واصلت الدائرة الأولى لمحكمة أمن الدولة العليا برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، الاستماع إلى الدفاع عن المتهمين فى قضية «قادة تنظيم الإخوان الإرهابى» بزعامة سيد قطب، يومى 27 و28 إبريل، مثل هذا اليوم، 1966.
ترافع المحامى شوكت التونى عن أكثر من متهم فى اليومين، ففى يوم 27 إبريل ترافع عن مجدى عبدالعزيز، وعبدالمجيد الشاذلى، وفى اليوم الثانى «28 إبريل» ترافع عن ممدوح الديرى، وسعد الدين الشريف، ومحمد بديع «مرشد الإخوان فيما بعد» ومحمود فخرى، ومحمد البحيرى، حسب تغطية «الأهرام» و«الأخبار» يومى 28 و29 إبريل 1966.
كانت مرافعة «التونى» عن مجدى عبدالعزيز، الأكثر إثارة، حيث شهدت مناقشة حامية بين «التونى» و«الدجوى» الذى استند على ما ذكره «عبدالعزيز» فى أقواله، وكان يواجه بها التونى أولا بأول..قال التونى: «إنه لأمر مؤسف أن أرى هؤلاء الشبان، وهذا العلم الذى ادخروه ينتهى به الأمر إلى هذا المصير، ثم نرى أحدهم يهاجم الآخر ليتنصل عن التهمة، إن أحد الزملاء قال، إنه انتابه جوع عقائدى، وهذه العبارة شيوعية غير معروفة فى الإسلام، والمتهمون اليوم لا أقول إنهم ضحايا.. إن القضية تكاد تكون قضية الإسلام، إن الإسلام كما وصفته النيابة فيه نور وسماحة، وليس فيه قتل، ولقد عنف الرسول رجلا قتل شخصا قال لا إله إلا الله، ولقد قال رئيس النيابة فترافع قولا عظيما.. إن الإسلام ليس كشريعة إسرائيل، العين بالعين والسن بالسن، إن الإسلام فيه تهذيب وإصلاح وإعطاء فرص».
وهاجم التونى، كتاب «معالم فى الطريق» لسيد قطب، الذى اتخذه التنظيم الإرهابى دستورا له.. قال: «إن هناك آلاف الكتب فى الإسلام، الصحيح منها باق، والعقيم منبوذ، وكتاب «معالم فى الطريق» الذى يقول مؤلفه «جاهلية الإسلام»، أنا أقول، كيف يقال جاهلية، بعد أن أشرق نور الله على محمد، وقال: «اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا»، فليس هناك جهالة بعد محمد، وإنما هناك نور على نور، لقد دخل الإسلام أفريقيا بغير غزو، ودخل الصين بغير قتال، والمتهمون مروا بمراحل، منذ تدينهم حتى مثولهم الآن.. فبعضهم نشأ نشأة دينية، ورأى أن يكمل دراسته، وبعضهم وهو خالى الذهن من الجريمة تدرب على المصارعة، وأولادنا يتدربون دائما على فك السلاح والمصارعة».
وهنا قاطعه رئيس المحكمة متسائلا: يتدربوا فى البيوت؟.. رد المحامى: لا.. إنما أولادنا.. رد رئيس المحكمة: لا يا أخى.. أولادى لأ.. رد المحامى: «فعلا، ولا أولادى أنا».. وواصل قائلا: «المتهمون فى الفترة الأخيرة، كانوا فى حالة فزع من الاعتقال، فأخذوا يفكرون بفزع، ويجوز أن هناك تدبيرا من رؤوس غيرهم للتأثير عليهم».
سأله رئيس المحكمة: «ده مجدى قال، فى الفترة دى لازم نعمل تنظيم سرى؟.. رد التونى: يهمنى وأنا ابتدى المرافعة عن مجدى، أن أوضح أن عبدالفتاح إسماعيل طلب ترشيح شخص ليكون مسؤولا عن تنظيم إسكندرية، فاختاروه لذلك.. هذا مجرد اختيار، ولم يكن هناك ما يؤهله للقيادة.. سأله رئيس المحكمة: فى صفحة 542، قال: اتفقنا على اغتيال رئيس الجمهورية، وعمليات تخريب يقصد التخلص من نظام الحكم.. رد المحامى: أيوه وما هو دور مجدى؟.. رد رئيس المحكمة: أقول أنا: قال إنهم كلفونى بوضع خطة كاملة لاغتيال الرئيس، وقابلت أعضاء القيادة فشرحت الخطة تفصيلا.. رد المحامى: لما هو راح إسكندرية قابل عبدالمجيد الشاذلى، وقال مجدى إن عبدالمجيد عارض فكرة الاغتيال، ثم قال أنا قلت لهم دى مجرد أفكار واقتراحات.. يعنى إذن مفيش تنفيذ خطة.
رد رئيس المحكمة: بيقول اتفقنا على البدء فى تنفيذ حركة الاغتيالات.. رد المحامى: أيوه ومهمته فشلت.. سأله رئيس المحكمة: إزاى.. ده كلف ناس بالمراقبة، يعنى بدأ فى التنفيذ.. رد المحامى: هو لما راح إسكندرية، وقال لهم على الخطة فرفضوا، فعاد إلى القاهرة.. سأله رئيس المحكمة: هل كان يعلم أن التنظيم مسلح أم لا.. وفيه مفرقعات أم لا؟.. هو بيقول إن على عشماوى أخذنى إلى شقة فى شبرا بها 6 قنابل و5 مدافع وأصابع بلاستيك متفجرة وقنابل مولوتوف وتجربتها نجحت وعمل خناجر للتسليح.. رد المحامى: قال إنهم دبروا هذا ليردوا على الحكومة إذا حصل شىء ضد الإخوان، وقال نحن لا نفكر فى الإطاحة بالنظام الحاضر.
سأله رئيس المحكمة: ألم يعمل بحثا عن المتفجرات.. هو قال إن على عشماوى جاء لى ببحث عن المفرقعات وقرأته واخترت منه تجربتين.. رد المحامى: هو لم يقل الهدف إيه.. علق رئيس المحكمة: يعنى هى دى اللى كانت غايبة عن ذهنى يعنى.
وانتهت هذه المرافعة بعد أن قال التونى، إنه سيقدم بحثا قانونيا، وطلب البراءة عن موكله مجدى عبدالعزيز متولى.. واستمرت باقى المرافعات.