اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم
وقول نويت بكرة ان حييت
الشهر صايم والفجر قايم
اصحى يا نايم وحد الرزاق
رمضان كريم
بنظرته المميزة وعوده الأثير، من على كرسيه أمام جمهوره الغفير، كأنه زعيم أمام أتباعه أو صوفى أمام مريديه، هكذا كان سيد مكاوى فنانا حفر فى الصخر ليصنع تاريخه ولينحت مكانا فسيحا رحبا لنفسه فى دنيا النغم، هو "مسحراتى الشعب" وصاحب "الليلة الكبيرة" الجميل الذى دندن على عوده حكايات المصريين فأصبح جزءا منهم، فقلبوه بـ"شيخ الملحنين".
وتمر غدا الذكرى الـ24 على رحيل الفنان الكبير سيد مكاوى، إذ رحل فى 21 أبريل عام 1997، عن عمر ناهز 68 عاما، وتأتى ذكرى وفاة الموسيقار الراحل هذا العام تزامنا مع شهر رمضان المبارك، وفى الشهر الكريم كل عام دائما ما نتذكر الموسيقار الراحل، خاصة أنه صاحب رائعة "المسحراتى" التى رغم مرور سنوات طوال عليها لكن سحرها لم يخفت، ولا زالت رائعة حاضرة دائما فى روائع رمضان.
قدم "مكاوى" برنامج "المسحراتى" مع الشاعر الكبير فؤاد حداد، وهى نصوص شعرية غنائية تسرد جوانب من تاريخ النضال القومى العربى وتستعرض بعض تفاصيل الحياة اليومية فى مصر، وعلى الرغم من أن المسحراتي كان برنامجا إذاعيا ثابتا وقام بتقديم أغانيه عشرات الملحنين الكبار، إلا أن الجمهور خلد تجربة مكاوى، واقترنت باسمه واسم رفيقه الشاعر فؤاد حداد وخلد معه أغنيات أخرى منها (مصر دايما مصر، والأرض بتتكلم عربى).
دأبت الإذاعة المصرية على تقديم حلقات المسحراتى خلال شهر رمضان، وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات ومن الملحنين الذين سبق وأن شاركوا في تلحين المسحراتي أحمد صدقي ومرسي الحريري وعبد العظيم عبد الحق، وكانوا يقدمونها على فرقة موسيقية، وفي العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي واشترط أن يقوم هو بغنائها، كما كانت دهشة المسئولين بالإذاعة كبيرة حين قرر الملحن سيد مكاوى الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتى بالطبلة المميزة لتلك الشخصية، وقدم سيد مكاوى ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقى الملحنين، وفور إذاعة الحلقات الثلاث بأسلوب سيد مكاوى حتى حققت نجاحاً منقطع النظير، ما حدا بالإذاعة في العام الذي يلية إلى الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوى.
كما كان لسيد مكاوى الفضل الأول فى وضع أساس لحنى خاص لتقديم المسحراتي، وكان له أيضاً الفضل في وضع أساس لتقديم الأغاني الجماعية بالإذاعة، حيث كان أول من لحن أغاني المجاميع، وكان معروفاً أن كل ملحن يسعى لتقديم لحنه لأحد الأصوات الشهيرة الموجودة تحقيقاً للشهرة والذيوع لكن سيد مكاوي وجد أن نصوص تلك الأغاني لا تحتاج لأصوات فردية فضحى بالشهرة في مقتبل عمره في سبيل تقديم اللون الغنائي الذي يراه مناسباً، فقدم للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل أغنية جماعية هي (آمين آمين يا رب الناس) وكذلك أغنية (وزة بركات) وللشاعر القدير فؤاد قاعود أغنية (عمال ولادنا والجدود عمال) والأغنية الشهيرة (زرع الشراقي).