نموذج مثالى للتكافل المجتمعى والعمل الإنساني يجسده أهالي قرية المعصرة التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، وذلك من خلال تنفيذ مبادرة أكسجين الخير والتى تتضمن توفير أجهزة مولدات الأكسجين لمرضى كورونا فى العزل المنزلى فى ظل تزايد اعداد المصابين.
ووفر متطوعون من أهالى القرية بالتعاون مع جمعية تنمية المجتمع بالقرية تلك الأجهزة بالجهود الذاتية بتكلفة تصل إلى حوالى 100 ألف جنيه، بالإضافة لكميات من أدوية البروتوكول المعتمد من وزارة الصحة.
ورصدت كاميرا "انفراد" جانب من فعاليات مبادرة أكسجين الخير بقرية المعصرة التابعة لمركز الداخلة بالوادى الجديد والتى تتضمن توفير أجهزة مولدات الاكسجين لمرضى كورونا فى العزل المنزلى فى ظل تزايد أعداد المصابين.
ويقوم عدد من المتطوعين من أهالى القرية من العاملين بالقطاع الطبى من ممرضين ومسعفين بنقل أجهزة توليد الاكسجين إلى منازل الحالات المصابة بكورونا فى العزل المنزلى وتعانى من ضيق التنفس، حيث يظل الجهاز برفقة المريض لحين اجتيازه مرحلة الخطورة وبعدها يتم تعقيمه ونقله لحالة أخرى، وذلك بالمجان حيث نجحت جهود الأهالي فى توفير 7 أجهزة توليد و4 أجهزة فاركولين وأجهزة قياس نسبة الاكسجين فى الدم بالإضافة لأدوية البروتوكول التى يتم توفيرها لمن يطلبها من غير القادرين.
وقال أيمن أحمد حنفى رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية القائمة على تلك المبادرة فى تصريح خاص لــ"انفراد"، أن المبادرة جرى طرحها لخدمة مصابى كورونا فى القرية والقرى المجاورة لتعزيز فكرة الالتزام بالعزل المنزلى والتخفيف عن المستشفيات العامة ومستشفيات العزل بالداخلة والمساهمة أيضا فى محاولة اسعاف الحالات التي تعانى من أمراض مزمنة وتتعرض لأزمات تنفسية حادة كتداعيات لمرض كورونا.
وأضاف "حنفى"، أن المتطوعين من شباب القرية يقومون بجهود توعوية للتحذير من مخاطر عدم الالتزام بتطبيق الاجراءات الاحترازية وتطبيق التباعد فى المسافات بين المواطنين والتحذير من الاختلاط المباشر لمنع تزايد الاصابة بالفيروس وذلك من خلال تنفيذ عدة فعاليات على مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم حملات تحذيرية أثناء تقديم الخدمات الطبية لمرضى كورونا وفى الشوارع والاماكن العامة.
وقال صبرى نصر أحمد، أن فكرة أجهزة توليد الأكسجين نتجت عن المعاناة التى كانت تواجه مرضى كورونا بالقرية وصعوبة نقلهم لمستشفيات العزل بحالاتهم الحرجة وهو ما استدعى تطوع عدد من أهالي القرية بالتنسيق مع الجمعية لشراء تلك الأجهزة بالتبرعات ووضعها تحت خدمة المرضى وهو ما ساهم فى انقاذ حياه العشرات من مصابى كورونا، مؤكدا أنه سيتم تعميم المبادرة بصورة أكبر لتشمل جميع الخدمات التى يحتاجها مرضى كورونا فى العزل المنزلى ، وذلك من خلال توفير العلاج للغير قادرين وتوفير المتابعة الطبية المستمرة وتركيب اجهزة الاكسجين وخدمات التمريض والاسعاف المجانية.
ومن جانبه قال سليمان عطية مسعف متطوع فى المبادرة، إنه يقوم على تشغيل الأجهزة وتركيبها لمرضى كورونا حيث يقوم يوميا بنقل الأجهزة لعدة مرضى بالقرية وشرح كيفية تشغيله للمريض والمرافقين والتأكيد على ضرورة الالتزام بتطبيق الاجراءات الاحترازية وعزل المريض تماما عن باقى أفراد الأسرة حيث يتم توصيل الجهاز بالكهرباء ووضع المياه فى المكان المخصص بقارورة الجهاز ، حيث يتم استخلاص الاكسجين آليا من المياه ويتم ضخه عبر الماسك الموصل للجهاز التنفسي للمريض، مشيرا الى أن الجهاز يتفاوت فى قدراته من 5 لتر إلى 10 لتر وذلك حسب حالة المريض وهى خدمات مجانية يتم تقديمها بالكامل .