بالمستندات..نص التحقيقات فى اغتيال النائب العام السابق.. تغيير خط سير الموكب أجل العملية 24 ساعة.. والإخوان خططوا لقتل وزير الدفاع بعبوة سلكية تفاديا لسيارة التشويش..ورصدوا تحركات مسئول التسليح بالجيش

ينشر "انفراد"، نص التحقيقات التى باشرتها نيابة أمن الدولة العليا، مع عناصر الجناح العسكرى لجماعة الإخوان، المتهمين بالتورط فى تنفيذ عملية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، وتضمنت إدلاء بعضهم باعترافات تفصيلية حول اتجاه التنظيم للعنف واستهداف المسئولين بالدولة.

وتعد أقوال المتهم السابع فى القضية رقم 314 لـسنة 2016 حصر أمن دولة عليا، أحمد محمد طه وهدان، نجل القيادى الإخوانى المحبوس حاليا بتهمة تأسيس لجان العمليات النوعية، أحد أهم الاعترافات التى انتزعتها النيابة خلال جلسات التحقيق مع عنصر إخوانى منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة.

نجل محمد طه وهدان، أكد أمام هيئة التحقيق أنه عضو فى جماعة الإخوان، منتظم فى حضور اللقاءات الأسبوعية ضمن أصغر وحدة أفراد فى الجماعة المسماة بـ"الأسرة"، وذلك ردا على سؤال المحقق حول انتمائه للتنظيم واعتناقه أفكارا متطرفة.

ونفى "وهدان" انضمامه لما يسمى بلجان العمليات النوعية – الجناح العسكرى للجماعة – مؤكدا أن بعض قيادات جماعة الإخوان اتخذوا العنف منهجا للتعامل مع مؤسسات الدولة، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، وأنه فى سبيل ذلك أسسوا مجموعات سرية تتولى مهمة تنفيذ الاعمال العدائية ضد المنشآت الحيوية واغتيال رجال الجيش والشرطة.

اللافت فى أقوال أحمد محمد طه وهدان، أن اعترافه يعد قرينة جديدة ضد جماعة الإخوان التى تنفى دائما علاقتها بالعمليات الإرهابية وقتل رجال الشرطة، وتأكيدا لما قدمته الأجهزة الأمنية من معلومات على مدار عامين ونصف العام، حول لجوء الجماعة لتأسيس مجموعات مسلحة بديلة عن "النظام الخاص".

واعترف المتهم "أبو القاسم أحمد على يوسف" خلال التحقيقات، بانضمامه لجماعة الإخوان وإلتحاقه بمجموعات العمل المسلح عن طريق القيادى الهارب خارج البلاد يحيى موسى، وأنه تلقى تعليمات بالعمل ضمن مجموعة رصد القائمين على الدولة والشخصيات العامة، حيث تولى مسئولية الدعم اللوجستى المسئولة عن توفير المقرات التنظيمية والأسلحة والمتفجرات.

اعترافات "أبو القاسم" كشفت عن أماكن 8 مقرات تنظيمية اتخذتها لجان العمليات النوعية المسلحة، مأوى لعناصرها بأربعة محافظات، من بينها 3 وحدات سكنية بمنطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، ووحدات سكنية بمدينة الشيخ زايد، وشارع الأخبار بالحى السادس بمدينة 6 أكتوبر، ومساكن الشباب بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة، ومنطقة مساكن عبد القادر بمحافظة الإسكندرية، ومحافظة الفيوم.

وأوضح المتهم أمام هيئة التحقيق، أن عناصر لجان العمليات النوعية التى شاركت فى عملية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، اعتمدت بشكل أساسى على تطبيق "لاين" للاتصال فيما بينهم، وتلقى التعليمات والتكليفات من قيادات تنظيم الإخوان.

وفجرت اعترافاته مفاجأت عديدة إذ أكد على تلقيه أموال من قيادات اللجان النوعية مصحوبة بتكليفات، من بينها نقل وشراء مواد تصنيع المتفجرات، وأنه تلقى فى يونيو 2015 برميلا بلاستيكيا لاستخدامه فى إعداد عبوة ناسفة، وبتاريخ 19 يونيو قام بشراء سيارة اسبرنزا رصاصية اللون، حيث علم بعد ذلك أن المجموعة مكلفة باغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل عن طريق تفخيخ السيارة بالعبوة الناسفة لتفجير موكبه.

وأقر "أبو القاسم" أن "يحيى موسى" أخبره عبر برنامج "لاين" بتحديد يوم 28 يونيو 2015 موعدا لتنفيذ عملية اغتيال النائب العام، وفى نفس اليوم قام بنقل العبوة الناسفة إلى السيارة لتفخيخها بمعاونة أحد العناصر، ثم قادها إلى نادى السكة الحديد بمدينة نصر وسلمها إلى عضو بمجموعة الرصد، ومن ثم التقوا بعنصر آخر نقلهما بسيارة آخرى إلى محيط الموقع المستهدف تفجير موكب المستشار هشام بركات أثناء مروره به، وقام المتهم بتفعيل العبوة الناسفة استعدادا للتنفيذ وتفجيرها عن بعد فور مرور الموكب، إلا أنهم تلقوا معلومات عبر "لاين" بتأجيل العملية لتغير خط سير "بركات"، وفى اليوم الثانى الموافق 29 يونيو نجحوا فى تنفيذ العملية.

وكشف المتهم أحمد جمال أحمد محمود حجازى، أنه اشترك فى قتل النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، حيث التحق بلجان العمليات النوعية فى مارس 2015، وفى نوفمبر 2015 تلقى تكليفا من قيادات التنظيم برصد سفير أجنبى تمهيدا لقتله، وفى ديسمبر تلقى تكليف برصد مسئول التسليح بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفى فبراير 2016 بدأ فى رصد موكب وزير الدفاع وخط سيره، ونظرا لوجود سيارة تشويش فى موكبه تم الاتفاق على استخدام عبوة ناسفة يتم تفجيرها سلكيا لتفادى التشويش.

كما اعترف بتلقيه وأفراد المجموعة تكليفات برصد سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، وروسيا، والإمارات، تمهيدا لاستهدافهم بعمليات عدائية.