كشفت مصادر حكومية أن شركات الحديد والصلب المصرية وشركة النصر لصناعة الكوك تعانى من الانهيار جراء عدم قدرتها على توفير مستلزمات الإنتاج إضافة إلى المخالفات فى عمليات الإحلال والتجديد والصيانة.
وأكدت المصادر لـ"انفراد" أن الشركات محل دراسة من قبل الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام بهدف الوقوف على أفضل السبل لتطوير الشركات سواء شركة الحديد والصلب أو الدلتا للصلب، وأيضا شركة النصر لصناعة الكوك، كما أن الشركات بها خردة بنحو مليار جنيه منها خردة بـ600 مليون جنيه فى شركة الحديد والصلب ولا بد من بيعها لتطوير الشركة وتوفير المادة الخام للإنتاج.
وقال المهندس على أبو العينين الذى كشف ملفات الفساد فى شركة النصر لصناعة الكوك لـ"انفراد" إن الشركة شكلت لجنة ممن اتهمهم بالفساد للتحقيق معه مما يعتبر مخالفا للدستور وضربا بالمواثيق عرض الحائط.
وأضاف أنه كشف ملفات فساد فى إحلال وتجديد البطاريات وصيانتها من قبل شركات أجنبية وأرسلت الملفات للجهات الرقابية وفى نهاية المطاق يتم التحقيق معه دون النظر لملفات الفساد.
وأضاف أنه طلب تشكيل لجنة محايدة للتحقيق فتم كتابة تقرير أنه يرفض التحقيق لافتا إلى أنه ينتظر مقابلة الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام أو المهندس سيد عبد الوهاب رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية لكشف الفساد فى الشركة نظرا لتدهور أوضاعها بشكل كبير.
كما كشفت مصادر بشركة النصر لصناعة الكوك أن الشركة معرضة لكارثة كبيرة جراء عدم توفر سيولة لاستيراد الفحم من الخارج، مما يضطر الشركة لتسخين البطاريات بمواد أخرى تسهم فى زيادة الكارثة.
وأكدت المصادر أهمية تدخل وزير قطاع الأعمال العام الدكتور أشرف الشرقاوى لإنقاذ الشركة حتى لا تتعرض البطاريات للتلف حال نقص كميات الفحم.
مشاكل صيانة البطاريات
من جانبه يقول القيادى العمالى بالشركة ياسر عيسى، إن الشركة تعانى من عدة مشاكل أبرزها توقف البطارية الثانية تماما عن الإنتاج منذ ما يقرب من عامين، ويتم تسخينها عن طريق الغاز الطبيعى الوارد من شركة الحديد والصلب بمبلغ 7 ملايين جنيه شهرياً وأنفق عليها فى 24 شهر 168 مليون جنيه خسائر نتيجة توقفها. أضاف ياسر عيسى لـ"انفراد" إن هذه البطارية تم عمل صيانات لها منذ أكثر من 3 سنوات بملايين الجنيهات من شركات أجنبية، ولم تقم هذه الشركات بعمل الصيانات الصحيحة لتلك الأفران، ولهذه الأسباب لم تعمل البطارية الثانية وتعتبر ميته إكلينيكا.
ويضيف: عدم وجود صيانات حرارية فى البطاريات بصفة دورية وعدم وجود فحم فى المصنع أدى إلى رفع ساعات التكويك وهذا يسبب دمار للأفران، كما أن رصيد الفحم الموجود فى المخازن لا يكفى لتشغيل البطاريات لمدة 12 يوما، وهذا يعد كارثة كبرى تتعرض لها الشركة.
وقال إنه يتم عمل صيانة للأفران من شركات أجنبية، تكلفة الفرن الواحد حوالى 3 ملايين جنيه، ولا يتم عمل صيانة صحيحة لها، حيث لا يعمل الفرن أكثر من شهر ولا يغطى تكلفة صيانته فى حين كان عمال شركة الكوك يقومون ببناء وصيانة الفرن بتكلفه لا تتعدى 30 ألف جنيه فقط، ويعمل بعدها الفرن لمدة أكثر من عام، ويعد أمر الإسناد لشركات أجنبية لعمل صيانات إهدار للمال العام وفساد.
وأكد إهدار 21 مليون يورو على صيانة 50% فقط من أفران شركة الكوك وهو العقد البولندى بإجمالى 11 مليون يورو و284 ألف يورو والعقد رقم 2 لعام 2012 وذلك لإصلاح أفران البطارية الأولى والثانية الـ100 فرن، وتم استنزاف قيمة العقد بقيمة 822 ألف يورو بالإضافة إلى 50'3 مليون يورو بدون مناقصة بالأمر المباشر مع نفس الشركة البولندية، ولم يتم إلا إصلاح 34 فرنا فقط من الـ100 فرن يعمل منها 32 فرنا.
استغلال خردة الحديد والصلب
من جانب آخر كشفت مصادر بشركة الحديد والصلب أن الشركة تمتلك أكثر من 300 ألف طن خردة حديدية يمكن بيعها لمصانع إنتاج حديد التسليح، لكى تحقق سيولة للشركة تقدر بقيمة 600 مليون جنيه بحد أدنى.
وأضافت المصادر أن هذه السيولة تكفى لشراء كمية فحم لتشغيل فرنين بصفة مستمرة وتنطلق عجلة الإنتاج فى الشركة.
وطالبت المصادر المهندس محمد سعد نجيدة رئيس الشركة بعرض الخردة فى مزادات لسرعة الاستفادة منها وتوفير السيولة القادرة على النهوض بالشركة.
من جانبه قال المهندس محمد سعد نجيدة، رئيس مجلس إدارة شركة الحديد والصلب: إن الشركة بها بالفعل بعض الخردة ويتم بيعها فى مزادات بشكل دورى لتوفير سيولة، لافتا أن الشركة نجحت فى تشغيل المصنع الروسى رقم 4 بعد توقف 4 سنوات عن العمل، وذلك بالجهود الذاتية.
وأضاف سعد نجيدة، لـ"انفراد"، أن المصنع الذى كان متوقفا سيضاعف إنتاجية الشركة بنسبة تزيد عن 100%، حيث من المتوقع إنتاج 1500 طن صلب شهريا، بما يسهم فى مضاعفة إيرادات الشركة مستقبلا.
لقاء وزير قطاع الأعمال ووفد روسى
وفى السياق نفسه التقى الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام، مؤخرا لوكاشينفيودور رئيس مكتب التمثيل التجارى بالسفارة الروسية، ووفد إحدى كبرى الشركات الروسية المهتمة بالمشاركة فى مشروع تطوير شركة الحديد والصلب المصرية، شركة ميتا بروم الروسية وذلك بمشاركة كل من المهندس سيد عبد الوهاب رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، والمهندس محمد سعد نجيدة رئيس شركة الحديد والصلب.
وأكد الوزير على أهمية مشروع تطوير شركة الحديد والصلب المصرية واعتزام الشركة القابضة طرح نطاق الأعمال المطلوبة وشروط التعاقد على عدد من الشركات المتخصصة خلال الفترة القادمة للبدء فى اختيار أفضل العروض الفنية والمالية والتى يمكن أن تشمل تقديم بدائل تمويلية.