يشهد العالم طفرة جديدة فى ركوب الدراجات بعد وباء فيروس كورونا، حيث تضاعف الدول الأوروبية من استخدامها للدراجات لتقليل مخاطر انتشار عدوى كورونا، وفى مدريد وبرشلونة تضاعف استخدامها بنسبة 100% خلال أشهر خفض التصعيد، وهناك فى العالم 50 مليون مستخدم للدراجات.
وفى أوروبا شجعت الحكومات ركوب الدراجات كوسيلة نقل منخفضة التكلفة ومستدامة لتقلل من مخاطر الفيروس، وكان أحد التدابير الرئيسية هو إعادة توزيع مساحات الشوارع فى المدن لإنشاء بنية تحتية مؤقتة للدراجات. وجد مؤلفو الدراسة أنه منذ يوليو 2020، استجابت المدن الأوروبية بالفعل من خلال الإعلان عن 2000 كيلومتر من البنية التحتية التى عادة ما تكون مميزة أو محمية، إلى حد كبير.
وقال اتحاد راكبى الدراجات الأوروبى (ECF)، إن المدن الأوروبية أنفقت فى القارة مليار يورو على تدابير ركوب الدراجات المتعلقة بكورونا فى عام 2020، مما أدى إلى إنشاء ما لا يقل عن 1000 كيلومتر من ممرات الدراجات، وأظهر الباحثون زيادة بنسبة 41.5٪ فى ركوب الدراجات بين هذه المدن.
فرنسا
تخطط الحكومة الفرنسية لمنح المواطنين الذين يرغبون فى تداول سياراتهم القديمة منحة قدرها 3000 دولار (2500 يورو) لشراء دراجة كهربائية، وتمت الموافقة على الفكرة من قبل المشرعين فى الجمعية الوطنية فى تصويت أولى وهى جزء من جولة أكثر طموحًا لتخفيضات الانبعاثات المخطط لها لعام 2040، وعند هذه النقطة تتوقع الحكومة الفرنسية خفضها بنسبة 40٪ مقارنة بالمستويات عام 1990.
وقال الاتحاد الفرنسى لمستخدمى الدراجات الهوائية (FUB) إنه إذا تم تبنيها، فإن فرنسا ستصبح أول دولة تقدم مثل هذه التجارة، كل ذلك فى محاولة لتقليل عدد السيارات على الطريق، خاصة تلك التى تنتج المزيد من الانبعاثات.
لقى قرار فرنسا إشادة من قبل مجموعات ركوب الدراجات والبيئة، التى ترى أن الدراجات هى حل مهم لمكافحة انبعاثات المركبات حيث إن معايير الانبعاثات الحديثة فى الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة للسيارات، وخاصة تلك المسجلة فى المدن الكبرى، صارمة للغاية، مما يعنى أن الموديلات القديمة لديها حمولة انبعاثات أعلى بكثير من حصتها من النسبة الإجمالية للمركبات على الطريق.
ورحبت جمعية صناعة الدراجات فى أوروبا، وهى جمعية تجارية، بهذه الخطوة وقال الرئيس التنفيذى لها: "إننا نشهد زيادة إيجابية فى الحوافز المستقلة لشراء الدراجات، لكن الجمعية الفرنسية أوضحت: الدراجات الكهربائية والدراجات. يجب دعم البضائع على أنها استبدال المركبات.
تشير التقديرات إلى أن ركوب الدراجات قد نما بنسبة 70 ٪، وستصبح 51 كيلومترًا من الممرات المؤقتة التى تم تركيبها فى بداية الأزمة دائمة.
إسبانيا
وفى إسبانيا، 2 مليون مستخدم للدراجات وفقا للبيانات الواردة من خدمة مترو سترافا المصممة لتوفير بيانات تنقل مجهولة المصدر للمؤسسات والباحثين والمستخدمة بالفعل من قبل منطقة برشلونة، وحسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن متاجرAliExpressتتحدث عن وجود زيادة فى المبيعات بنسبة 95% فى هذا الدراجات مقارنة بعام 2019، والمبيعات ستكون أعلى من 1.260.000 دراجة
إيطاليا
شجعت الحكومة الإيطالية على ركوب الدراجات ومنحت دعم يصل إلى 500 يورو للراغبين فى شراء دراجة هوائية جديدة أو مستعملة أو دراجة كهربائية وتلقى البرنامج 119 ألف طلب فى العام 2020.
وعلى الرغم من أن تغير الرأى لاستخدام الدراجات فى إيطاليا يسير ببطء، إلا أنه ارتفع بشكل واضح بسبب وباء كورونا، فالمدير الإقليمى لجمعية "ليجامبيينتي" البيئية روبرتو سكاتشى قال "قبل خمس سنوات، بالكاد كنا نرى دراجات هوائية فى روما. لم يكن أحد يستخدمها إلا فى الحدائق العامة يوم الأحد".
وأضاف أمام مسار جديد للدراجات الهوائية بالقرب من محطة تيرمينى المركزية للقطارات "لا أرى أن أى ثورة تحصل، فنسبة الدراجات الهوائية لا تزال تقتصر على واحدة لكل مئة سيارة".
وأفاد الاتحاد الأوروبى لركوب الدراجات أن 0,6 % فحسب من سكان روما يمارسون ركوب الدراجات بانتظام، فيما تبلغ النسبة فى كوبنهاجن 49 %
وبصرف النظر عن حركة المرور، ثمة عوائق أخرى على مستخدمى الدراجات الهوائية أن يواجهوها فى روما، بينها الحال السيئة جداً للشوارع والطرق التى يستخدمها مصنعو السكوتر كحقل تجارب لاختبار مدى صلابة نُظُم التعليق فى الطُرز الجديدة من دراجاتهم النارية.
وأعلنت رئيسة بلدية روما فيرجينيا راجى العام الماضى عن خطة لإقامة 150 كيلومتراً من المسارات الجديدة للدراجات الهوائية، تضاف إلى الـ 250 كيلومتراً القائمة راهناً، وتقرب العاصمة الإيطالية من تحقيق هدفها البالغ 500 كيلومتر.
لكن جمعية "ليجامبيينتي" تقدر أن مسافة المسارات التى أقيمت فعلياً حتى الآن لا تتجاوز 15 كيلومتراً، ومعظمها "موقت"، إذ لا يعدو الأمر كونه تحديداً لهذه المسارات بخط من الطلاء، من دون فصل الدراجين بأمان تام عن الطريق المخصصة للسيارات.
ففى شمال المدينة مثلاً، يفضى مسار كبير فجأة إلى طريق مرصوفة بالحجارة الخشنة لا إلى الأسفلت، وكل ما فى الأمر أن الحجارة طليت باللون الأسود.
هولندا
وفى هولندا، يعتبر استخدام الدراجات ليس جديد، فيبلغ عدد السكان فى هولندا 17 مليون شخص، وغالبية هؤلاء يستخدمون الدراجة الهوائية فى تنقلاتهم داخل المدن والقرى، ووفقاً لتقرير رسمى صدر قبل عامين فإن عدد الدرجات الهوائية فى البلاد يبلغ نحو 23 مليون دراجة، وبالنظر إلى هندسة الطرقات المتقدمة فى هولندا التى خصصت مسارب خاصة لوسيلة النقل الأكثر شعبية، فقد يكون أمراً مفاجئاً معرفة أن هذه البلاد لديها ثانى أعلى معدل لوفيات مستخدمى الدراجات الهوائية فى دول الاتحاد الأوروبي.