"مهنة الستر".. حكاية أقدم ورشة حدادة يدوية تعمل بالفحم فى أسوان.. ورشة "ركابى" تحولت لمزار سياحى بإدفو.. أبناء العائلة جامعيون وأحدهم بالطب يعملون فى حب.. ويؤكدون: نحاول الحفاظ على المهنة.. صور

هناك فى مدينة إدفو شمال محافظة أسوان توجد أحد أقدم ورش الحدادة اليدوية تعمل بالفحم وبالطرق التقليدية القديمة لإنتاج أدوات ومعدات المزارعين مثل الفأس وكذلك أدوات الحدادة وأدوات النجار المسلح، بالإضافة إلى أعمال تشكيل المعادن وأعمال الخراطة. كما أصبحت ورشة مصطفى ركابى ضمن الأماكن التى يتردد عليها السياح للتعرف على هذه الحرفة المشرفة على الإندثار، كما يحرص أبناء العائلة على مشاركة آبائهم فى العمل فى الورشة رغم أنهم حملة مؤهلات عليا ومنهم طالب فى كلية الطب. فى البداية يقول مصطفى محمد ركابي، حاصل على الثانوية الآزهرية لـ"انفراد"، أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 45 سنة تقريبا، حيث كان يعمل مع والده وعمره 7 سنوات وعاصر الكور اليدوى والجراب الذى كان يعمل به وكانت المهنة فى الماضى شاقة. وأضاف ركابى، أن مهنة الحدادة اليدوية وراثة كابر عن كابر وهى مهنة الآباء والأجداد وأن السياح الأجانب يزورون الورشة لكونهم يعتبروها أن هذه المنتجات إنقرضت ويقومون بالتقاط الصور لها. أضاف الحاج مصطفي، أن معداتهم هى السنداب والمرزبة أو الدبورة والكور، وكان لفترة قريبة يستخدمون الكور اليدوى ولكن الفحم غير موجود وكذلك الحديد ويعملون بكناسة المصنع ، مشيرا إلى أن هذه المهنة "ساتراهم" والحمد لله وأن الورشة يعمل بها العديد من أبنائهم وهم حاصلون على شهادات جامعية وأنه يعمل هو وأخوته ومعهم أبنائهم أحدهم حاصل على شهادة ليسانس حقوق وآخر حاصل بكالوريوس تربية. ولفت مصطفى، إلى أنهم يمرون بمواقف خطرة أثناء العمل حيث تعرض هو لأكثر من موقف منها دخول مسمار فى قدمه ولزم الفراش شهرين، فضلا عن الحروق والكسور. فيما يضيف عبد اللطيف محمد ركابي، حاصل على شهادة الثانوية الأزهرية، أنه يعمل فى الورشة مع شقيقه مصطفى وبصحبتهم أبنائهم وتوارثوا المهنة عن الآباء، وأنهم تعرضوا لإصابات عدة ولكن مع ذلك يزاول المهنة ويعلموها لأبنائهم وأن إبنه فى الفرقة الرابعة بكلية الطب ويساعدهم فى العمل فى الإجازة وأن كل أبنائهم متعلمين ويحبون المهنة ولولا حبهم لما إستطاعوا أن يعملوا فيها.