تحدث الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، عن السيدة الفقيهة والطبيبة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها "أم المؤمنين"، معقبا "ستنا السيدة عائشة من أعظم سيدات الإسلام، ومن أجمل سيدات بيت النبوة، حيث جمعت عددا كبيرا من العلوم والمعارف، وكانت تتميز بحظ عظيم من النبوغ، وأوتيت فهما ثاقبا، وعقلا يوصف ويوضع جنبا إلى جنب مع عقول المجتهدين والفقهاء من أئمة الإسلام".
وأضاف الأزهرى، خلال برنامج "رجال حول الرسول" الذى يقدمه أحمد الدرينى على قناة dmc: "فتوضح بجوار الإمام الشافعى والإمام مالك، والإمام أحمد بن حنبل، وبل يوضع هؤلاء إلى جوارها، لما سبقتهم بهم من شرف الصحبة والبشارة بالجنة، لأنها زوجة سيد الخلق ومن أحب الناس إلى قلبه الشريف"، معقبا: "من دلائل فقه السيدة عائشة وبصرها بالعلم أنها كانت تجرى نقاشا علميا أكاديميا فقهيا أصوليا لغويا مع كبار الصحابة، فيما يشبه اليوم الندوات الفكرية".
وتابع الأزهرى: "كانت تشتبك مع الصحابة فى القول الأصيل وفى بعض الأحيان كان يترجح قولها، وكانت من أجّل العلوم التى برعت فيها، بعد الفقه والشعر واللغة ولسان العرب، برعت فى الطب"، معقبا: "سيدنا عروة بن الزوبير قال عن عائشة: "ما رأيت أحدا أعلم بفقه، ولا بطب، ولا بشعرا، من عائشة رضى الله وتعالى عنها".
وفى سياق آخر، أكد الأزهرى أن "الحارث بن كلبه كان أطب العرب، واشتهر بالطب فى وقتها"، معقبا: "الجيل الأول كان شديد الشغف بالعلوم والمعرفة".
وكشف الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، عن كيف تعلمت السيدة الفقيهة والطبيبة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها "أم المؤمنين" مهنة الطب، معقبا: "السيدة عائشة رضى الله عنها ارتوى عقلها بنوران النبوة، فكانت مثالا للتوجيهات التى يراها عقلها النجيب.
وأكد أن النبى صلى الله عليه وسلم أشاع الطب، والتداوى، والرسول يضيء عقول الأمة بعدد من التوجيهات والمعارف، وكان يبذر بواكير علوم ينبغى أن تنشأ، وحرف ومهن ينبغى أن تعرف".
وكشف الأزهرى، خلال برنامج "رجال حول الرسول" الذى يقدمه أحمد الدرينى على قناة dmc، عن كيف تدرج العلم فى عصر الصحابة وفى عصرنا الآن: "كان العلم يتدرج من كلمة المسائل ويليها الإدراك وفى النهاية الملكة، وفى عصر الصحابة كان يتدرج العلم من بدء الملكة والتى تعرف بأن الشخص يستطيع بناء الفكر من عقله، ولكن فى زماننا المتأخر نبدأ أولا بعلم المسائل وثم الإدرات تم تنتقل إلى الملكة وليس لدينا الملكة من البداية مثل الصحابة".
وعن تعلم أم المؤمنين العلوم والطب وثمار ما درسته، أوضح: "السيدة عائشة بدأت بالدفع الذاتى لتنطلق المعارف الطبية، والتفتيش عنها وكثرة السؤال فيها والتأمل والتفكر، ثم وصف الوصفات الطبية للصحابة، فتأتى ثمر، وتبحث فى كل شيء، وبدأ يتكون عندها بناء علمى تراكمى، وبرزت فى الطب بروزا فاق غيرها من الصحابة، وتألفت به وسئلت فيه كثيرا".
وعن كيفية بناء أول مشفى فى العرب، أكد الأزهرى: "الجيل اللى بعد الصحابة ينظر إلى تصرفات وعلوم وفقه بنظرة تأسيس أمة تغذى وتنير، وتحول من تطبيقات الصحابة فى التداوى والعلاج بدأ أول مستشفى طبى يسمى مارستان فى تاريخ المسلمين كانت سنة 86 هجرى، فى خلافة الوليد بن عبد الملك، وكانت أول مستشفى لعلاج الجدرى، وتم توظيف متخصصين للعزل والتعقيم، وسمى دار الطبيب فيما بعد بالمستشفى، للكشف على المرضى، وكذلك بدأت مستشفى متنقل وهى عن طريق تحميل الجمال العقاقير الطبية والطبيب، للكشف على المرضى فى الصحراء وقتها، فى أيام السلطان محمود السلجوقى أرسل قوافل طبية تزيد على 40 جملا محملة بالأطباء للكشف على المرضى، وزى ما اتعمل فى الهند من كام سنة واتعمل عنه فيلم وثائقى تسجيلى".
وفى الختام قال: "ستنا السيدة عائشة، تعملت مهنة الطب حتى تحولت مهنة الطب من ممارسة إلى ابتكار".