كشف الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، عن مهنة الصحابى الجليل زيد بن ثابت، رضى الله عنه، والذى عرف بترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم لإبراز أن كل صحابى لديهم مهنة وحرفة، لتوجية رسائل لمن يمتهن هذه المهنة.
وقال الأزهرى، خلال برنامج "رجال حول الرسول"، الذى يقدمه أحمد الدرينى، على قناة dmc: "الشيخ رفاعة الطهطاوى فى كتاب السيرة، كان النبى صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم التمدن، وهى التعليم الأول على البشرية، وكان هناك دوافع عظمى وتحريك للهمم، وهناك دفع وحافز كبير للإتقان والإيجادة، وكذلك اكتساب خبرات، ووظائف ومهن من أجل خدمة المجتمع ويكون قادرا على يدير نفسه بنفسه".
وتابع الأزهرى: "وفى وقت الخليفة الأمين والمأمون حدثت أكبر حركة للترجمة وقتها، وعندما دخلت ترجمة فلاسفة اليونانين، وبدأوا ينظروا إلى نظرة ثاقبة، وتحول علم المنطق إلى ما يناسب ملائمتهم فى هذا الوقت، ونحن مازلنا فى الدفعة النبوية على مر التاريخ فى الترجمة، وليست مصادفة لسيدنا زيد ولكن واجب علينا أن نعمل بهذه المهنة فى الوقت الحالى، وحرصنا على فهم اللغات وأبدعنا فيها، عياد الطنطاوى المستشرق، الذى أمهر فى ترجمة اللغة الروسية من قرية نجريج اللى منها اللاعب الدولى محمد صلاح".
وأوضح: "سيدنا زيد أتقن 6 لغات، والقضية تحولت إلى شغف، ونقول لمن يدرس مهنة الترجمة أمهر فيها وانفتح عن العالم لإفادة الدولة، وكان لديه الهمة ولم يتوقف، سيدنا عبدالله بن الزوبير كان لديه 100 لغة وكان يكلم كل واحد بلغته، والمكاتبات المتواجدة منذ وقت النبى المترجمة لا تصف ولا تضبط كل ما حدث فى هذا الوقت مما يدل على أن ما جرى من العلوم والمواهب لم يدون بالكامل، ولكن مطلوب مننا تجميع هذا لمعرفة المهن الوظائف التى قد تكون غريبة على العرب".
وكشف الدكتور أسامة الأزهرى، عن فضل الصحابى الجليل زيد بن ثابت، رضى الله عنه، والذى عرف بترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم، وغلبت عليه الشهرة بعلوم أخرى مثل علم المواريث والفرائض.
وقال الأزهرى: "أن سيدنا زيد غلبت عليه قضية المواريث وعلم الفرائض، وجاء فى الحديث الشريف "أفرضكم زيد"، ولكن لم يكن بارعا فى علم المواريث ولكن بارع فى العديد من الفرائض، واحترف قضية الترجمة بتشجيع نبوى وكفاءة عالية جدا"، لافتًا إلى أنه من غرائب مواهبه أنه كان يكتب للنبى، صلى الله عليه وسلم، الوحى والرسائل، كما كان يكتب لأبى بكر وعمر فى خلافتهما، مضيفا أن مجموعة الوظائف التى استندت إلى الصحابى الجليل، تؤكد أنه كان كفءًا ومتعدد المواهب وموثوقا فيه، لأنه لا يكتب الوحى إلا إذا كان شديد القرب ومحببا وموثوقا فيه.
وتابع، أنه ولى بيت المال لعمر وعثمان، رضى الله عنهما كانا يستخلفانه على المدينة أثناء الحج، مضيفًا: "كان نائب رئيس الدولة بالمعنى الحالى"، مشيرا إلى أنه أعلم الصحابة بالفرائض والمواريث، وهو الذى جميع القرآن فى المصحف الشريف، معقبا: "رئيس لجنة كتابة المصحف الشريف فى زمن الصحابة وهذا أعلى وسام علمى بين الصحابة فى ذلك الحين"، معقبا: "العلماء أكدوا أن زيد، رضى الله عنه، كان واسع الاطلاع ضليعا فى فهم الإسلام وله القدرة الفائقة على استنباط الأحكام، مشيرا إلى أنه تعلم اللسان العبرانى خلال 15 يومًا فقط، وصار المترجم للنبى الكريم".
وأوضح الأزهرى، أن زيد بن ثابت أتقن فى القراءة والكتابة، كان من ضمن الذين تعلموا على أيدى أسرى قريش فى غزوة بدر، وواسع الإطلاع، وماهر فى حفظ القرآن الصغر".