيات، شوفت خطة السيسى اللى عملها للقضاء على العشوائيات فى سنتين؟ شوفت إنه بدأها بالفعل، شوفت إنه جاب فلوس واتصوف وبدأ يسكن الناس فعلا فى بيوت تليق بهم، وتعهد أمام المصريين بإنهاء هذه المشكلة فى سنتين، السؤال: ليه ما حصلش هذا الوعد فى سنوات طويلة؟ ليه ناس كتير ضيعت سنين من عمرها فى عشوائيات، وأماكن لا تليق للحياة الآدمية.
طب هاقولك على حاجة أنت بتشوفها كل يوم، مصر كان فيها عدد من الطرق، سواء داخل المدن، أو بين المدن، وبعضها عملتها الدولة «من فلوسنا» طوال عشرات السنين اللى فاتت، بالله عليك إزاى ييجى رئيس فى سنتين يعمل قدهم تانى؟ يعنى أربعين سنة نعمل نفس عدد الطرق اللى عمله فى سنتين؟ دى حاجة لما تفكر فيها لازم تفهم كان العيب فين، «بالمناسبة للناس اللى هاتقول بنطبل الطرق موجودة مافتحوهاش وبعدين قفلوها».
طيب ليه الكهرباء اتحلت مشكلتها فى مصر وما بقاش فى انقطاع للتيار الكهربائى فى سنتين؟.
طب إزاى تقدر مصر تجمع من ولادها مليارات، وتقرر، وتحفر، وتفتتح قناة جديدة فى سنة؟ طيب الناس اللى كانت بتتعالج من فيروس سى ليه ماحدش راح قالهم هاعملكم خطة للقضاء تماما على المرض، ووفر الدوا، وتعاقد عليه وقال خلال سنتين ستتم معالجة جميع المرضى؟
«وبالمناسبة لو هاتقولى لسه حاجات كتير بايظه هاقولك ماهو كمان مابقالوش عشرين سنة حاسبوا على السنتين».
طب هاقولك حاجة ودى بقى راجعها مع ضميرك، هل سمعت مجرد إشاعة، أو حتى كلمة قالها أعداؤه عن طهارة إيده؟ أو إنه حاطط كام واحد قريبين منه، ودول ماحدش يقدر يقرب لهم؟ الإجابة بكل المعانى لا.
أمثلة كتيرة ممكن أقولهالك تخليك توصل لنتيجة واحدة هى أن رأس الدولة القيادة، الإرادة، والعزيمة، والتطبيق، هو ده كلمة السر فى بلدنا، يمكن يكون مش ده الصح أن يكون كده، وإن البلد لازم تكون بها مؤسسات لا تحتاج لقيادة مركزية أعلى وتنجح بنفسها، لكن واقعنا أثبت أن القيادة هى العنصر الأول فى النجاح، هى التى تستطيع أن تنجز فى عام أو فى عشرة أعوام، هى التى تجعل ساعات العمل متضاعفة كى تسابق الزمن.
سنتان فى عمر الرئيس السيسى فى الرئاسة تجعلنا نسأل من سبقوه أين ولماذا ضاعت سنوات عمر هذا الوطن؟