حرب باردة اشتعلت بين المملكة العربية السعودية، وإيران، منذ يناير الماضى، بعد قطيعة المملكة الدبلوماسية لإيران، إثر تدخل الأخيرة فى الشئون العربية، والهجوم على سفارة المملكة فى طهران بعد إعدام القيادى الشيعى السعودى النمر، وسبق ذلك استغلال طهران حادث منى، وسقوط رافعة الحرم، العام الماضى، لتتوتر العلاقات أكثر من أى وقت مضى، بالإضافة إلى التراشقات الإعلامية بين الطرفين، لتأتى قضية الحج هذا العام لتضيف أزمة أخرى على علاقات يسودها توتر دائم.
وأعلنت إيران إلغاء شعيرة الحج هذا العام لمواطنيها، بسبب خلاف حول التنظيم مع المملكة العربية السعودية، وتعنت المسئولين الإيرانيين وإصرارهم على إجراء طقوس شيعية فى مراسم الحج، منها إقامة مراسم "دعاء كميل"، وما يسمى بـ "مراسم البراءة من المشركين" التى ترى المملكة أنها تثير فوضى بين حجاج بيت الله الحرام.
أهل السنة فى إيران يطالبون بتدويل الحج
لكن إعلام طهران يسعى لإشعال نار الفتنة، وتحريض علماء أهل السنة فى إيران على المطالبة بتدويل الحج، وإيهام العالم بأن المملكة ليست قديرة بإدارة أمور الحج.
ونشرت وكالة فارس دعوة من علماء أهل السنة فى إيران بتدويل شئون الحج، بمشاركة الدول الإسلامية فى إدارة تلك الشعيرة، مهاجمة المملكة العربية السعودية والقائمين على وزارة الحج، وإقحام أطراف أخرى فى الأزمة.
وهاجم أئمة السنة الإيرانيون، المملكة العربية السعودية، من بينهم إمام جمعة سنندج، وإمام جمعة السنة فى مدينة قروة ماموستا ملا هاشم نورى، ودهكلان ماموستا يدالله محمدى، وماموستا سيد أحمد سجادى، إمام جمعة سرآباد ماموستا عبدالقادر الحسينى، وإمام مدينة سقز ماموستا يدالله أمين زادة.
كما حذرت إيران مواطنيها من التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج عبر دولة ثالثة، وذلك بعد أن ألغت حج هذا العام، ووفقا لوكالة تسنيم "وصى مدير منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدى بعدم التوجه إلى الحج عن طريق بلد ثالث".
وأعادت وزارة الحج والزيارة الإيرانية، إلى مواطنيها تكاليف الحج التى أنفقوها أملا فى الذهاب لأداء تلك الشعيرة، ووفقا لصحيفة آرمان أصدرت هيئة الحج والزيارة الإيرانية بيانا طالبت فيه الإيرانيين بالتوجه لاستعادة أقساط أموالهم التى دفعوها، وأضافت أن الأولوية ستكون محفوظة لهؤلاء لإيفادهم إلى الحج السنوات المقبلة، فى حال تهيئة الأرضية لدى الدولة المضيفة.
وزعمت إيران أن المملكة أضافت 11 بندا إلى محضر المحادثات بين الرياض وطهران، من بينها منع نصب العلم الإيرانى بمكان إقامة الحجاج أو فى مسار حركتهم، كما زعم رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدى أنه تم وضع قيود على نقل الأدوية لاستهلاك الحجاج الإيرانيين فى السعودية، وطلب معلومات مفصلة عن الأطباء الإيرانيين الموفدين إلى الحج وتحديد عددهم، وتوضيح المسئولية التنفيذية الراهنة وسوابق الأفراد المشاركة فى البعثة.
من ناحيتها، أوضحت وزارة الحج والعمرة فى المملكة العربية السعودية فى بيان أن الجانبين اتفقا على إصدار التأشيرات بشكل إلكترونى من داخل إيران، بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطنى السعودى والناقل الوطنى الإيرانى، وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيرانى السماح لهم بتمثيل دبلوماسى عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم.
وأكدت الوزارة أن "بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج، تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها، مسئولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج لهذا العام، كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين"، وفقًا لما جاء فى نص البيان.