حياة مليئة بالبطولات والتضحيات قدمها البطل محمد مبروك قبل استشهاده على يد الجماعة الإرهابية، التي قررت التخلص منه بعد أن فضح أمرها وكشف مخططاتها التي تحاك ضد البلاد.
لحظات صعبة عاشتها أسرة البطل محمد مبروك بعد استشهاده، خاصة أنه كان حريصًا على وداع أبنائه قبل خروجه من المنزل يوم الحادث، وكأنه يعلم بأنه اللقاء الأخير.
وقالت زوجته ـ في تصريحات سابقة لـ"انفراد": خرج محمد يوم الحادث من المنزل في تمام الساعة 9:20 مساءا، وقال لي أنا هابات في الشغل النهاردة عشان عندى مأمورية وطبع قبلة علي جبين أولادنا، وراح يشتري مستلزماتهم والأطعمة والحلوى التى يأخذونها قبل ذهابهم للمدرسة وبعتها مع حارس العقار وتوجه لمقر عمله في جهاز الأمن الوطنى بمدينة نصر.
وتابعت الزوجة: "حاولت اتصل بيه بعد كده الساعة 9:35 مردش وكلمته تانى مردش افتكرت أنه مشغول وسيبته شوية وقولت هيكلمنى لما يخلص، ولكنى فوجئت بعدد من زوجات الضباط زملاؤه في العمل يتصلون بي واحده تلو الأخرى وفي صوتهم نبره غريبة للاطمئنان علي، فتسلل القلق لقلبي وحاولت الاتصال به بعد ذلك لمعرفة سبب اتصال زوجات زملائه بهذه الصورة ولكنه لم يرد أيضا، وكررت الاتصال حتى فوجئت بأحد الاشخاص يرد علي هاتفه وقال لي محمد في مكان أحسن من اللي احنا فيه وهو دلوقتى في مكان أفضل من اللي أنا وإنتى موجودين فيه دلوقتى.. البقاء لله، وعرفت أنه اغتيل بالقرب من السراج مول ونزلت أجري في الشارع وانا اصرخ وأبكى أحاول الوصول الي مكان الحادث ثم توجهت للمستشفى، حتى دخلت أمامى سيارة الإسعاف التي تحمل جثمانه ولم أستطيع أن اتمالك نفسي من هول صدمة الحادث، ولم أتخيل ما حدث، فقد قلت له قبل استشهاده: أنا خايفه عليك من الإخوان، فرد:" شهادتى في قضية مرسى تاريخية" وقال بأن شهادته ستكتب فى تاريخ مصر ويذكر التاريخ تلك الشهادة .
وفى يوم 18 نوفمبر 2013، اغتالت يد الإرهاب الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى، أثناء مروره بالسيارة التى يستقلها بشارع نجاتى فى مدينة نصر، حيث أطلق إرهابيون يستقلون سيارة عدة أعيرة نارية تجاهه مما أدى إلى استشهاده.
وارتبط اسم الشهيد "مبروك"، بالعديد من الأحداث المهمة التى وقعت داخل البلاد، فهو الذى سطر محضر تحرياته المؤرخ فى 9 يناير 2011، حول اجتماع قيادات الإخوان للتنسيق لأحداث العنف التى وقعت بعد أحداث ثورة 25 يناير والتى خدع بها الكثيرون من أبناء الوطن المحبين لوطنهم.
ففى قضية "التخابر" والتى كان يعاد فيها محاكمة 23 متهما من قيادات الإخوان، والتى كانت تنظرها دائرة الإرهاب المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، بتاريخ 19 نوفمبر 2017، فضت المحكمة حرزا عبارة عن مظروف بنى بداخله محضر تحريات الشهيد مبروك مؤرخ 9 يناير 2011، الساعة الواحدة مساء ومثبت به أنه ورد إليه معلومات من مصادره السرية بقيام القيادات الإخوانية وعلى رأسهم محمد بديع بعقد عدة لقاءات بمقر التنظيم بالمنيل.
وأضاف المحضر: "وخلال الاجتماع تمت دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين بتنظيم تظاهرات بتاريخ 25 يناير 2011 بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشرطة، وملاءمة ذلك بتدخل عناصر الجماعة وكوادرها ومشاركتها فى التظاهرات، وتوجهات التنظيم الدولى الإخوانى الذى يستهدف إشاعة الفوضى فى البلاد تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية".
وجاء فى المحضر: "أنه تمكن من رصد تكليف من الإخوانى محمد مرسى العياط عضو مكتب الإرشاد المشرف على القسم السياسى للهيكل التنظيم الإخوانى لكل من الإخوانيين محمد الكتاتنى ومتولى صلاح عبد المقصود متولى، للسفر إلى الخارج والالتقاء مع هارب "أحمد عبد العاطى" لتدارس إمكانية استثمار الجماعة للأحداث المتوقعة فى البلاد واستغلالها بما يخدم الجماعة، فضلا عن الوقوف على آخر مستجدات الموقف الأمريكى من الأحداث".
وخلال محاكمة قيادات الإخوان بقضية "اقتحام الحدود الشرقية"، كشف اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق بأمن الدولة العديد من الأسرار فى شهادته، مشيرا إلى أن الشهيد محمد مبروك ضبط وثيقة بخط مرسى أثناء ضبطه تفيد فى تورطه فى قضايا هامة.
وتابع عزب: كلفت الشهيد محمد مبروك بتسجيل مكالمات هاتفية للمتهمين محمد بديع ومحمد مرسى من 21 يناير وحتى 26 يناير 2011، وتأكد مبروك من مضى الجماعة فى تنفيذ مخطط المؤامرة لتنفيذ المخطط للنهاية مع أحد عملاء الاستخبارات الأمريكية.
واستكمل: استصدر "مبروك" إذن من النيابة لضبط بعض قيادات الإخوان فى 24 يناير 2011 وتفتيش محل إقامتهم، وتم ضبط وثيقة بخط محمد مرسى فيها 8 بنود خطيرة بعضها تخص سيناء.