سقطة الأستاذ مفيد فوزي.. الإعلامي الكبير ادعى فى لقاء سابق أن الهند محصنة كورونا بسبب توابل تسمى "كورومنيوم" والأرقام تكذبه.. تصريحاته أكبر إساءة لصورة إعلامى مصر وإعلامها وتفتح باب التساؤل عن معلومات

في الفيلم المدهش "صاحب الجلالة" الذي قام ببطولته الفنانان الكبيران فريد شوقي وفؤاد المهندس يتوجه صحفي إلى "السلطان مارينجوس الأول" بسؤال حول أهم الموارد التي تعتمد عليها دولة "بورينجا العظمى" التي يتولى حكمها، ولأن فريد شوقي في هذا المشهد كان سلطانا مزيفا وعمله الأصلي "شيال" قال بتلقائية "الشيالة" وهنا ينتبه "فؤاد المهندس" ويحور الكلام لينقذ الموقف قائلا "الشيياله" والشيشاله" هذه اسم لمعدن جديد تم اكتشافه في بورينجا ونعول عليه كثيرا في تنمية الموارد، وبهذه التخريجة العبقرية أرسى فؤاد المهندس أسس مدرسة جديد في الفبركة والارتجال، فالشيالة أصبحت "الشيياله" ومادام الاسم غريبا فقل عنه ما تريد. كان علينا أن ننتظر 57 عاما كاملة لنعرف أن تلك المدرسة الأم التي أسسها الراحل الكبير "فؤاد المهندس" أنجبت ابنا وحيدا عمره الآن 88 سنة، ولا تتعجب من تلك المفارقة الغربية، فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الأم قد تكون أصغر من الابن دون أن يعد هذا الأمر من المعجزات، ولم لا والأستاذ مفيد فوزي بجلالة قدره يدعي أن هناك عشب أو نوع من أنواع التوابل يقضى على الكورونا تماما وأن الهند! محصنة من فيروس كورونا بسبب هذا النوع من التوابل. "الشعب الوحيد اللي مازاروتوش كورونا غير مصر طبعا هو "الشعب الهندي" أما لماذا فقال لأنهم يستخدمون مادة اسمها كورومونيوم "توابل" في الأكل لأنها الوحيدة التي تستطيع أن تتصادم مع الفيروس وتقضى عليه" هكذا قال الأستاذ مفيد وأكد، والأستاذ تامر أمين جلس أمامه فاتحا فمه من الدهشة، فالمعلومة مدهشة، وناقلة أحد أكبر الأسماء في العالم الصحفي، لكن على ما يبدو أن كبر الأسم ليس دليلا أبدا على أي شيء، لأن الأسماء تصنع والشهرة تنمو أحيانا في أرض اللامنطق. إحقاقا للحق يجب هنا أن نقول إن تاريخ هذا التسجيل المصور يعود إلى بداية الموجة الأولى من كورونا، ووقتها لم تكن كورونا وصلت مصر أصلا، وكانت المعلومات متضاربة بشأن هذا الفيروس، ولم تكن الهند بالطبع تعيش في جحيم كورونا الذي نقرأ عنه يوميا، لكني برغم هذا أرى أن الأستاذ مفيد فوزي أخطأ كثيرا في هذا التصريح وخطيئته تصل إلى حد الإجرام، فقد رسخ في ذهننا أن الأستاذ مفيد مثال "المحقق" الذي يحقق المعلومات يصل إليها قبل الجميع، وحينما يكون هذا مستوى من يصور نفسه باعتباره المحقق الأول فكيف حال البقية؟ تلك السقطة المدوية تؤكد أن طريقة الأستاذ مفيد فوزي في جمع المعلومات يشوبها الكثير من العشوائية والفوضى، فهو يقول إن أحدهم قال له هذه المعلومة ومن سياق الحديث يظهر أن هذا الـ"أحدهم" على علم ببواطن الأمور، وأنه يتمتع بقبول علمي "ما" ولأن الموجة كانت في أولها فقد أراد الأستاذ مفيد فوزي أن يسبق الجميع بمعلومة أو علاج، أو استعراض طرائف، ولهذا لم يسأل نفسه ما مادة الكورومونيوم هذه ؟ ولم يكلف نفسه بالسؤال عنها في لدى العطار الذي يزعم أنها تتوافر لديه؟ ولم يعرف ما الذي تفعله بالظبط؟ وكيف تعمل وما هو المصدر الذي علم منه تلك المعلومة، وكلها أسئلة بديهية لمن يريد أن يحقق، ثم تأتي الأسئلة الأكثر إلحاحا: ما هي الأبحاث التي أكدت هذه المعلومة؟ أو على الأقل ما هي الأبحاث التي رصدت ارتباطا شرطيا بين تناول هذه المادة والتحصين من "كورونا"؟ وللأسف إغفال طرح هذه الأسئلة جعلت منه مادة ثرية لسخرية الجمهور العربي كله وليس الجمهور المصري فحسب.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;