كان «معروف الحضرى» مقبوضا عليه فى «تنظيم الإخوان الإرهابى»، بزعامة سيد قطب، وفى قائمة المتهمين بقضية «تنظيم القاهرة السرى»، وهى إحدى القضايا الثلاث الخاصة بالتنظيم ككل التى كانت تنظرها ثلاث دوائر بمحكمة أمن الدولة العليا.
كانت الدوائر الثلاث تعقد جلساتها أحيانًا فى نفس اليوم بأماكن مختلفة، وفى يوم 2 مايو، مثل هذا اليوم، 1966 ووفقًا لجريدة «الأهرام» يوم 3 مايو، واصلت الدائرتان الأولى والثالثة جلساتهما، وكانت موعد جلسة الدائرة الثانية برئاسة الفريق «على جمال محمود» يوم 7 مايو للاستماع إلى الدفاع فى «تنظيم القاهرة السرى» عن الذين تم مناقشتهم، ومن بينهم «معروف الحضرى».
كانت مناقشة «الحضرى» مثيرة، وفيها أسرار تطرح تساؤلات خاصة مع ارتباطه التاريخى مع الإخوان، الذى تقول عنه «الموسوعة التاريخية لجماعة الإخوان، إلكترونية»، أنه دخل الكلية الحربية 1939، وانضم إلى خلايا الإخوان فى الجيش، وتعرف على جمال عبدالناصر أثناء اشتراكهما فى حرب فلسطين ضد العصابات الصهيونية عام 1948، وأحيل للتقاعد بعد ثورة 23 يوليو 1952، واعتقل فى محاولة جماعة الإخوان اغتيال «عبدالناصر» بالإسكندرية عام 1954، وتوسط له كمال الدين حسين، وخرج واشترى أرضا فى الإسماعلية عن طريق «الإخوان»، والتحق بشركة تصدير واستيراد، وعين على إحدى الشركات المؤممة حتى عام 1964.
فى مناقشة المحكمة له قال: «اعتقلت سنة 1954، وصدر ضدى حكم بالسجن 10 سنوات مع وقف التنفيذ، وده كان أخف جزاء».. سأله رئيس المحكمة: «إزاى اتعرفت علىّ، عبدالفتاح إسماعيل وعبدالفتاح الشريف «من قيادات التنظيم المساعدة لسيد قطب».. وأجاب: «عبدالفتاح إسماعيل كان معتقلا معى سنة 1954 فى السجن، ولما خرجت عملت مكتب تصدير باسمى، وجالى عبدالفتاح إسماعيل، واشترك معى فى عملية واحدة».. سأله رئيس المحكمة: «طبعًا عرفت سوء نيتهم، يطلب منك منهج تدريب ويلفت نظرك إلى حاجة.. إيه علاقة التدريب بتشغيل على عشماوى فى الشركة».
أجاب: «اللى أنا اعتقدته أن ده نوع من أنواع الدجل، وعلى عشماوى أنا طردته، وقعد سنة ونصف السنة ما شفتش وشه فى الشركة لحد ما دعيت فى بيت الريس «جمال عبدالناصر» بمناسبة زواج بنته، ورأيت هناك فى بيت الريس «حسين حمودة» اللى كان معانا فى الجيش، وكان كلمنى عن الانضمام للتنظيم، وقلت له يا حسين الكلام اللى أنت قلته أنا بلغته لزكريا محيى الدين.. ولما رجعت ندهت لعشماوى، وقلت له إيه المنهج اللى طلبته، فقال مفيش منهج ولاحاجة».
يبدو من كلام «الحضرى» أن حضوره مناسبة زواج بنت الرئيس كان لابنته الكبرى «هدى» التى تزوجت حاتم صادق يوم 2 يوليو 1964، ويطرح اعترافه بأنه أبلغ «زكريا محيى الدين» بما قاله له «حسين حمودة»، سؤالا عما إذا كانت الأجهزة المعنية تلقفت بذلك أول الخيط فى قصة هذا التنظم الذى تم الكشف عنه بعد نحو عام.
سأله رئيس المحكمة: «فيه نقطة تانية، قلت فى أقوالك إنك مقدمتش منهج التدريب لانشغالك فى العمل وعدم إيمانك بالعملية.. عملية إيه؟..أجاب: «أنا غير مؤمن بكلامهم، ولم أعتقد أن هناك جماعة أو إعادة تنظيم، وكنت مستبعد كده خالص.. سأله: «عدم إيمانك بالعملية؟..أجاب: «عدم إيمانى بكلامهم كله.. تعرف سعادتك كلمونى عن «المنهج» 100 مرة فى اليوم، وكان الكلام بيدخل من هنا ويخرج من هنا، لأن ده «قبانى» وده «كاتب حسابات»، ومش معقول أشتغل معاهم».
سأله رئيس المحكمة: «أنت أعطيت لعبدالفتاح إسماعيل ورقة خاصة ببندقية «لى انفيلد»: أجاب: «بعد مقابلة على عشماوى وطرده من البيت جالى عبدالفتاح إسماعيل البيت، وبيقول لى منهج، فقلت له منهج إيه بطل بكش، فقال لى طيب فيه ورقة شفتها فى مكتبك عن أجزاء البندقية أيام البرتقال، ممكن تديها لى، فقال عشان تدريب الإخوان، فقلت له لا ما تنفعش، فقال لى لا دا أنا هأهديها لابن عمى، وأنا أعطيتها له علشان أتخلص منه».
سأله: «جه فى أقوالك إنك قابلت عشماوى فى مخازن الشركة، وقلت له قول لعبدالفتاح، بلاش حكاية التدريبات دى».. أجاب أنا قبلها بيوم كنت فى بيت الريس، وقابلت حسين حمودة وقلت له يا حسين أنا بلغت زكريا محيى الدين بكل حاجة.. وبعدين قابلت على عشماوى فى السكة وقلت له أنا عاوزك فى المخازن، وسألته عن موضوع المنهج اللى طلبه هو وعبدالفتاح، فقال لى مفيش، وعبدالفتاح لما بيقابلنى بيأخذ 10 صاغ، وجاهل، والدليل على كده إنه قال منهج.. منهج إيه.. تدريب مشاه أو شرح أسلحة وأى نوع منها».
سأله رئيس المحكمة: عاوز تقول حاجة؟.. أجاب: أيوه.. الريس فى فرح بنته قابلنى مقابلة كريمة، أنا والست بتاعتى، وقال لى خلينى أشوفك يا معروف ده ما يبقاش عيش وملح، دى تبقى خيانة منى وتخلونى أحسن فى مستشفى المجاذيب».