مسؤول إقليمى بالأمم المتحدة: مصر لها دور قيادى فى ملفات التنمية الحضرية إقليميا.. عرفان على: إدارة برامج التنمية فى 18دولة من القاهرة وإطلاق البرنامج الإقليمى للعشوائيات بعد نجاح تجربة مصر ونقل تجربة

بإجمالى 61.2 مليار دولار يقوم المكتب الأقليمى لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية الحضرية المستدامة «هابيتات» بمشروعات معنية بالتنمية الحضرية فى الدول العربية، وهو المكتب الذى يقع فى مصر ليدير عملية التنمية الحضرية فى 18 دولة فى الشرق الأوسط. يعمل البرنامج فى 7 مجالات أساسية، وهى: «تحسين الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحى، وتوفير الإسكان والمأوی، ودعم رسم الخرائط والتحليل المكانى للنقاط الساخنة، واتخاذ قرارات مستنيرة بشكل أفضلو ودعم الحكومات المحلية، والحلول التى يقودها المجتمع وتخفيف الأثر الاقتصادى الجانحة، والتعلم السريع للمدن والمجتمعات والتنقل والنقل الحضرى الأمن». «انفراد» أجرت أول حوار مع الدكتور عرفان على، المنسق الإقليمى للبرنامج الأممى المعنى بالتنمية الحضرية المستدامة فى الدول العربية، والذى بدأ بالعمل فى البرنامج الأممى منذ 8 سنوات فى مناطق عربية مختلفة، قبل تولى منصب المكتب الإقليمى بالقاهرة منها 5 سنوات ونصف السنة، فى برنامج «هابيتات» بالعراق. وقبل ذلك كان يعمل كاستشارى مع عدة منظمات أممية، منها «undp»، ومنظمة الأمم المتحدة للهجرة، وعدد من البرامج الحكومية فى مجالات التنمية والتخطيط والتنمية المستدامة والتنظيم العمرانى، وبناء قدرات السلطات المحلية وعمليات تخطيط التراث فى المدن القديمة والحماية البيئية، بالإضافة إلى برامج التنمية فى كل من ليبيا وتونس.. وإلى نص الحوار: ما دور مكتب برنامج الأمم المتحدة للتنمية الحضرية المستدامة الأقليمى بالقاهرة؟ و ما عدد الدول المسؤول عنها؟ مكتب الأمم المتحدة للتنمية الحضرية المستدامة «هابيتات» الأقليمى مسؤول عن 18 دولة عربية، وتضم هذه الدول 14 مكتبا قُطريا، والمكتب الاقليمى فى مصر يتابع العمل والتنسيق فى جميع هذه المكاتب، بالإضافة الى أن هناك 4 دول ليس بها مكتب قُطرى تتم متابعته من مكتب مصر ، ودور المكتب الأقليمى هو تمثيل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، مع الدول والمنظمات الإقليمية، مثل جامعة الدول العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية والمنظمات الأخرى من الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية والجهات المانحة والتنموية الموجودة فى المنطقة العربية كافة، بالإضافة إلى أن المنظمة معنية بتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة، وهى الأداة الأساسية التى اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوطين أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلى. ما أهم البرامج التى يعمل بها البرنامج لدعم دول الإقليم؟ الدور الأساسى للبرنامج يتماشى مع خطة استراتيجية دولية مهمة مدتها 4 سنوات، ويعمل المكتب الأقليمى على ترجمة هذه الخطة الدولية على مستوى المنطقة العربية، وتسعى هذه الخطة الى دعم رؤية التنمية المستدامة فى الدول التابعة للمكتب الإقليمى وهذه الخطة تعمل على 4 مرتكزات مهمة، الركيزة الأولى هى التخفيف من التفاوتات بين المناطق، خاصة المناطق التى تعانى من الفقر الحضرى ونسعى من خلال برامج متعددة فى عملية التنمية الحضرية المستدامة، والمرتكز الثانى هو تحسين الموارد المحلية وتحسين الوضع الاقتصادى، والمرتكز الثالث يركز على العمل البيئى على المستوى المحلى والمرتكز الرابع من الخطة الاستراتيجية مجابهة الكوارث الحضرية وتقديم العملية الإغاثية، وهو المحور الأهم والأكبر فى المنطقة، خاصة أن لدينا ما يقرب من 7 دول فى المنطقة فى حالة أزمات، أو ما بعدها، ومن ضمن عمل هذا المحور هو إعادة تأهيل قطاع السكن والبنية التحتية الذى يتعرض لأضرار كبيرة، وأحد أهم البرامج أيضا هو حق حيازة الأراضى، والاهتمام بالفئات الأكثر تضررا من النازحين والمهاجرين واللاجئين وذلك من خلال تطوير عدد من البرامج ومنها إطار إعادة التأهيل الحضرى، والذى يساعد فى نقل الدول ذات الأزمات من عمليات الإغاثة إلى عمليات التنمية المستدامة وإعادة تأهيل المناطق وتفادى أخطاء التخطيط السابقة لزيادة الاستثمار فى هذه المناطق بالتنسيق والجهات الحكومية. ما هدف مؤتمر العربى للأراضى؟ ولماذا تم اختيار مصر لإقامة المؤتمر؟ المؤتمر العربى الثانى للأراضى فى المنطقة العربية، تمت استضافته بمصر لما تتمتع به مصر من دور كبير ومهم على المستوى الإقليمى، فى إدارة ودعم التنمية الحضرية، حيث إن مصر تحتضن عمل البرنامج على المستوى العربى، بالإضافة إلى دورها القومى، والمهم فى تكريس المشروعات التنموية المهمة لذلك فمن الطبيعى أن يقام بها المؤتمر العربى الثانى للأراضى. وهناك تجارب كبيرة وناجحة قامت بها مصر فى ملف حوكمة وإدارة الأراضى وما لديها من آليات لعمليات إدارة الأراضى والمسح الجغرافى والتصوير الجوى، لذلك كان لا بد من أن يقام المؤتمر الدولى فى مصر للاستفادة من التجارب المصرية فى هذا الملف، بالإضافة إلى نجاح مصر فى برامج تنمية الريف والتنمية الحضرية والتنمية البيئية ولمصر دور قيادى فى هذه القطاعات المهمة للتنمية المستدامة. ما تأثير جائحة كورونا على عمل البرنامج؟ وماهى التحديات التى أضافتها لعمل البرنامج الإقليمى؟ هناك العديد من التحديات التى تواجه عمل البرنامج فى المنطقة العربية، منها اقتصادية واجتماعية كان آخرها العمل وسط جائحة كورونا التى ضربت العالم بأكمله، خاصة المناطق الحضرية، حيث إن 90% من الإصابات كانت فى المدن، وكان للجائحة تأثير على المنطقة بأكملها، وهو ما تناوله آخر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، ويقوم برنامج «هابيتات» مع الحكومات، بإعادة تأهيل هذه المناطق والتركيز على المناطق الخضراء والمفتوحة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل قطاع النقل العام والبنية التحتية ووضع برنامج «هابيتات» خطة بديلة للعمل على أرض الواقع، بالإضافة إلى خطة واسعه النطاق لمساعدة الدول على مجابهة الجائحة واستمرار العمل على أهداف التنمية المستدامة، ورؤية 2030، وتم عمل منصة لتبادل الخبرات بين المدن فى مواجهة الجائحة. ما هى أهم الملفات التى يعمل بها البرنامج الأممى والحكومة المصرية؟ برنامج عمل المنظمة فى مصر بالغ الأهمية ويعد أحد أكبر البرامج فى المنطقة العربية، ونعمل من خلاله مع الجهات المعنية، خاصة وزارة الإسكان والمرافق وهيئة المجتمعات العمرانية ووزارة التنمية المحلية والمحافظات، بالإضافة إلى أن هناك عددا من المشروعات نعمل بها، مسؤولة عن تخطيط المدن الجديدة والمجتمعات العمرانية الجديدة وتحديث المخططات العمرانية فى مجموعة من المدن القائمة بالفعل فى مصر، وأيضا الخدمات الخاصة بالبنية التحتية، وكذلك مياه الشرب والصرف الصحى وتطوير كل خدمات مياه الشرب بطريقة ذات فاعلية اقتصادية كبيرة، والتوسع فى هذه المبادرات ومنها معالجة مياه الصرف الصحى ببعض المناطق بأحدث الطرق العالمية. بالإضافة إلى المشروعات المهتمة بالمساحات المفتوحة والتى تمت فى عدد من المناطق. ما هى رؤيتك لخطة مصر للقضاء على العشوائيات؟ شهدت مصر مبادرات مهمة جدا خاصة بملف العشوائيات خلال السنوات القليلة الماضية، وكذلك إنشاء صندوق العشوائيات، الحكومة المصرية نجحت فى عملية رصد ومعالجة هذه المناطق، التى كانت تعانى من مشكلات فى البنيه التحتية واستبدلتها بمشروعات إسكان هائلة وتمكنت من القضاء نهائيا على هذه المناطق. فيما تم إطلاق البرنامج الإقليمى للقضاء على العشوائيات، بناء على التجربة المصرية الناجحة، وانضمت له 4 دول عربية حتى الآن فى محاولة لاستلهام التجربة المصرية، واتباع الخطوات ذاتها، ما يسهم فى جذب الجهات المانحة، وكذلك الاستثمارات لهذه الدول إسوة بمصر. ملف العشوائيات شائك ومعقد فى المنطقة العربية، بأكملها وله عدة أسباب، أهمها الأزمات التى تشهدها بعض الدول بالمنطقة بالإضافة إلى الواقع الاقتصادى والبيئى وكذلك الهجرة من الريف إلى الحضر، كما أن الدول الغنية أيضا تعانى من المناطق العشوائية والفقيرة وكذلك المناطق الحضرية غير المنظمة. ماذا عن استراتيجية الإسكان التى تم إطلاقها مؤخرا والتى تعتبر الأولى فى العالم العربى؟ استراتيجية الإسكان فى مصر متقدمة جدا، وقامت الجهات الحكومية المصرية بمجهود كبير فى وضع هذه الاستراتيجية، وهناك جهود كبيرة تُبذل فى قطاع الإسكان الاجتماعى، وهى جزء أساسى من استراتيجية التنمية الحضرية، ونحن فخورون جدا بإطلاق هذه الاستراتيجية ونسعى بقوة لتنفيذ هذه الاستراتيجيات. كيف تدعم عملية تسجيل الأراضى تحفيز الاستثمارات؟ الاستثمار فى أى دولة يرتكز بشكل كبير على عملية إدارة الأراضى وموثوقيتها وحوكمتها، والتى تتطلب فى أحد مكوناتها إدارة الأراضى، لأن أى رأس مال لأى مشروع هى الأرض وقيمتها، فالمستثمر بحاجة دائمة لضمان عمليات تسجيل سريعة وموثوقة. ما هى الدول العربية التى بدأت بتطبيق منهجية إعادة ترتيب الأراضى؟ أول تجربة لفلسفة إعادة ترتيب الأراضى، تمت منذ أكثر منذ 1400 عام فى مصر، أثناء بناء مدينة الفسطاط التى أنشأها عمرو بن العاص، وانطلقت الفكرة من هذه الحقبة وليس تحت مسمى إعادة ترتيب الأراضى، ولكن الفكرة كانت واضحة، وعبر العصور تم تطويرها لتصبح بهذا المسمى خلال السنوات الماضية. مصر أول دولة عربية تعمل على تطبيق هذه المنهجية، وجار تطبيقها فى عدد من المحافظات، وحاليا يتم العمل بها فى محافظة قنا أقصى جنوب صعيد مصر، وهذه التجربة سيتم نقلها من محافظة قنا إلى الأردن خلال فترة قريبة. كيف يساعد المكتب الحكومة المصرية فى دعم دورها الريادى فى المنطقة العربية؟ خلال السنوات الماضية قام المكتب الإقليمى فى مصر بإطلاق المنتدى العربى الأول للتنمية الحضرية، والذى أصبح الان بمثابة أكبر تجمع على المستوى الإقليمى، معنِى بالتنمية الحضرية والتنمية المستدامة وتنمية المدن الآن،، وفى يونيو المقبل سنعقد لقاء موسعا حول هذا البرنامج فى القاهرة.