قنبلة مدوية ألقاها 12 ناديًا من الكبار فى عالم كرة القدم، معلنين إنشاء دورى السوبر الأوروبى، كبطولة منافسة لدورى أبطال أوروبا المقام تحت رعاية "يويفا"، وذلك بزعم تحسين أوضاع الأندية المالية، بعدما تكبدت خسائر مالية كبيرة إثر جائحة كورونا.
وفور الإعلان عن الفكرة الجديدة، انطلقت الاحتجاجات من كل حدب وصوب، تحت شعار كرة القدم صنعها الفقراء وسرقها الأغنياء، فى إشارة إلى أن أندية كبرى من عينة ريال مدريد وبرشلونة وليفربول الإنجليزى ويوفنتوس الإيطالى يريدون الاستحواذ على كل شىء وقتل المنافسة.
وبخلاف التهديدات من قبل الاتحادين الدولى "فيفا"، والأوروبى "ويفا"، بتطبيق عقوبات على الأندية الـ 12، وحرمان لاعبيهم من تمثيل منتخباتهم الوطنية فى مسابقاتهم، إذا ما شاركوا فى السوبر الأوروبى، فإن آخرين بدأوا فى سرد تاريخ كرة القدم وكيف بنت مجدها على أنها لعبة الفقراء فى المقام الأول؟
فالبرازيلى بيليه كان أول ملك على عرش الساحرة المستديرة، وقد كان فى صغره ماسح أحذية بسيط، والساحر الراحل دييجو أرماندو مارادونا جاء من أفقر أحياء العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، لينثر سحره على المستطيل الأخضر.
ومن وسط عائلة فقيرة تعيش فى جزيرة ماديرا فى البرتغال خرج كريستيانو رونالدو.
كرة القدم أثبتت أنه لا يوجد مستحيل، عندما ساهمت فى تحويل فتى مشرد يدعى جورج وياه فى ليبيريا إلى نجم عالمى وبعدها أصبح رئيسًا لبلاده..
كل هذه القصص الملهمة وغيرها دفعت الآلاف من المشجعين فى أوروبا للخروج فى تظاهرات احتجاجًا على فكرة السوبر الأوروبى.
ويكفى أن جماهير مثل ليفربول الذى عاشت لعقود تغنى لفريقها "لن تسير وحدك" كتبت على جدران ناديها "أرقد فى سلام" وغيرهم من مشجعى أندية مثل تشيلسى ومان سيتى أكدوا أنهم لن يسمحوا بأن تسرق لعبتهم المفضلة منهم..
وفى النهاية تحققت إرادة الجماهير وتوالت انسحابات الأندية الكبرى من المسابقة الجديدة لتكتب شهادة وفاتها قبل ميلاده أساسا.. وينتصر الجانب الرومانسى من كرة القدم..