•• رئيس وزراء المجر يعزى الشعب المصرى فى ضحايا الطائرة
•• رئيس وزراء المجر يهنئ المصريين بأول مفاعل نووى
•• أوربان: المفاوضات مع الرئيس السيسي كانت بناءة للغاية واستفدت بشكل كبير لوجهة نظره فيما يخص الأحداث فى المنطقة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، توقيع 5 مذكرات تفاهم واتفاقات وخطاب نوايا بين مصر والمجر، حيث وقعت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، رئيسة اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى مع المجر، مذكرة تفاهم بين حكومتى جمهورية مصر العربية ودولة المجر، فى التعاون الاقتصادى، ووقع عن الجانب المجرى، وزير الخارجية والتجارة المجرى، بيتر زيجارتو.
ووقعت سحر نصر وكل من عمرو الجارحى، وزير المالية، والدكتور جلال السعيد، وزير النقل، خطاب نوايا مع الجانب المجرى، يأتى فى إطار التعاون مع "اكسيم" بنك المجرى لتمويل شراء 700 عربة قطار، ووقع عن الجانب المجرى، زولتان اربان، رئيس اكسيم بنك المجرى.
وقالت "نصر"، إنه فى إطار مذكرة التفاهم الموقعة مع الجانب المجرى للتعاون الاقتصادى والدولى سيتم التعاون فى عدد المجالات أبرزها الصرف الصحى والصوب الزراعية ومحطات معالجة المياه.
وأشارت إلى أن الجانب المجرى سيتولى تمويل وتوريد 700 عربة قطار، لصالح هيئة سكك حديد مصر ويبلغ إجمالى الاتفاق مليار يورو، تنقسم إلى 900 مليون يورو، لتمويل شراء عربات القطار، بالاضافة إلى منحة تقدر بـ100 مليون يورو، يتم من خلالها توفير 80 عربة قطار "هدية"، و300 فرصة تدريب، بالإضافة إلى برامج دعم فنى، مشيرة إلى أن سعر الفائدة 1.26 % ويتم سداد التمويل على 12 سنة وفترة سماح 5 سنوات، موضحة أن هذا الاتفاق فى إطار سعى الحكومة المصرية إلى تحديث أسطول هيئة السكك الحديدية، كما سيؤدى هذا المشروع إلى تعظيم دور التصنيع المحلى واستخدام المنتجات المصرية المطابقة لمواصفات المشروع.
ووقع الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والانتاج الحربى، مذكرة تفاهم فى المجال العسكرى مع نظيره المجرى.
كما ووقعت صفاء حجازى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، اتفاق للتعاون بين اتحاد الاذاعة والتليفزيون وصندوق الخدمة الإعلامية وإدارة الأصول المجرى، حيث وقع عن الجانب المجرى، مينيهارات دوبوس، مدير عام شركة "دونا" الاعلامية المجرية.
ووقع الطيار محمود طه الزناتى، رئيس سلطة الطيران المدنى، اتفاق الخطوط الجوية المنتظمة بين سلطة الطيران المدنى المصرى والمجر، وذلك لتحديد افاق تعاون مستقبلى بين البلدين، ووقع عن الجانب المجرى، ميكولوس سيزناك، وزير التنمية المحلية المجرى.
من جانبه، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسى، برئيس وزراء المجر، "فيكتور أوربان"، فى مصر ضيفاً عزيزاً عليها، كما رحب بالوفد المرافق له والذى يضم العديد من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال المجريين، مضيفا: "هذا يعكس حجم اهتمام المجر بدعم وتطوير العلاقات مع مصر والسعى للارتقاء بهذه العلاقات، وهو اهتمام متبادل، حيث تتطلع مصر للعمل الوثيق مع الجانب المجرى خلال الفترة القادمة لترجمة جهود الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى نتائج عملية ملموسة على صعيد التعاون المشترك بين بلدينا الصديقين".
وأضاف الرئيس فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء المجر بقصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، أنهما استعرضا خلال المباحثات مختلف سبل تطوير العلاقات بين البلدين فى عدد من المجالات ومن خلال مشروعات مُحددة، والتى ستكون محل متابعة من مسئولى البلدين فى الفترة المقبلة، بما يسهم فى تحقيق نقلة نوعية كبيرة فى العلاقات، ويعكس الصداقة الممتدة بين البلدين ويبنى على ميراث تاريخى طويل من التعاون البناء فى مختلف المجالات، مدعوماً بفرص اقتصادية واستثمارية واعدة فى إطار تنفيذ مصر لخطة تنموية مستقبلية طموحة.
وأوضح أن مباحثاتهما تناولت التطورات فى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، حيث توافقا فى الرؤى على أهمية الاستمرار فى التشاور على جميع المستويات الرسمية لتنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الكبيرة التى تواجهنا.
وتابع الرئيس السيسى: "تبادلنا الآراء مع دولة رئيس الوزراء حول عدد من القضايا الإقليمية الملحة والمؤثرة على الاستقرار والأمن فى منطقتى الشرق الأوسط وأوروبا، وعلى رأسها الأزمة السورية والأوضاع فى ليبيا، بما فى ذلك جهودنا للمساهمة فى عودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق".
وأشار إلى أن مباحثاتهما تناولت كذلك رؤيتهما لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف باعتبارهما التحدى الأساسى الذى يواجه تطلعات شعوب المنطقة من أجل مستقبل أفضل.
كما تطرقت مباحثاتهما إلى عدد من التحديات المشتركة، وفى مقدمتها ظاهرة الهجرة غير الشرعية وسبل مكافحتها، مضيفا: "أكدتُ فى هذا الصدد على أهمية البُعد التنموى فى معالجة تلك الظاهرة، وأهمية القضاء على أسبابها الأساسية من خلال تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى يشهدها عدد من دول المنطقة بما يحافظ على وحدتها الإقليمية ويصون كياناتها ومقدرات شعوبها".
وأكد الرئيس السيسي، على أن مباحثاته مع رئيس وزراء المجر، تناولت تطورات الأوضاع على الساحة المصرية، لاسيما على صعيد عملية التحول الديمقراطى والإصلاح الاقتصادى، مضيفا: "أكدتُ على إرادة الشعب المصرى فى تحقيق التنمية الشاملة على كافة الأصعدة".
وأعرب السيسي عن تقديره لما لمسه من اهتمام دولة المجر الصديقة بالمشاركة فى عملية التنمية الجارية فى مصر من خلال تكثيف العمل المشترك وتعزيز علاقات التجارة والاستثمار بين البلدين بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين المصرى والمجرى.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بقوله: "دولة رئيس الوزراء، ختاماً اسمحوا لى أن أعبر مجدداً عن ترحيب مصر قيادةً وشعباً بوجودكم فى القاهرة، وأؤكد لكم عزمى على مواصلة العمل بكل قوة خلال الفترة القادمة لتعزيز وتفعيل كافة أوجه الشراكة بين بلدينا الصديقين".
ومن جهته، تقدم رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، خلال كلمته، بعزاء الحكومة المجرية والشعب المجرى لأقارب ضحايا حادث الطائرة المصرية المنكوبة.
وأضاف أن زيارته لمصر جاءت تقديرا للرئيس عبد الفتاح السيسي ولدوره الكبير الذى يقوم به لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وأوروبا.
وأكد "أوربان" أن نجاح الرئيس المصرى يصب فى مصلحة أوروبا والمجر، مشيرًا إلى أن هناك صداقة قديمة بين مصر والمجر وكانت كل دولة تدعم الأخرى فى المحافل الدولية من أجل مشاركة الدولتين فى تدريب طلاب وتخريجهم.
وأشار أن العلاقات بين مصر والمجر التى امتدت على مدار 70 عاما الماضية لم يشوبها أى خلافات، معربا عن شكر المجر للخطوات التى يتخذها الرئيس السيسى.
وأشار إلى أن التعاون بين مصر والمجر يضم ثلاثة نقاط هامة هى التعاون فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب الذى يهدد الجميع، كما يضم التعاون فى مجال الاقتصاد، مشيرا إلى أن هناك اقتصادا جديدا خيم على العالم وعلى مصر والمجر أن تحتلا مركزها فى العالم الاقتصادى الجديد.
وأوضح رئيس الوزراء المجرى أنه تم التوافق حول أهمية استقرار ليبيا باعتبارها مسألة محورية للمجر والاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أن الدولتين ستعملان جديا من أجل وجود حكومة موحدة فى ليبيا وإيقاف الدعم المادى والعسكرى للجماعات المتطرفة، بالإصافة إلى دعم الجيش الليبى.
وأوضح إن ملف مكافحة الإرهاب يعد من أهم الملفات التى سيتم التعاون فيها بين الدولتين فى المستقبل.
وأشار رئيس الوزراء المجرى إلى أنه تم الاتفاق على التعاون الاقتصادى، مشيرا إلى أنه سيتم مضاعفة التبادل التجارى بين البلدين، مضيفا أنه حضر إلى مصر بوفد يضم أكثر من 70 شركة مجرية لمناقشة فرص الاستثمار فى مصر.
وأضاف أنه تم الاتفاق على التعاون فى المجال الزراعى، معربا عن سعادته بالمشروعات القومية الجديدة فى مصر، كما تم الاتفاق على تقديم الخبرات المجرية فى مجال تحديث عربات القطارات.
وأضاف قائلا: "نحن بلد لا تملك تاريخا امبرياليا ولا نعيش على حساب دول غيرنا ولا نقوم بمشروع فى مصر لا يتناسب مع التطلعات المصرية".
وأعرب عن تهنئته لمصر بمناسبة بناء أول مفاعل نووى، مشيرا إلى أنه اقترح على الرئيس مساهمة الخبراء المجريين فى تأهيل خبراء مصريين لتشغيل المفاعل، مشيرا إلى أن المجر تقوم حاليا بناء مفاعل نووى جديد.
وأضاف أنه تم الاتفاق على التعاون فى مجال معالجة المياه، مشيرا إلى أنه اقترح على الرئيس الاستفادة من الخبرات المجرية فى تشغيل أنظمة معالجة المياه والصرف الصحى فى مصر.
وقال رئيس الوزراء المجرى إن المستقبل هو الشباب، مضيفا أن الصداقة المستدامة بين البلدين يجب تقوم على دعم التعاون فى هذا القطاع، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تقديم 100 منحة تعليمية للطلاب المصريين و استعداد بلاده لزيادة هذه المنح، بالإضافة إلى إرسال طلاب مجريين للتعلم فى مصر.
وأشار إلى أن المفاوضات مع الرئيس السيسي كانت بناءة للغاية، مضيفا أنه استفاد بشكل كبير من استماعه للرئيس فيما يخص الأحداث فى المنطقة.