أتمنى التوسع في مسابقات اكتشاف المواهب
كانت أول سيدة تتولى منصب رئيس شبكة القرآن الكريم فى الإذاعة المصرية، وعٌرف عنها إتقانها لعملها وحسمها لكل الأمور التى تتعلق بكتاب الله وإذاعة القرآن الكريم، حتى أنها تصدت بقوة لما يسمى بظاهرة "الهتيفة" الذين يحضرونهم بعض قراء القرآن الكريم معهم فى الحفلات والتسجيلات الخارجية.
"أتصور أن الله اختارنى الله سبحانه وتعالى رئيسا لإذاعة القرآن الكريم لأؤدي رسالة دينية".. هكذا تروى الدكتورة هاجر سعد الدين، عن فترة توليها رئاسة شبكة القرآن الكريم من سبتمبر عام 1998 وحتى نوفمبر 2006.
اختيارنا للدكتورة هاجر سعد الدين ضمن سلسلة إحياء دولة التلاوة، كونها شغلت أيضًا منصب رئيس اللجنة الموحدة لاختبار القراء والمبتهلين فى الفترة من عام 2000 إلى 2006، وهى الفترة التى قال عنها الكثير من المهتمين بالشأن القرآنى فى مصر فترة "القبضة الحديدية" فكانت اللجنة دقيقة وحاسمة فى اختيار من يصلح للانضمام للإذاعة قارئًا أو مبتهلا.
وفى هذا تكشف الدكتورة هاجر سعد الدين، لـ "انفراد"، أنه طوال مدة رئاستها للجنة الموحدة لاختبار القراء والمبتهلين، لم ينجح إلا قارئًا واحدًا، معللة ذلك بما كانت عليه اللجنة من دقة ليس فقط فى اختبار القراء الجدد ولكن فى متابعة القراء الذين تم اعتمادهم، لافتة إلى واقعة شهيرة تتذكرها حينما لاحظت كثرة الصحيات ومبالغة المستمعين فى الصياح للقارئ أثناء التلاوة وسألت عن سبب ذلك فكان الرد أن القراء هم من يحضرون معهم ما يسمى بـ "الهتيفة".
تستطرد الدكتورة هاجر :"كان ذلك فى عام 2004 وعقدت اجتماعا عاجلاً مع عدد كبير من القراء بمختلف الشبكات وحذرتهم من هذه الظاهرة "الهتيفة"، وكان ذلك فى حضور نقيب القراء الأسبق الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ محمود طنطاوى رئيس لجنة المصحف بالأزهر الأسبق، وعبد الكامل الشندويلى مدير عام التخطيط الدينى بالإذاعة المصرية الأسبق، وبالفعل رضخ القراء لهذا التحذير واختفت الظاهرة تماما فترة طويلة.
وتؤكد الدكتورة هاجر سعد الدين أنها ترى أن تلاوة القرآن الكريم موهبة من الله سبحانه وتعالى، قائلة: "الجاهل من الممكن أن يتعلم وغير المثقف ربما يقرأ كتبًا ويثقل نفسه، ولكن الصوت الحسن وحسن التلاوة موهبة من عند الله، وأؤكد أنه إلى جانب الصوت الحسن ضرورة أن يكون قارئ القرآن على علم بالأحكام وحافظ القرآن الكريم هذه الثلاثية تكمل بعضها البعض ولا يمكن أن نفرط فى أى منها لاعتماد قارئًا فى الإذاعة، فلا أتصور اعتماد قارئا فى الإذاعة لا يجيد الأحكام ولا يحفظ كتاب الله كاملًا ".
واختتمت الدكتورة هاجر سعد الدين، بالإشارة إلى ضرورة التوسع فى مسابقات اكتشاف المواهب الجديدة فى تلاوة القرآن الكريم، قائلة: "لازم ننزل النجوع والقرى ونكتشف الأصوات الجديدة وننميها ونثقلها".