كانت مفاجأة أن يتم الكشف عن مشروع إسكان الأسمرات بمراحله الثلاث، وكان كل من شاهده يقول: معقولة دا فى مصر، متى تم تنفيذه؟. لم يتصور حتى سكان العشوائيات أنفسهم، وقد انتقلوا من العشش والمناطق الخطرة إلى مناطق جديدة وحياة مختلفة، وأنها ليست مجرد مساكن، لكنها مجتمعات كاملة فيها مدارس وملاعب ومساحات خضراء ومجتمع إنسانى يراعى ظروفهم، بل والرئيس يقدم لهم الفرش. وكان السؤال: متى تم كل هذا، وكيف تمت عملية إقامة كل هذه الوحدات. لقد اكتشفوا أن هناك جدية ودولة تعرف مطالبهم وتنفذها. وفى مشروع الأسمرات الأول، مدرستان تجريبيتان ومدرستان للتعليم الأساسى، والثانى فيه 3 مدارس، مركز ثقافى وفنى ومكتبة عامة، وملاعب، مع مراعاة كبيرى السن والمعاقين فى اختيار السكن، الأدوار الأرضية لهم حتى لا يُعانوا أثناء السكن. بل وتمت مراعاة وضع عملية البيع والشراء والمهن التى يمتهنها عدد من سكان الدويقة الذين سيتم نقلهم إلى الأسمرات، وصندوق تحيا سيتكفل بإقراض المرأة المُعيلة، حتى تتمكن من العمل وإعالة أبنائها، ومراكز للصناعات الحرفية، حتى يتمكن أصحاب الحرف من العمل فى مجالاتهم بجوار أماكن سكنهم، و388 محلا تجاريا.
تم تخصيص من 14 إلى 16 مليار جنيه، لبناء مشروعات سكنية لاحتواء باقى سكان العشوائيات، ومشروع الأسمرات الإسكانى، طفرة إسكانية غير مسبوقة أعدت لتليق بهم. واكتشفوا جدية وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقضاء على العشوائيات بمختلف محافظات مصر خلال العامين المقبلين.
كانت العشوائيات كابوسا، واليوم أصبحت هذه المناطق الجديدة حلما تحقق. احتواء سكان العشوائيات، وتطوير ما يمكن تطويره، ومنع عودة العشوائيات من خلال الإسكان الاجتماعى الذى يوفر للملايين مساكن إنسانية مناسبة تستوعبهم.
وإذا نظرنا إلى باقى التفاصيل من مجتمعات فى سيناء، وأراض وخططط، فنحن أمام دولة قررت أن تنتهى من المشكلات المتراكمة. وتمتلك شجاعة الاقتحام وعدم الاكتفاء بالكلام. الهدف توفير مناخ ملائم، للحصول على فرصة العيش فى مستوى اجتماعى لائق.
كل هذا ولا نرى تسمية المشروعات باسم فلان أو علان، بل نحن أمام عمل واضح، ومشروع ودولة تفكر بشكل واضح، وتتجه إلى مواطنيها، وتعرف من هم الأولى بالرعاية. وما حدث على مستوى المشروعات الإسكانية بمختلف أنواعه الاجتماعى والشباب والإخلاء الإدارى والخطورة الداهمة، هو أمر يستحق التأمل، عن الطريق الذى يسلكه الرئيس لمواجهة مشكلات لم يكن من الممكن التعامل معها، وهى حرب مختلفة وحقيقية مع التخلف. وخطوات هدفها، ليس نقل الناس من عشوائيات، لكن وضعهم على طريق التنمية والتقدم والمستقبل، وكل هذا فى وقت قياسى بأيدى المصريين.
لقد كان المصريون هم من شجعوا وساهموا فى التبرع لصندوق تحيا مصر، بينما كانت بعض النخب تتفرغ للتندر والتلاعب اللفظى. هذه الجنيهات التى دفعتها الطبقة الوسطى والفقراء، هى التى بنت المجتمعات الجديدة. والشعب المصرى هو من شارك فى كل «طوبة»، تم وضعها لبناء الوحدات السكنية، بعد أن تبرعوا فى صندوق تحيا مصر من أجل بناء وطنهم.