كانت الدائرة الثانية لمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق على جمال محمود، على موعدها يوم 30 إبريل 1966، لمناقشة المتهمين فى قضية «التنظيم السرى بالقاهرة»، وكانت ضمن ثلاث قضايا لتنظيم الإخوان الإرهابى بزعامة سيد قطب.
كانت المناقشات مثيرة مع المتهمين«عبدالعزيز على» و«معروف الحضرى»، وفقا لتغطية «الأهرام» و«الأخبار» لوقائع الجلسة يوم «1 مايو، مثل هذا اليوم، 1966».
كان«عبدالعزيز على» هو الذى عرض عليه قيادة «التنظيم الجديد» أثناء وجود سيد قطب فى السجن، وفى الجلسة الأولى لمحاكمة «تنيظم القاهرة» يوم 24 إبريل 1966، ذكرت النيابة عنه:«فكروا فى اختيار قائد للتنظيم، ووقع اختيارهم على المتهم «عبدالعزيزعلى»، وكان وزيرا لشؤون البلدية فى أول وزارة للثورة عام 1952، وكان له ماض سياسى فى الحزب الوطنى المنحل، ويقول عنه المتهم أحمد عبدالمجيد: إنه من النوع الماكر الخبير بالتنظيمات السرية، وطلب من أحمد عبدالمجيد أن يقدم له كشفا بأسماء التنظيمات الكبيرة فى البلد، ويقسمهم على طبقتين حسب أهميتهم، وطلب أسماء المحافظين والحكمداريين ومديرى الأمن العام لاغتيالهم عند قيام التنظيم بحركة».
سأله رئيس المحكمة:«كيف تعرفت على زينب الغزالى وعبدالفتاح إسماعيل وصبرى عرفة وأحمد عبدالمجيد؟»..أجاب:«الحاجة زينب الغزالى تبقى حرم الحاج محمد سالم، وهو عضو مجلس إدارة فى جمعية الشبان المسلمين من مدة طويلة، وأصيبت فى حادث سيارة، وزرتها أنا والسيدة حرمى فى منزلها، وصادفنا هناك الشيخ عبدالفتاح إسماعيل لأول مرة».
سأله رئيس المحكمة:«هل سبق أن اجتمعت معهم، وإيه ملخص الحديث اللى دارعن إحياء جماعة الإخوان؟..أجاب:«هو مش إحياء جماعة الإخوان، قالوا إحنا عاوزين نبدأ بداية سليمة تجنبنا الوقوع فى الخطأ، وما قلته للشيخ عبدالفتاح قلته لهم بشئ من التوسع، وقلت لهم إن أى إنسان صاحب رسالة يجب أن يبدأ بنفسه، بعد أن يفهمها فهما سليما ويطبقها قولا وفعلا، وإذا استكملنا هذه المرحلة نتجه إلى الجهاد النفسى، ودى مرحلة إعداد الإنسان، لأن فاقد الشىء لا يعطيه، وبعدين قالوا إننا استكملنا الناحية دى، يبقى فاضل إيه».
سأله رئيس المحكمة: أنت نصحتهم أثناء اجتماعك معهم أن الدعوة لإحياء الجماعة يجب أن تبدأ بالسرية لحمايتها من أعدائها، مين أعداءها؟..أجاب: المسألة مش إن الدعوة تبدأ سرية، المرحلة الثانية وهى دعوة النفس تكون بشىء من الكتمان لحماية الدعوة من الأعداء.سأله رئيس المحكمة: مين فى اعتقادك أعداء الدعوة؟.. أجاب: فيه كتير، فيه مسلمين كتير غير مؤمنين، فيه شيوعيين وفيه وجوديين، سأله رئيس المحكمة: طلبت منهم كشوف بأسمائهم وعناوينهم؟ أجاب:همه فهموا خطأ.. سأله: وجابوا الكشوف.. أجاب: لا أبدا، وممكن كلامى ماعجبهمش فى الآخر وماحصلتش لقاءات بيننا بعد كده، وانقطعت صلتى بهم فى أوائل 1964، وأنا لم أكن أعرف أسماءهم بالكامل، وكنت فاهم إن عبدالفتاح إسماعيل أزهرى لقيته تاجر.
سأله رئيس المحكمة: إيه ملخص الحديث اللى دار بينك وبين عبدالفتاح إسماعيل وعلى عشماوى، خاص بسلاح السعودية، وإيه كان تعليقك عليه؟..أجاب: دخلت عليهم فى يوم لقيت صوتهم عالى وفيه مشادة، حبيت أعرف إيه الحكاية، فقلت لهم انتم لسه بادئين ليه بتزعقوا، قالوا ده موضوع قديم وهانسويه، وإنه عن سلاح كنا عاوزين نجيبه من السعودية، سأله رئيس المحكمة: قل لنا إيه غرضك من طلبك من الجماعة إعداد كشوفات بأسماء الشخصيات البارزة فى البلد؟ أجاب: أى دعوة تحتاج إلى ناس من ذوى النفوذ والثراء، لأن الأعمال المرتجلة لا تثمر، سأله رئيس المحكمة: قل لنا إيه سؤالك للجماعة دول عن مدى علم وموافقة حسن الهضيبى لنشاطهم؟ أجاب: أنا شفت شىء من الركاكة، ولقيتهم مترددين وغير صرحاء، وقلت يمكن الجماعة دول مش إخوان، وقلت لهم هل لكم أن تتصلوا بحسن الهضيبى، وتشوفوا هو موافق على الكلام اللى أنا بأقوله ولا لأ، وهم قالوا لى إنه موافق.
سأله رئيس المحكمة:«ألم تتبين أن جماعة الإخوان بتجيب سلاح من السعودية، وأن نواياهم غير مشروعة؟ رد: الإخوان وقعوا فى أخطاء قبل هذا، فلعل هذا الموضوع متعلق بهذه الأخطاء، سأله: مجدى عبدالعزيز قرر إنك لما أعطيت له زجاجة السم قلت له دى حاجة كويسة، يمكن استخدامها كوسيلة إذا فكرتم فى عمل اغتيالات رد: أنا قلت له قد تفيدك فى أبحاثك، سأله: «طيب إيه الحكمة إن على عشماوى ومجدى عبدالعزيز بيلفقوا عليك هذه الاتهامات، رد:هم قالوا إننى متصل بدولة أجنبية وحددوها أنها أمريكا، سأله: مش كان الأجدر بك أنك تبلغ السلطات عن حديث بين أفراد عن استيراد أسلحة من السعودية، ودول أفراد لا يجوز لهم استيراد سلاح، رد:«ده كان طلب سلاح وموضوع قديم، وأنا أشكر هيئة المحكمة وأحمد الله على ما لاقيته فى الاعتقال من عطف وحسن معاملة ومراعاة لكبر سنى وضعفى».
وكانت مناقشة «معروف الحضرى» أكثر إثارة.. فماذا جرى فيها؟