إخوان ليبيا تعلن تحولها لجمعية الإحياء والتجديد.. وخبراء يحذرون: مناورة إخوانية على طريقة الحرباء.. ويؤكدون: اسم الإخوان أصبح عبئا بعد تصنيفه بقوائم الإرهاب بدول عربية.. منير أديب: محاولة لإنتاج أنفسه

فى خطوة مفاجئة وعلى طريقة الحرباء، أعلنت جماعة الإخوان فى ليبيا، تحولها إلى جمعية تحمل اسم "الإحياء والتجديد"، وفقًا لبيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك. وتأتى الخطوة تمهيدا لخوض الإخوان معترك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، وقالت الجماعة أن "جمعية الإحياء والتجديد ستؤدى رسالتها فى المجتمع الليبى من خلال عملها الدؤوب فى شتى مجالات العمل، مشيرة إلى أن قرار التحول جاء بعدما عقدت سلسلة من الندوات وورش العمل تحضيرا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وحسب مواقع ليبية، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا تغيير اسمها من "العدالة والبناء" إلى "الإحياء والتجديد"، زاعمة أن السبب وراء هذا التغيير هو "تكثيف جهودها للتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة". وأشار بيان الجماعة إلى أن "مراعاة متغيرات الواقع أمر تقتضيه الحكمة ويفرضه منطق العقل"، وأن الجماعة "تتعامل مع كل مرحلة بما تستحقها من مطالب الاجتهاد وواجبات التغيير". بدوره قال، منير أديب، الخبير فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى، إن الهدف من قرار جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا تغيير أسمها هو محاولة إنتاج أنفسهم من جديد، بعدما أكتشفهم الشعب الليبى وأكتشف أن أجندتهم ضد الدولة الوطنية فى الداخل، فضلًا عن استخدامهم للعنف ودعمهم لحركات التطرف فى الدول المجاورة. وحول تفسير سلوك "إخوان ليبيا" لفت أديب فى تصريحات لـ"انفراد"، إلى أن سقوط التنظيم الأم فى مصر أثر بشكل سلبى على وجود التنظيم فى عدة دول، فاضطرت للتخلى عن أسمها حتى تقلل خطر ضعف الشعبية وتهاويها مع قرب الانتخابات. وحول فلسفة هذا السلوك قال إن الإخوان المسلمين فى فلسطين قاموا بفك ارتباطهم بإخوان مصر، وقد أعلنت حركة حماس ذلك عبر قانونها الأساسى بعد الفشل الذريع لإخوان مصر، وهذه الدعوات ليست صادقه من أصحابها ولكنها دليل على تهاوى شعبية التنظيم فى المنطقة العربية. وأضاف، أن إخوان ليبيا وجدوا أنفسهم محاصرين بتاريخ دموى سواء بسبب ممارستهم بعد أحداث فبراير عام 2011 داخل ليبيا أو بعد أحداث يناير عام 2011 بالنسبة للإخوان فى مصر، ومن هنا بحثوا عن لون وشكل جديد يُشبه سلوك الحرباء عندما تشعر بالخطر. ولفت، إلى أن طريقة "إخوان ليبيا" لم تكن جديده، فهناك أفرع للتنظيم تخلوا عن الاسم مثل فرع التنظيم فى باكستان والذى أطلق على نفسه "الجماعة الإسلامية"، وهذا يعود فى الأساس للاختلاف والتباين بين الجماعة الأم فى مصر وأفرع التنظيم فى الأقطار الأخرى وفشل القيادة المركزية للتنظيم فى مصر. وذكر، أن الإخوان فى أوروبا يتخذون من المراكز الإسلامية ستارًا لهم يتسمون به دون إطلاق لفظة "الإخوان" للتخفيف عن فشل وإخفاقات تنظيم الإخوان فى مصر، وحتى يقدموا أنفسهم للغرب على أنفسهم "مسلمون" فى مجتمع يغلب على سكانه ديانات أخرى، وهذا نوع من التلون لا يخفى على أحد. وأكد، أن "الإخوان" فى ليبيا من خلال حزب العدالة والبناء فشلوا فى تقديم رؤية سياسية لمشروع الدولة وكانوا جزءًا من الصراع السياسى، فكانوا ضد مفهوم الدولة الوطنية عمومًا، ولذلك قرروا التراجع خطوة للخلف وانشاء جمعية باسم الإحياء والتجديد، وكأنهم يريدون أن يقولوا ليس من حق أحد أن ينتقد أدائنا "السياسي" "الفاشل" فنحن جمعية، والهدف الأساسى هو الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو نوع أخرى من التلون الواضح. وختم الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى كلامه، بأن سلوك التنظيم فى ليبيا دليل إفلاسه وتأكيدًا لانتهازية وفشله أيضًا على المستوى المحلى وفشله فى كل الأقطار التى حاول أن يصل فيها للسلطة، خاصة وأن الليبيين أدركوا خطورته على الأمن والسلم العالميين وليس على ليبيا فقط، ولن يُرحب بهم فى ليبيا كما لم يرحب بهم خارج ليبيا. فيما أجمع مراقبون ومحللون ليبيون على أن إعلان تنظيم الإخوان فى بلادهم عن تغيير اسمه وهويته وانتقاله إلى جمعية تحت اسم "الإحياء والتجديد" هو "مناورة إخوانية" الهدف منها تجديد نفسه وإعادة تنظيم صفوفه للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات القادمة، خاصة بعد تراجع شعبية هذه الجماعة داخل ليبيا وتلقيها عدة ضربات وخسائر أدت إلى انقسامها، إضافة إلى انكشاف خططها وارتباطاتها بالتنظيمات المتطرفة والإرهابية، بحسب قناة العربية، اعتبر المحلل السياسى فرج الفركاش أن الغرض من تغيير الاسم كما هو معلن هو نفض عباءة جماعة "الإخوان" المعروفة بارتباطاتها الخارجية خاصة مع الجماعة الأم فى مصر ومحاولة التموضع داخليا، مضيفا أنه اعتراف منهم أن اسم "جماعة الإخوان المسلمين" أصبح عبئا بعد أن تم تصنيفه فى بعض الدول العربية كجماعة إرهابية، وفقا لما جاء فى قناة العربية. وأضاف فركاش، أن انخراط هذه الجماعة تحت اسمها الجديد "الإحياء والتجديد" فى العمل السياسى لا يزال أمرا غير معلوم، لافتا إلى أنه سيكون من الصعب التخلى عن إرث الماضى بوجود القيادات الحالية المرتبطة ارتباطا وثيقا بـ"جماعة الإخوان" التقليدية، والتى ستكون أمام مهمة صعبة لاستعادة ثقة الشارع الليبى، خاصة بعدما لطخت الحقبة الماضية من استحواذ على بعض المؤسسات وتمكينها فيها وحرب "فجر ليبيا" وتغاضيها عن بعض الجماعات المصنفة إرهابيا، وأحيانا دعمها لها سياسيا وماديا، وعدم اعترافها المبكر بوجود الإرهاب من سمعتها أكثر وجعل منها مادة إعلامية ثرية، كما قلّل من حظوظها فى كسب أى مقاعد فى انتخابات برلمانية سابقة أو قادمة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;