"انفراد" يرافق أهالى الدويقة فى أول أيام تسكينهم بـ"تحيا مصر" بالمقطم.. عم ثروت: الريس قال لى خلى بالك من مصر.. ويؤكدون: عملت اللى عليك يا ريس وأنقذتنا من العشوائيات..والإيجار همّ كبير على القلب

بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة وحى المقطم فى تسكين 36 أسرة من إجمالى 840 أسرة من سكان الأماكن الخطرة بحى منشأة نصار والدويقة، والذين تم نقلهم إلى مساكن مدينة السادس من أكتوبر والحاصلين على قيمة إيجارية قدرها 300 جنيه، بالمرحلة الأولى من مشروع إسكان الأسمرات "مدينة تحيا مصر" والتى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، وسلم عقود الوحدات السكنية لـ10 مُستحقين من سكان شارع أحمد حافظ بمنطقة الدويقة.

وأكد اللواء أسامة هلال، رئيس حى المقطم، أنه أجرى اتصالا هاتفيا باللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، أمس عقب افتتاح الرئيس لمشروع الأسمرات، وطلب منه توفير قوة من الأمن المركزى لحماية الوحدات السكنية بالمشروع من البلطجية والراغبين فى الحصول على هذه الوحدات بوضع اليد، وأيضا لتنظيم عملية تسليم الوحدات بالتتابع، خاصة أنه سيتم تسليم باقى الوحدات للمُستحقين بعد أن يتم فرشها بالكامل وفقا لتوصيات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الافتتاح.

وأضاف رئيس حى المقطم فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن قوات الأمن المركزى وقسم الشرطة ستستمر فى التواجد بالمشروع لحين تسكين جميع الوحدات السكنية بالكامل بعد فرشها، وبعد ذلك سيسير كل شىء بشكل طبيعى وسيتم تزويد المدينة بنقطة شرطة لحفظ الأمن بها وضبط الخارجين على القانون، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة أمن خاصة ستتولى تأمين جميع مداخل ومخارج المدينة، وسيتم التنسيق بينها وبين قسم الشرطة لضبط النواحى الأمنية بالكامل، مشيراً إلى أنه تم تخصيص شقة ستكون مخصصة لمسئولى الحى بالمكان و3 شقق أخرى لرجال الشرطة الذين سيتولون تأمين المكان بعد أن يتم إعدادهم لتكون مكاتب.

وأوضح اللواء أسامة هلال، أنه سيتم فرش جميع غرف الوحدات السكنية للمرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات الإسكانى، ذلك وفقاً لتوصيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسيتقاسم القوات المُسلحة وجمعية الأورمان تكاليف فرشهم، كما سيشمل الفرش الأجهزة الكهربائية المتمثلة فى غسالة "هاف ماتيك" وتليفزيون وبوتوجاز وثلاجة، بالإضافة إلى غرف النوم والمطبخ والسفرة، مؤكداً أن الأسبوع المقبل ستبدأ جمعية الأورمان فى فرش الشقق بالكامل.

ومن جانبه طالب اللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظ القاهرة، الإعلام بممارسة دوره التوعوى، لنشر الوعى بين الأسر التى تم نقلها من الدويقة ومنشأة ناصر والتى سيتم نقلها من حيى مصر القديمة ودار السلام "منطقتى اسطبل عنتر وعزبة خيرالله"، وذلك للحفاظ على نظافة لمكان وتنظيمه الذى هو عليه الآن، مشيراً إلى أن أبناء هذه الأسر وصغارهم لهم الحق فى أن يعيشوا فى أماكن أكثر رقياً كقرنائهم فى الأحياء الراقية بالمعادى ومصر الجديدة، مشيراً إلى أن فوارق الحياة بين الأماكن التى نُقلوا منها وأماكنهم الحالية تحمل بعض السلوكيات التى يجب تجنبها فى حياتهم الجديدة.

تحدث "انفراد" إلى عدد من الأسر التى تم نقلها من شارع أحمد حافظ بالدويقة، إلى المرحلة الأولى من مشرع إسكان الأسمرات الجديد فى أول أيامهم داخل الحياة الجديدة التى وفرتها لهم الدولة، وذلك للتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم بعد أن تم نقلهم بعد مرور عام ونصف العام على إخلائهم من منازلهم لهدمها، وقال ناصر محمد يوسف، فران وأب لثلاثة أبناء، أنه لا يقوى على دفع القيمة الإيجارية التى تم تحديدها مقابل الحصول على الوحدات السكنية الجديدة المخصصة لهم بالأسمرات، مشيراً إلى أن إيراده اليومى يكفى مصروفات يومه فقط ولا يمكنه أن يدخر منه شيئاً لآخر الشهر كى يدفع منه الإيجار المطلوب.

وأضاف ناصر، أنه يعمل فراناً بأحد الأفران بحى منشأة ناصر، وهو ما يبعد مسافة كبيرة عن منزله فى الأسمرات، كما أنه كبر فى السن ولا يقوى على التنقل بين المواصلات حتى يصل إلى مقر عمله، مطالباً المسئولين بتوفير وسيلة مواصلات مباشرة إلى منطقة الدويقة بمنشأة ناصر حتى يصل إلى عمله فى موعده، مؤكداً أنه فى أول أيامه اليوم ذهب إلى عمله، وترك زوجته وأبناءه هم من يتولون نقل الأغراض إلى المنزل الجديد، لأنه ذهب إلى عمله فى تمام الساعة الخامسة صباحا، ووجه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى مفادها: "عملت اللى عليك يا ريس، ربنا يقويك ويسدد خطاك لأنك منستش الغلابة ووعدتنا بحياة أفضل ووفيت بوعدك".

وأكد ثروت مهدى محمد، عامل بأحد المصانع بمنطقة الدويقة، أنه فى غاية السعادة أن الدولة وفرت بيئة ومناخ مناسبين لأبنائه الثلاثة كى يعيشوا فى ظروف معيشية أفضل مما كانوا عليه فى الدويقة، ولكنه يرى أن القيمة الإيجارية التى وصلت قيمتها 300 جنيه تمثل عبئا عليه، خاصة أنه يعمل بالأجرة ورزقه بيد الله، فهناك أيام يرزقه الله فيها بأجر مناسب لإشباع جوع أبنائه وهناك أيام لا يحصل فيها على عمل، مضيفاً أنه كان يمكث فى منزل ملكه، لا يدفع إيجارا والمحافظة طلبت منه الإخلاء فانصاع لرغباتها، ومن الصعب أن يلتزم بدفع هذا المبلغ شهرياً.

وطالب ثروت، المسئولين بتخفيض قيمة الإيجار الشهرى لشقته بمدينة الأسمرات، بالإضافة إلى توفير مدارس مجانية حتى يتمكن أبناؤه من الحصول على فرصة للتعليم، خاصة أنه اضطر لإخراجهم من المدرسة بسبب سوء الأوضاع المادية التى يعانى منها، كما طالب بتوفير فرصة عمل داخل النطاق الذى يعيش فيه حالياً، حتى لا يتكلف مصاريف المواصلات التى لا يقوى على دفعها يوميا خاصة وأن عمله كان قريب من محل اقامته بالدويقة.

"الرئيس قالى خلى بالك من مصر"، بتلك الكلمات استهل شلبى محمود أحمد، أحد المنتقلين إلى الأسمرات اليوم حديثه معنا قائلا: هذه الجملة رددها الرئيس عبد الفتاح السيسى له مرتين أثناء تسليمه عقود شقته الجديدة بالأسمرات بعدما وجه له الشكر على نقلهم إلى حياة أكثر كرامة لهم ولأبنائهم، وشكى شلبى من تعامل رجال مباحث قسم شرطة المقطم معه هو ومن تم نقلهم اليوم بعدما وجهوا لهم بعض الكلمات التى وصفها بالمهينة خاصة بعد أن كرر أحد الضباط جملة جعلته أكثر حزنا مما كان عليه بالدويقة، وطالب المسئولين بالتنبيه عليهم بأن يتعاملوا معهم كمواطنين مصريين لهم كل الحقوق على هذه الأرض.

وأضاف شلبى، أنه يعمل بائعا متجولا بالعتبة، وليس له أجر ثابت شهرياً ومن ثم لا يضمن أن يقوم بدفع الإيجار الشهرى الذى حددته الدولة لهم من أجل بقائهم فى شققهم بالأسمرات، مشيراً إلى أن كان يكتفى بدفع مصاريف المياه والكهرباء خلال فترة تواجده بمنزله القديم بالدويقة ولا يمكنه تحمل أعباء مادية جديدة خاصة أنه يعول 3 أبناء، اثنان منهم بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة بالدويقة مطالباً المسئولين بتخفيض قيمة الإيجار إلى 100 جنيه أو أقل من ذلك حتى يتمكن من دفعها.

وشكا ناصر محمد إبراهيم أحد المنتقلين اليوم إلى الأسمرات، من قيمة الإيجار الذى حددته الدولة لهم، وقال إنه يعمل سائقا لأحد الأشخاص يتقاضى منه 1500 جنيه شهرياً فقط، ولديه 4 أبناء، 3 منهم يدرسون بمدارس فى منشأة ناصر، ومن الصعب أن يستكملوا تعليمهم وهو ملتزم بدفع هذه المبلغ شهرياً، خاصة أن عقودهم تتضمن دفع المياه والكهرباء وحتى جمع القمامة، موضحاً أنه عندما تم إزالة منزله منذ عام ونصف حصل على قيمة ايجارية من الحى 300 لحين الحصول على شقته بالأسمرات، وتحمل ايجار شقة قيمته 625 جنيه، ولكنه لم يعد أن يتحمل تلك الأعباء.

ووجه ناصر الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى واصفاً إياه بالمنقذ، الذى أنقذهم من غياهب العشوائية إلى مكان أكثر أمنا واستقرار، مؤكداً أنه الآن يأمن على أهل بيته إذا غاب عنهم بعكس ماكان يحدث فى السابق، كما وجه الشكر إلى المهندس محمد نور رئيس حى منشأة ناصر خاصة وأنه كان لين معهم فى التعامل وكان متعاونا معهم لأقصى درجة ممكنة، وتعهد بالمساهمة فى الحفاظ على بيئتهم الجديدة، كما وجه الشكر إلى وزارة الداخلية التى أدخلت الطمأنينة عليهم من خلال تأمين منازلهم من البلطجية.