قدموزير الداخلية الفرنسيجيرالد دارمانان، الأربعاء أمام مجلس الوزراءمشروع قانونا جديدا من 19 بندا حول الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، حيث يستند النص الذي اقترحهدارمانان على ترسانة من التدابير القائمة بالأساس، أعيدت صياغتها من أجل إرسائها في قانون.
ويأتى المقترح فى أعقاب هجوم على مركز للشرطة في مدينة رامبوييهبالضاحية الباريسية، قتلت خلاله شرطيةعلى يد متطرف يوم الجمعة الماضى.
يناقش مقترح وزير الداخلية الفرنسى الكيفية التى يمكن بها تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب ودعم أكثر الاستخبارات الفرنسية لتمكينهامنكشف المخططات الإرهابية قبل وقوعها.
في حديث لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، قال الوزير الفرنسى، إن هذا المشروع "ليس وليد اللحظة، ولم يأت كرد على الاعتداء الإرهابي" الذي أدى إلى مقتل شرطية في بلدة رامبوييه، بل بالعكس "مصالح وزارة الداخلية كانت تعمل من أجل تحضيره منذ شهور طويلة".
وأضاف "بطلب من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، سأقدم الأربعاء هذا المشروع حول مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستخبارات الأمنية"، مضيفا "يدنا لن ترتعد".
ومن بين أبرز المواد التي يتضمنها المشروع،إمكانية تمديد تدابير المراقبة الفردية (الإقامة الجبرية) "إلى حد سنتين" بعد الخروج من السجن بالمقارنة مع سنة واحدة حاليا للأشخاص الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن ثلاث سنوات على أقل تقدير مع النفاذ بتهم الإرهاب.
ويسمح النص باتخاذ تدابير قضائية بحق هؤلاء "الخارجين من السجن" إذا كانوا يطرحون "خطرا كبيرا" بتكرار فعلتهم، من بينها اتخاذ مقر إقامة في مكان معين أو الخضوع لـ"رعاية صحية"، وذلك لفترة تصل إلى خمس سنوات بعد قضاء عقوبتهم.
وزير الداخلية الفرنسىجيرالد دارمانان
ومن بينالبنودالأخرى التي يتضمنهامشروع القانون الجديد، منع لأي شخص يمثل خطرا على الأمن العام الظهور في مكان تنظم فيه مظاهرة ثقافية أو رياضية أو في أي تجمع يمكن أن يتعرض إلى خطر إرهابي".
وفي مجال الاستخبارات الأمنية، يقترح مشروع القانون باستخدام تقنية "الخوارزمية" من أجل الحصول على بيانات لكل من يستخدم الإنترنت ومعالجة هذهالبيانات، والهدف منها هو كشف كل الأشخاص الذين يميلونإلىالتطرف الديني أو أولئك الذين يخططون ربما للقيام بأعمال عنيفة،فضلا عن متابعة تصرفاتهم.
وسيتم تمديد مدة استخدام هذه التقنية "(الخوارزمية) لمدة شهرين بعدما كانت مسموحة لشهر واحد فقط. كما سيسمح القانون الجديد بالاحتفاظ على معلومات وبيانات الأشخاصلمدة خمس سنوات.
وردا على المناهضين لهذه التقنية بحجة أنها تعدتدخلا في الحياة الشخصية للمواطنين، أجاب دارمانان " كل الشركات تستخدم تقنية "الخوارزمية". لماذا إذن الدولة لا تستطيع القيام بذلك هي أيضا؟".
وعلى الرغم من الانتقادات الكبيرة لاستخدام مثل هذه التقنية، أشاد الوزير بها، معتبرا أن السلطات نجحت فى إحباط عملين إرهابيين بفضلها منذ عام 2017.
ويأتي مشروع القانون الجديد حول مكافحة الإرهاب قبل سنة واحدة من الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو 2022 وفي وقت أصبحت قضايا الأمن تشكل أولوية لغالبية الفرنسيين حسب بعضاستطلاعات الرأي بعد الأزمة الصحية.