كانت الساعة العاشرة والثلث صباح يوم 16 إبريل، مثل هذا اليوم، 1966، حين بدأت محكمة أمن الدولة العليا برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى فى استكمال جلسات استجواب المتهمين فى قضية «تنظيم الإخوان الإرهابى» بزعامة سيد قطب، وفى هذا اليوم استجوبت ستة متهمين، بعد أن انتهت فى الأيام السابقة من استجواب سيد قطب وآخرين.. «راجع، ذات يوم، 9و10 و12 و13 و14 أبريل 2021».
كشف المتهمون فى هذه الجلسة أسرارا خطيرة فى مخطط اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر على كورنيش الإسكندرية، وطريقة تفجير الكبارى باللاسلكى بأقل كمية من الديناميت فى أضعف نقطة، وفقا لجريدة الأهرام التى أوردت وقائع الجلسة فى عددها 17 أبريل 1966.
كان المتهم السابع «مجدى عبدالعزيز متولى»..(28 سنة وخريج كلية العلوم بالإسكندرية، ومدير الإنتاج بشركة النصر لصناعة الأقلام) هو أول من استمعت المحكمة إليه، وكشف بدايات نشاطه فى التنظيم منذ أوائل 1965، حتى أصبح مندوب الإسكندرية والبحيرة فى قيادته، والمشرف على البرنامج العسكرى والتدريب.
واجهه رئيس المحكمة بما ذكره فى التحقيقات، قائلا له: «أنا عاوز أكلمك عن تخصصك بوصفك عضو مجلس قيادة التنظيم.. أنت بتقول إنك عملت برنامج تدريب يشمل اللياقة واستعمال السلاح والمفرقعات، وعرضت الأمر على سيد قطب، وقال من المستحسن التركيز على حرب العصابات.. وقلت، إنه فى إحدى الجلسات اتفقنا على التخلص من الرئيس والمشير عبدالحكيم عامر، وزكريا محيى الدين، وعلى صبرى، وحسين الشافعى وحسين إبراهيم، وكمال الدين رفعت، والفريق أول صدقى محمود، والفريق أول سليمان عزت، واللواء عبدالرحمن فهمى، واتفقنا على نسف محطات الكهرباء، والسنترالات والقناطر المقامة على النيل، وبعض خطوط السكك الحديدية، وسيد قطب وافق واستبعد القناطر.
رد مجدى: «كانت آراء للدراسة».. سأله رئيس المحكمة: مجلس القيادة كلفك بإعداد خطة اغتيالات محددة.. رد: بدراسة وضع خطة لاغتيال الرئيس.. سأله فين.. رد: مكانش مقصود فيها حتة معينة.. سأله: أنت قلت فى الإسكندرية.. رد: أيوه لأن الرئيس كان موجودا فى الإسكندرية.. سأله: على عشماوى كلفك بدراسة خطة خاصة للاستيلاء على سلاح عساكر الدوريات.. رد: طلب «كلوروفورم»، وجبت له كمية صغيرة من معمل الشركة عشان نخدر عساكر البوليس ونأخذ منهم السلاح.
سأله: حلمى حتحوت كلفته بشىء..رد: «كان مكلفا يحضر للقاهرة للتدريب على المصارعة ثم يعود إلى الإسكندرية.. واجهه رئيس المحكمة: قلت فى صفحة 182 عن إن حلمى حتحوت حضر مرة للتدريب على المصارعة اليابانية، وأحضر معه مشروع لكوبرى على النيل، وعليه نقط الضعف التى توضع المتفجرات عليها إذا أريد نسف الكبارى .. واستدركت وقلت، المشروع كان مطلوبا لنسف القطار الذى ينقل الرئيس فى احدى رحلاته، وأعطيته لعلى عشماوى، وقلت أيضا.. عباس السيسى اقترح المنطقة بجوار قصر المنتزه لعملية اغتيال الرئيس.. رد مجدى: عباس اقترح المراقبة وليس التنفيذ.. سأله: العملية دى كانت هاتتم إزاى، إنت قلت بعد ما تتم لها بقية.. رد: مش فاكر.. رد رئيس المحكمة عليه: هقولك، فى صفحة 789 قلت كان مطلوبا سيارة للهروب بعد تنفيذ الخطة، فاقترح على عشماوى أن تسرق السيارة.. رد: أيوه.. سأله رئيس المحكمة: أنت كنت مكلفا بخطة اغتيال الرئيس.. رد: أيوه .. سأله: ومن مكلف باغتيال على صبرى .. رد: على عشماوى.
انتقل رئيس المحكمة إلى المتهم الثامن عبدالمجيد يوسف الشاذلى(29 سنة، ويعمل كيماوى فى شركة مصر) .. سأله: على عشماوى طلب منك إيه؟.. رد: طلب منى مذكرات عن تحضير المفرقعات باعتبارى كيماوى، وكتبت المذكرات فى حوالى 20 ورقة وسلمتها لمجدى.. سأله: المذكرة دى بحثها يشمل إيه؟.. رد: زى ما قال مجدى بحث أكاديمى يشمل أنواع المفرقعات وتصنيعها و«النتروجلسرين» والـ«ت.ن .ت».
سأله: تعرف المهندس عبدالحميد راجح.. رد: أيوه.. سأله: كلمت عبدالحميد راجح فى حاجة.. أجاب: أخذت منه رسما لكوبرى ونقطة الضعف فيه.. سأله: كان المشروع عامل إيه؟.. رد: دى كانت دراسات..واجهه رئيس المحكمة: قلت فى أقوالك، عمل مشروع نسف أى كوبرى بمتفجرات عند نقطة الضعف تتفجر باللاسلكى.. سأله: عباس السيسى طلب منك إيه؟..أجاب: مراقبة تحركات الرئيس وكبار المسئولين.. واجهه رئيس المحكمة: قلت إن المقصود بها عمليات الاغتيالات التى أشار إليها مجدى.. رد: أنا فهمت كده.. سأله: والمشروعات اللى قدمها المهندس راجح وحلمى حتحوت علشان إيه.. رد: حلمى حتحوت قدم رسم مشروع كوبرى، وحدد علامة - تصلح نقطة ضعف لوضع المتفجرات فيها.
.. واستمرت المحكمة فى استجواب باقى المتهمين.