تأتى مبادرة "حياة كريمة" في إطار تنفيذ رؤية الدولة للتنمية المستدامة التي أطلقها رئيس الجمهورية في فبراير 2016، لتجعل مصر في مصاف دول العالم التي تعمل على توطين أهداف التنمية المستدامة في الريف، وتعد هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر، حيث تستهدف تحسين مستوى معيشة حوالي 60% من المواطنين الذين يعيشون في الريف المصري.
وفى بداية عام 2019، أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى إشارة البدء فى تنفيذ مبادرة حياة كريمة، لتوفير احتياجات المواطنين الأكثر احتياجًا، في كل المجالات الخدمية مثل الصحة، والتعليم والسكن، بالإضافة إلى الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للأسر في القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على كافة الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية، وتنظيم صفوف المجتمع المدني وتطوير الثقة في كافة مؤسسات الدولة.
وتهدف مبادرة حياة كريمة إلى تنمية 4658 قرية بإجمالى 175 مركزا على مستوى محافظات مصر، والتى تمثل 57.8% من إجمالى سكان مصر، ما يقارب من نصف سكان مصر بعدد يصل إلى أكثر من 50 مليون مواطن، وأن التكلفة التقديرية تصل إلى 515 مليار جنيه قابلة للزيادة، لافتة إلى أنها تستهدف عمل تنمية شاملة من كافة النواحى سواء على مستوى المرافق والخدمات أو على مستوى تنمية الإنسان.
وتستهدف المبادرة تغطية كل قرى الريف المصري خلال الأعوام الثلاثة المقبلة ، بإجمالي عدد مستفيدين 55 مليون مواطن، وبتكلفة كلية تبلغ 515 مليار جنيه، ويغطي العام الأول 51 مركز بإجمالي عدد 18 مليون مواطن، علي مستوي 20محافظة علي مدي الثلاث سنوات القادمة، ووفقًا للنسب المحققة فيما يخص نسبة السكان المستفيدين من المبادرة من إجمالي السكان كانت النسبة المستهدفة في الفترة الأولي 4.7% من السكان، ومع الانتهاء من الـ 375 قرية هذا العام فستصبح نسبة التغطية 17% من السكان، علي أن تبلغ نسبة التغطية العام القادم 35% وصولًا إلي 57% في 2023/2024.
وأعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، عن حجم تكلفة المشروعات المخطط تنفيذها في المبادرة خلال العام المالي الجديد 2021/2022، لـ"حياة كريمة" في 51 مركزًا بتكلفة تتجاوز 150 مليار جنيه.
وتستهدف مبادرة حياة كريمة، توصيل خدمات الغاز الطبيعى لـ12 مليون وحدة سكنية، خلال المرحلة الثانية، وتغطية كافة القرى الرئيسية والنجوع والتوابع بخدمة الصرف الصحى بنسبة 100% خلال 3 سنوات.
وتصل عدد القرى المستهدف تطويرها فى مبادرة حياة كريمة خلال المرحلة الثانية 10 اضعاف المرحلة الأولى، حيث سيتم تطوير 1443 قربة على مستوى 20 محافظة، وتضم 51 مركزا، بإجمالي 9360 قرية وعزبة ونجع، ليستفيد منها 18 مليون مواطن بحجم أستثمارات 150 مليار جنيه.
وتحتاج 68.8% من القرى إلى رصف طرق وإنشاء جسور، و63.1% تتطلب إنشاء شبكة صرف صحي، 53.1%من القرى تتطلب إنشاء مدارس أساسية.
ويعتبر الهدف الاستراتيجى للمبادرة، هو تنمية 4658 قرية بإجمالى 175 مركزا على مستوى محافظات مصر، والتى تمثل 57.8% من إجمالى سكان مصر، ما يقارب من نصف سكان مصر بعدد يصل إلى أكثر من 50 مليون مواطن، بتكلفة التكلفة التقديرية تصل إلى 515 مليار جنيه قابلة للزيادة.
يذكر أن الأمم المتحدة أدرجت مبادرة "حياة كريمة" ضمن أفضل الممارسات الدولية لكونها محددة وقابلة للتحقق، لها نطاق زمني، وقابلة للقياس، تتلاقى مع العديد من أهداف التنمية المستدامة العالمية.
قال الدكتور محمد الشيمى الخبير الاقتصادى ان مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتطوير وتنمية الريف المصرى، ستؤدى إلى توفير حياة كريمة للمواطن الريفي وهذا يحدث لأول مرة في مصر، مؤكدا أنه يوجد العديد من القرى تعانى من عدم وجود اى خدمات تصلح للحياة، لافتا إلى أن المبادرة تنقذ هذة القرى من الوضع الغير "ادمى" الذى تعيش فيه فانها طوق النجاه لقرى مصر، كما انها تهدف الى تقديم خدمات بجانب تطوير مستوى الخدمات للمواطنين في مختلف القطاعات والمجالات، وإنشاء قرى نموذجية تحتفظ بالهوية.
وأوضح الشيمى أن تطوير وتنمية القرى المصرية تهدف إلى تطوير وتحسين الخدمات فى جميع القرى المصرية فى جميع مشروعات البنية الأساسية والتحتية داخل القرى والريف المصرى، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة داخل والريف المصرى
وبلغت حجم تكلفة المشروعات المخطط تنفيذها في مبادرة حياة كريمة خلال العام المالي الجديد 2021/2022 ، لـ"حياة كريمة" في 51 مركزًا بتكلفة تتجاوز 150 مليار جنيه.
وعن الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى من المبادرة لتطوير 375 قرية، والتي نتج عنها تحسن فعلي في معدل التغطية بالخدمات الصحية، من خلال تنفيذ 256 قافلة طبية، و إجراء1341 عملية جراحية، وتوفير 538 جهازا تعويضيا، و إجراء5420 عملية عيون، و توفير 16.6 ألف نظارة طبية، وفي قطاع التعليم، أسهمت المبادرة، خلال المرحلة الأولى في انخفاض متوسط كثافة الفصول بحوالي 9%، حيث تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 81 مدرسة تشمل 1221 فصلا دراسيا، كما تم إتاحة خدمات تعليمية في 3 قرى محرومة، والانتهاء من تطوير 8حضانات، فضلا عن محو أمية 3 آلاف مواطن.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد أنه في إطار متابعة الموقف التنفيذي للمرحلة الأولي من المبادرة، فقد حدث تحسن فعلي في معدل التغطية بالصرف الصحي، حيث تم الانتهاء من إنشاء 30 مشروع صرف صحي، كما تم توفير 123 ألف فرصة عمل، وتم إتاحة قروض بحوالي 896 مليون جنيه.
وخلال المرحلة الأولى تم رفع كفاءة نحو 12 ألف منزل، ورصف طرق بأطوال 167.3 كم، وتركيب 9.4 ألف عامود إنارة، وإنشاء أو تطوير 13 وحدة بيطرية، و إنشاء أو تطوير 32 مركز شباب وملعبا خماسيا، و إنشاء أو تطوير 9 وحدات اجتماعية، وإنشاء أو تطوير 4 وحدات محلية.
وأكد تقرير حديث لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن مبادرة حياة كربمة ساهمت فى تخفض معدلات الفقر وتوفير الخدمات فى القرى التى تغطيها المبادرة فى المرحلة الاولى التى تم اطلاقها فى يناير 2019.